دائما ما يتم تشجيع النساء ودعوتهن لإجراء فحوص دورية للكشف المبكر عن وجود أية أورام سرطانية، وفي حالة سرطان عنق الرحم تتمّ دعوة النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 25 و49 سنة للفحص كلّ ثلاث سنوات، ويرتفع إلى كلّ خمس سنوات للنساء اللاتي تتراوح أعمارهنّ بين 50 و64 سنة.
وفي وقت قريب قد تتجنب النساء زيارة الطبيب بشكل مكثف لعمل فحص سرطان عنق الرّحم، فهناك فحص جديد قد يجعل الفجوة الزمنية بين الفحوصات، تصل إلى خمس سنوات لجميع النساء، وفقًا لبحث نشر قبل عدة أيام.
وكان اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ، قد أظهر اكتشاف التّشوّهات مبكرًا مقارنه بالاختبار الحالي، ووجدتْ الدراسة، التي قيّمتْ اختبارًا تجريبيًا يشمل 580 ألف امرأة أنّ عدد النساء اللاتي يصبن بسرطان عنق الرّحم يمكن خفضه بنسبة الخمس بفضل نظام الفحص الجديد.
ولأنّ اختبار فيروس الورم الحليميّ البشريّ أكثر حساسية، فقد كشف عن نتائج غير طبيعية بنسبة 49٪ مقارنة بالنظام القديم، وتشير نتائج الخطة التجريبية، لمدة أربع سنوات، التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية، إلى أنّ عدد النساء اللاتي يصبن بسرطان عنق الرّحم في إنجلترا سنويًا، سيتمّ خفضه من 2500 إلى 2000 بمجرّد أنْ يتمّ استخدام نظام الفحص الجديد.
هذا الأمر، دفع الباحثين للقول، إنّ فترات الفحص يمكن تمديدها بسلام، إلى كلّ خمس سنوات لجميع النساء، واقترح الباحثون، أنّ النساء المُسنّات في نهاية المطاف، قد يكنّ قادرات على إجراء الاختبارات، بشكل أقلّ.
في هذه اللحظة، تُدعى النساء لفحص سرطان عنق الرّحم 12 مرّة في حياتهنّ، وهو ما قد يجعلهنّ يشعرن بالملل، ويتوقفن عن إجراء الفحص، وبالمثل، فإنّ العديد من النساء يشعرن بالحرج، أو القلق من الذهاب إلى ما يُنظر إليه على أنّه إجراء غير مريح.
وقالت المؤلفة الرئيسية ماتيكا ريبولج، كبير علماء الأوبئة في كلية الملك بلندن، إنّ النظام الجديد سينقذ الأرواح في المستقبل.
وأضافتْ: “إنّ عدد النساء اللاتي يمكن إنقاذ حياتهنّ، من خلال الفحص، سيكون أكبر من خلال الاختبار الجديد، وفي الوقت نفسه، لن تحتاج النساء اللاتي حصلن على نتائج اختبارات سلبية، إلى الفحص على نحو متكرّر كما هو الحال الآن”.
ويعتمد النظام الجديد، على فحص فيروس الورم الحليميّ البشريّ – الذي يسبب 99 في المائة من حالات سرطان عنق الرّحم، وفي الوقت الحالي يتضمّن الفحص اختبار التّشوّهات، في الخلايا الموجودة في عنق الرّحم، ثمّ اختبارات فيروس الورم الحليميّ البشريّ، في حالة وجود خلايا غير طبيعية.
لكن النظام الجديد يعمل بالطريقة الأخرى – فهو يختبر أولاً فيروس الورم الحليميّ البشريّ، ثمّ يتبعه اختبارات أخرى للخلايا غير الطبيعية، إذا كان الفيروس موجودًا.