تسبّب عفوية الأطفال غالباً مشاكل لذويهم، فكم مرّة أفشى ابنك مشاعرك تجاه من تزورينه أو ذكر تفاصيل حادثة حصلت في المنزل بدون أن يدرك أنها أمر خاصّ لا يجب إطلاع الآخرين عليه؟ كذلك، إن بعض العلاقات مرشحة للإنهيار بسبب تفوّه الصغير بكل ما يسمع من حديث.
وفي هذا الصدد تؤكد الأخصائية النفسية وعضو هيئة أنتِ لها الإستشارية ميس السمهوري أن تحديد أسباب افشال الطفل لسر العائلة يختلف بناءً على عمر الطفل ومعروف أنها ممتدة بين سن الثانية والسادسة عشر.
وتتابع السمهوري لـ” أنتِ لها” : “عندما يكون الطفل صغير وغير مدرك لمعنى كلمة سر أو لا يستطيع التفريق بين ما يمنع قوله وبين ما يمكن قوله لا يكون هناك مشكلة تخصه، أي تم سؤاله بطريقة ذكية لا يميزها الطفل الصغير أو تحدث بطريقة بريئة، على عكس الطفل الذي يدرك عواقب ما يقوله ويميز بين الممنوع والمسموح يكون هناك مشكلة تحتاج لحل”.
وتضيف الأخصائية السمهوري: في الحالة الثانية تتعدد الأسباب فقد يكون الطفل يشعر بالظلم والاضطهاد في المنزل ويحاول كسب طرف آخر لصفه، ومن الممكن أن تكون محاولة منه لإيذاء والده أو والدته بسبب شعوره بالظلم.
وتوصي السمهوري بالتالي لحل لهذه المشكلة:
إعادة بناء الثقة مع طفلك الصغير وتدريبه تدريجياً على ذلك، وذلك من خلال مشاركة أمور صغيرة معه وإخباره أنها سر يجب الحفاظ عليه.وتؤكد السمهوري على ضرورة حفاظك أنت على هذه الأسرار الصغيرة لتمنحي طفلك الثقة وتشعريه بأهمية الحفاظ عليها.
وفي مراحل متقدمة عندما ترى قدرة طفلها على استيعاب أهمية الحفاظ على الأسرار والخصوصي تستطيع الأم أن تشاركه أسرار أكبر وأهم ليحافظ عليها.
ورغم أنها تؤكد على أهمية تعليم الأطفال الحفاظ على أسرار المنزل، تحذر السمهوري من اعتبار كل ما يحدث في حياتنا اليومية سراً يجب الحفاظ عليه لأن ذلك ينعكس سلباً الأطفال، أي يكبر الطفل ويمتنع عن إخبار أهله بما يحدث سواء مشاكل أو غيرها لأنه يرى أنها أسرارً يجب أن يحافظ عليها.