لا يختلف اثنان على أن الطفل يحتاج إلى قسط معين من الحنان اليومي…قدر احتياجه لفترات ثابتة من النوم والراحة؛ فحنان الأم من أسباب انضباط الطفل واستقراره؛ والذي يتم بالحمل واحتضان الطفل وضمه، وهنا يؤكد الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال أن هناك مواصفات وشروط.
على الأم أن تعرف أن معيار التنشئة السلوكية التي تجعل الطفل طبيعياً سهلاً في التعامل هو مدى ما تمنحه الأم له من شعور بالحب والأمان.
بعد أسبوع أو ثلاثة من ولادة الطفل، يبدأ في التعبير عن فرحه بالابتسام واللغو، ومعها تزداد حاجته إلى الحمل والاحتضان، وبعد العام الأول يحتاج لقدر أكبر من الإحساس بالحب والأمان، مما يزيد من حاجته لأن تحمله أمه، وتحتضنه عند أي قلق أو مشكلة ما تقابله.
كما تزداد حاجة الطفل للحب والأمان حالة انتابه المرض أو التعب أو الألم لسقوطه، أو أثناء التسنين، كذلك يحتاج لهذا الحضن والحب الدافق قبل أي شيء حين يكون متوتراً دامعاً، أو كان يعاني من مأزق لا يملك أن يحسن فيه التصرف.
حمل الطفل في أيامه الأولى ممنوع، ويسمح به شرط ألا نُعلم الطفل ونعوده على أن يستجدي الحمل ويطلبه عن طريق البكاء، وحتى لا يقترن في ذهنه البكاء بالحمل؛ لذا عليك أن تبدئي في تطبيق هذه النظرية بعد الأسبوع الأول خلال فترة التأقلم قبل الانضباط، وإن أتقنتها بكرت بحلول فترة الانضباط واستقرار الطفل.
عليك بتنظيم ثلاث فترات ثابتة لرضيعك تحملينه فيها، وتغمرينه بحنانك بين ذراعيك؛ لتوثيق أواصر الارتباط بينكما، ولتوطيد العلاقة السامية التي تربطكما.
احتكاك الطفل بجسمك وضمه إلى صدرك تحيط به ذراعاك…من العوامل الهامة لخلق هذا الرباط المقدس بين الأم وطفلها، وتتم فترات الحنان -المتفق عليها- في الأوقات التي تلاحظين فيها أن طفلك في حالة تؤهله لاستيعاب حنانك وتذوقه -أي وهو مستيقظ- بعد إتمام رضعته وهضمه لها مثلاً، وإتمام غيار حفاضاته، وأثناء سكوته لا بكائه، فيبدأ بعد أيام وأسابيع من الانتظام في الحمل والاحتضان تجدينه يقرن الحمل والمداعبة والحنان في وجدانه بالسكوت والهدوء.
في الوقت نفسه عليك أن تتمالكي أعصابك ولا تحمليه عندما يبكي، خاصة بعد تأكدك أن بكاءه بلا سبب، وبعد فترة سوف يدرك طفلك أن الحمل لا يُستجدَى بالبكاء، وإنما بالسكوت والهدوء، أي أن هناك ارتباطاً شرطياً بين الحمل والاحتضان والسكوت.