توفيت الشابة الفلسطينية يسرى التميمي (21 عاماً)، امس الأحد، في المستشفى الأهلي بمدينة الخليل بالضفة المحتلة بعد مضي عشر أيام على ولادتها في ذات المستشفى حيث اتهمت العائلة في حديث لـ “شبكة قدس” المستشفى بارتكاب خطأ طبي أدى لوفاة التميمي بعدة ولادة طبيعية لنجلها.
وقال هاني عبيدو عم الشابة التميمي لـ “شبكة قدس” إن ابنتهم طوال فترة حملها لم تكن تعاني من أي أعراض جانبية أو آثار ناتجة عن حملها، وكانت تمتع بصحة ممتازة، وتحلم بأن ترى جنينها يلهو ويلعب ويكبر، أسوة بباقي البشر.
وأضاف: “”دخلت المستشفى الأهلي يوم الاثنين بتاريخ 21/1/2019، للولادة، الساعة الحادية عشر صباحاً، ووضعت جنينها الساعة الثامنة مساءً في ذات اليوم، وفي اليوم التالي لولادتها في تمام الساعة الثامنة مساءً، أي بعد مضي 24 ساعة على ولادتها، قرر الطاقم الطبي في المستشفى الأهلي إخراجها من المستشفى لعدم حاجتها للبقاء فيه”.
ولفت عبيدو إلى أنها أبلغت الطاقم الطبي بوجود آلام في يديها ورأسها لحظة إبلاغها بالخروج، حيث أرجع الطاقم الطبي الذي أشرف على حالتها ذلك إلى آلم المخاض، وهي حالة تمر فيها السيدة بعد أن تضع جنينها، مشيراً إلى أنه وبعد مضي ساعتين على خروجها استمرت الأوجاع ترافقها، وزادت حدة الألم، ودخلت مرحلة تشنج قوي ليتم نقلها عبر مركبة إسعاف تابعة للمستشفى الأهلي تمام الساعة الثانية من فجر يوم الأربعاء، أي بعد ست ساعات على خروجها من المستشفى إلى منزلها.
ورفض مدير المستشفى الأهلي الدكتور يوسف التكروري الحديث لـ “قدس الإخبارية” عن ظروف الوفاة، مبرراً أنهم لا يريدون إثارة مشاعر عائلة المتوفاة، واكتفى بالقول: “قامت طواقمنا بالإجراءات الطبية والعلاجية حسب البروتوكول المتعارف عليه صحياً، وجاهزون لتقديم كافة التقارير لأي جهة طبية مختصة”.
من جانبه، أوضح عم الشابة التميمي أنه بعد نقلها إلى المستشفى قام الطاقم الطبي بإعطائها إبرة مهدئة للأعصاب حين وصلت للمستشفى، ولم تفلح محاولاتهم في التخفيف من آلامها، ليتم نقلها إلى قسم الجراحة لتعذر وجود أسرة في قسم الباطنة، متابعاً: “بعد دخولها لقسم الجراحة، لوحظ ارتفاع حرارة جسدها، وقامت الممرضة بإعطائها خافض حرارة في الوريد، لتزداد حالتها سوءاً بعد مضي عشر دقائق على إعطائها الخافض، وظهر على وجه المتوفاة حساسية واختلاف في لون بشرتها”.
وبعد تدهور حالتها تم نقلها إلى وحدة العناية المكثفة لخطورة وضعها الصحي وبقيت العائلة حتى منتصف يوم الأربعاء الماضي لا تعلم عن حالة ابنتهم المتوفاة شيء، ليخرج الأطباء ويبلغوهم بأنها تعاني من مرض السحايا، منوهاً إلى أن الطاقم الطبي أخذ عينة من النخاع الشوكي لابنتهم المتوفاة لفحص فيما إذا كانت تعاني من مرض السحايا أم لا.
واستكمل قائلاً: “تقتضي الظروف الصحية للمتوفاة بعدم أخذ عينة من نخاعها الشوكي كونها غائبة عن الوعي وهو ما أكده لنا العديد من الأطباء”، لافتاً إلى أن الطواقم الطبية وإدارة المستشفى الأهلي رفضت منحهم أي تقارير طبية طوال فترة تواجدها في المستشفى، مبررين الأمر أن الحالة خطيرة ولا يمكن الحديث فيها.
وبعد محاولات عديدة من ذوي المتوفاة يسرى للحصول على تقرير طبي مفصل يشرح حالتها، تم منحهم تقرير لا يحتوي على أي معطيات تبين سبب تردي وضعها الصحي، وكان يهدف الأهل من حصولهم على التقرير نقلها إلى مستشفيات الداخل المحتل أو الأردن لاستكمال علاجها، ولكن وضعها الصحي الغير مستقر لم يكن يسمح بنقلها، وفق ما أبلغهم به أحد الأطباء المشرفين على حالتها.وذكر عبيدو أن المستشفى الأهلي برر جميع ما جرى لابنتهم المتوفاة بأنها نتاج عن التهاب في الحلق أدى إلى لدخولها حالة موت دماغي بالتزامن مع ارتفاع درجة حرارتها.
المصدر: القدس الإخبارية