كشفت دراسة أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا الأمريكية أن النوم الجيد يعتبر مسكن طبيعي للألم، كما أن فقدان النوم ليلا يزيد من الأوجاع خاصة عند الإصابة بالأمراض..
وكشف استطلاع رأى وطني لمؤسسة “النوم” الأمريكية في 2015، أن اثنين من كل ثلاثة مرضى يشعرون بالألم المزمن يعانون من اضطرابات النوم، وأوضح الباحثون أنه عندما نشعر بالألم، نواجه عادة صعوبة في النوم، لكن كيف يؤثر ضعف النوم على الشعور بالألم؟
وأجاب الباحثون لأول مرة عن هذا السؤال من خلال تحديد مواطن الخلل العصبي في الدماغ عند الحرمان من النوم الذي يمكن أن يكثف ويطيل عذاب المرض والإصابة.
وللوصول إلى نتائج البحث، راقب الباحثون 230 بالغا من جميع الأعمار، وطُلب من المشاركين الإبلاغ عن ساعات نومهم الليلية، بالإضافة إلى مستويات الألم اليومية في غضون أيام قليلة.
وأظهرت النتائج أنه حتى التغيرات الطفيفة في أنماط النوم والاستيقاظ كانت مرتبطة بتغيرات حساسية الألم.
ونظرًا لأن الأشخاص لديهم مستويات مختلفة للألم، بدأ الباحثون بتسجيل حد الألم الأساسي لكل مشارك في الدراسة بعد نوم جيد ليلاً وكرروها بعد عدم الحصول على قدر كاف من النوم أو الحرمان من النوم، وذلك عن طريق تعريض الجزء الأسفل من الساق لدرجات حرارة بلغت حوالي 111 درجة فهرنهايت (44 درجة مئوية).
وقاموا بعد ذلك بتسجيل نشاط دماغهم واستجابتها للألم عن طريق جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.
ووجد الباحثون أن من حصلوا على نوم كاف ليلا شعروا بالألم بمستويات أقل ممن ناموا أقل من 7-8 ساعات ليلاً.
وكرر الباحثون التجربة لكن مع أشخاص حرموا من النوم ليلا، وقارنوهم بأشخاص ناموا بشكل جيد خلال الليل.
ووجد الباحثون أن الغالبية العظمى من الأشخاص المحرومين من النوم أفادوا بأنهم يشعرون بالألم في وقت مبكر، عند حوالي 107 درجة فهرنهايت.
وحول ذلك، قال ماثيو وولكر، قائد فريق البحث: “تظهر النتائج بوضوح أنه حتى التغيرات الطفيفة للغاية في النوم الليلي لها تأثير واضح على عبء الألم في اليوم التالي”.
وأضاف: “لا يؤدي فقدان النوم إلى تضخيم مناطق الإحساس بالألم في الدماغ وحسب؛ بل يقمع أيضًا مراكز تسكين الألم الطبيعية في الدماغ أيضًا”.
وتابع وولكر حديثه: “إذا كان ضعف النوم يزيد من حساسيتنا للألم، فإن النوم الجيد يعتبر مسكن طبيعي يمكن أن يساعد في تخفيف الألم”.
المصدر : وكالات