لم تسلم الطفلة ملك من التعذيب على يد والدها، حتى فقدت حياتها بعد ٧ أشهر عاشتها حبيسة حجرة صغيرة بمسكن والدها في منطقة اسبيكو بالسلام، وزعم الأب ارتكابه الواقعة بعدما شاهد طفلته تمارس أفعال عدوانية ” كانت بتقلد أمها، قالتلي بعمل زي ماما”، حسب مصدر أمني.
كانت الطفلة ملك على موعد جديد مع حفلة التعذيب المعتادة على يد والدها، لكن جسدها النحيل لم يتحمل وفارقت الحياة، وفي محاولة منه للهرب أدعى الأب تعرضها لحادث سير، إلا أن مفتش الصحة لاحظ آثار تعذيب في جسدها، وأبلغ شرطة قسم السلام ثان.
قبل ١٢ سنة تزوج محمد”المتهم” من ابنة عمه، بعد قصة حب مشهودة، ورزقا بالطفة ملك”المجني عليها”، في البداية كانت حياتهما هادئة، وبدأت المشاكل تعرف طريقها للأسرة بعدما لاحظ الزوج تغير زوجته، وشك أنها على علاقة بآخر، وانتهت بالانفصال، يقول “محمد” أحد أقارب الزوج، موضحًا أن الطفلة انتقلت للعيش مع والدتها “حق حضانة الطفل”.
تعرفت الأم على شاب، وبمرور الوقت توطدت العلاقة بينهما وتزوجا، ما جعلها تترك الطفلة مع جدتها، فيما تزوج المتهم من سيدة أخرى أنجب منها طفلته الثانية “لوجين”، تبلغ من العمر 4 سنوات.
بدأت مأساة الطفلة صاحبة الـ11سنة، قبيل شهر رمضان 2018 بأيام معدودة، بعدما طالب والدها من”جدتها” رؤيتها والسماح لها بالإقامة معه أسبوع، بدعوى شراء ملابس جديدة ترتديها في عيد الفطر، لكنه لم يعديها كما وعد وظلت رفقته.
مرّ الأسبوع الأول من شهر رمضان ، وبدأت الطفلة تلح على والدها بإعادتها إلى جدتها لكنه رفض، ما تسبب في تغير سلوكها، وأصبحت انفعالية وعدوانية، تحطم الأجهزة المنزلية “كسرت السخان والمكواه”، ما أغضب الأب وضربها بعنف.
في تلك الأثناء تدخلت الزوجة الثانية لمنعه ورفع الأذى عن الطفلة إلا أنها فشلت وأخذت جزءا من العقاب، انتهت بتركها المنزل، حسب “س.م” والدة الزوجة الثانية.
تلك المرة لم تكن الأولى التي تترك فيها الزوجة الثانية المنزل، بعدما اعتاد الزوج ضربها دون سبب، لكنها على غير العادة رفضت العودة مجددًا إليه، ولم تفصح عن ما كان يلحق بالمجني عليها لأحد من أسرتها خشية من إيذاء ابنتها بعدما هددها المتهم.
ظلت “ملك” طيلة إقامتها مع والدها خلال 7 أشهر تطلب العودة لجدتها، لكن والدها كان يٌزيد من تعذيبها حتى فقدت القدرة على التحدث والمشي، يقول شقيق الزوجة الثانية “هيثم” إن قبل أسبوع من الواقعة هاتف المتهم شقيقته وأخبرها أن المجني عليها ترفض تناول الطعام، وطالبها بالحضور، لبت نداء زوجها وذهبت لرؤية الطفلة، وجدتها محبوسة داخل حجزة لا تقوى على النطق والحركة، فأطعمتها وعاودت لمنزل العائلة من جديد.
يوم الواقعة، عاودت الطفلة طلب العيش مع جدتها فانهال عليها الأب ضربا بعدما قيدها بالحبال، وفجأة صمتت الطفلة وكفت عن استغاثاتها، تخيل الأب أنها فاقدة الوعي فهرول إلى مستشفى السلام لإسعافها إلا أن الأطباء أخبروه بوفاتها.
وفي محاولة منه للهرب من المسائلة القانونية، ادعى أنها تعرضت لحادث سير منذ فترة، إلا أن نقطة شرطة المستشفى أبلغت قسم شرطة السلام ثان، وضبط الجاني، واعترف بارتكاب الواقعة مبررًا ذلك بسبب سوء سلوكها “بتمارس أعمال عدوانية، وقالتلي بقلد ماما”.
عُرض المتهم على نيابة السلام، وقررت حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، فيما أمرت بإخلاء سبيل الزوجة الثانية للجاني بعد ثبوت عدم تورطها في الجريمة.