تقرير غيداء الكوبري
“خليكي في البيت” كانت اخر جملة قالها اسلام مودعاً زوجته قبل اختفاءه بساعات.
اسلام الصيرفي البالغ من العمر 35 سنة ابن مخيم عسكر واول من رفع راية الكشافة في المخيم، والذي بدأ من عمر 6 سنوات يشارك في الاندية الصيفية و المخيمات، وبدأ دراسة فن المسرح في العراق، بعد اختفاءه بعدة أيام عثر على جثته في وادي الباذان شرقي نابلس، منهم من قال انه “انتحر” وآخر قال “انه قتل” وهي شائعات تنفيها عائلته.
تقول بلسم الصيرفي ابنة عمه ورفيقته بالمسرح لـ أنت لها إن تقرير الطب الشرعي والتحقيقات تبين أن “اسلام لم ينتحر”. “بالرغم من ان ابن عمي كان يبدو حزينا شارد الذهن في الفترة الاخيرة، الا انه مفعم بالحياة و محب لذاته لأبعد الحدود وهذا كله لا يعطي الحق لأحد أن ينشر شائعة انتحاره”.
وأوضحت ان ما تم تداوله بين الناس من عدم توافر المال بين يديه و يأسه من الحياة ما هي الا شائعات ايضا.
“ابن عمي اسلام كان من المقرر ان ينتقل الى شقته الجديدة في الاول من شباط بعد الانتهاء من نقل جميع مستلزمات بيته، وانه اتفق للبدء بالإلتحاق بعمل جديد ، الا ان هذا لم يتم وتوفاه الله”. تابعت الصيرفي.
بالإضافة الى ما سبق قالت بلسم إن ما حصل معه (اسلام) ليس سهلا فهو كان يعمل في وكالة الغوث وتم تجديد العقد مرة اخرى وبعد انتهاء العقد اكمل مسيرته في المسرح وبدأ بتقديم عروض مهرجة، الا ان المسرح لم يجني له المال ليكفيه و يكفي زوجته و طفله البالغ من العمر سنه و نصف، وهنا شعر انه سوف يتخلى عن حلمه.
“كان يتجنب ان يخبر احد بهمه حتى لا يفكر الاخرون أنه يطلب المال او محتاجاً له”. تابعت الصيرفي.
“لاحظت عائلة اسلام تغيره المفاجئ واختفاء الابتسامة الجميله المعروف بها الراحل اسلام، فأصبح شارد الذهن في معظم جلساته ما دفع عائلته الى تشجيعه على السفر كي يعود لهم بنفسية متفائلة وطاقة عالية ولكنه رفض”.أضافت الصيرفي
تقول الصيرفي: “جاء اليوم الذي ودع فيه اسلام زوجته واختفى ها هو صباح اليوم التالي اتى و اسلام لم يعد بعد وهنا بدأت عائلته بالبحث عنه واول مكان خطر على بالهم هو احب مكان على قلب الاسلام المكان الذي يذهب اليه اسلام ليطلق صيحاته ويخرج الطاقة السلبية المنتشره في جسده لكي يعود الى زوجته و طفله مرتاح البال، وهو الصخرة الكبيرة في وادي الباذان المعروفة لدى الجميع “بصخرة الانتحار” ولكن عند اسلام كانت معروفة “بالصخرة التي اذا اغلقت الابواب بوجهه يذهب اليها ليفتح له باب جديد”.
لكن البحث استمر دون جدوى ولم يجدو له اثر.. زادت تساؤلاتهم اين بات اسلام؟ ماذا يفعل الأن؟ متى سيعود لنا؟ وبقيت اسألتهم بدون اجابات حتى جاء خبر وفاته و العثور على جثته في احب مكان له وهنا زادت شائعات “اسلام انتحر” دون وجود اي تصريح من العائلة او الطب الشرعي يؤكد انتحاره.
بعد التحري عن الحادثة أكدت بلسم الصيرفي ان ابن عمها لم يمت انتحارا،كما اشيع. “فلم يكن على جثته اي خدش او كسر بالاضافة الى ان احدى فردتا حذائه كانت قد سقطت من قدمه وهذا يدل على انزلاقه من اعلى الصخرة بالإضافة الى ان جلدة يده كانت مقشورة وهذا يؤكد ايضا بحسب الصيرفي أن ابن عمها بعد انزلاقه حاول بأقصى جهده ان ينقذ نفسه و تشبث بالصخرة من اجل مساعدة نفسه، ولكن القدر كان اقوى منه و سقط متوفيا”. تخبرنا بلسم.
وأنهت بلسم قولها: “إن اسلام توفي وسره معه، وأن جميع الدلائل تؤكد ان كل ما حصل مع اسلام لم يكن بيده، واضافت لنفترض ان ما تداول من خبر انتحاره صحيح فلماذا ينتحر من بعد ما انهى تشطيب وتجهيز بيته الجديد ومن بعد اتفاقه للبدء بعمل جديد، بمعنى أخر ” من بعد ما وصلت اللقمة للتم لماذا ينتحر”.
وفي النهاية أكدت عائلة اسلام الصيرفي أن ما تم نشره وتداوله وما سوف يتم تداوله من خبر انتحار او ما شابه سيعرض صاحبه للقضاء والمسائلة القانونية.
وشكّل خبر وفاة الشاب الصرفي أو المعروف بـ”صانع الفرح”، حالة من الحزن الشديد في من مخيم عسكر ومدينة نابلس.