غيداء الكوبري .. ينتظرون الرابع عشر من شهر شباط، ينتظرون يوم الحب و يفكرون ملياً بالهدية التي سوف يرسلونها، لهذه الدرجة انتم محتاجون في هذا اليوم للتفكير كثيراُ في نوع الهدية و بثمنها!! بغض النظر إن كنت ضد او مع الاحتفال بعيد الحب فإن موضوع الهدايا امر لا بد الحديث عنه. و لكن في البداية هناك العديد من الأسئلة: فما هي اجمل هدية وصلتك؟ وهل قدرت هذه الهدية بثمنها؟ وماهي الهدية التي خيبت املك؟
عبرت ناردين ارملي اخصائية في اقتصاد العائلة عن موضوع هدايا عيد الحب، أن الهداية التي تسعدنا حقيقة هي الهداية التي تأتي بعد معرفه حقيقية من الطرف الثاني بمعنى انها أصابت الهدف، من الممكن ان تكون غالية الثمن ولكن الاهم من ذلك ان تكون جائت بعد المعرفة الحقيقية لحاجتنا و رغبتنا بها، وتأتي بعد تفكير وتخطيط وملائمة حقيقية لتوقعاتنا، وتابعت.
يوجد الكثير من الهدايا غالية الثمن و تعتبر جميلة ايضاً ولها ذكرى معينة ولكنها اصبحت سبباً بخيبات امل كبيرة، وهناك امر أخر اذا تلقيت هدية من الذهب الاصفر وانت تفضلين الذهب الابيض او الفضة على علم انك قد تكلمت مرارا امامه انك تفضلين هذا النوع، فهذا الامر قد يخلق نوع من الازعاج بالنسبة لكِ، وبالمقابل إن كنت تحبين ومدمنة على كعكة الجبنة المخبوزة وصديقتك حضرت لك هذه الكعكة مع انها لا تحب صنع الكعك، هذا الامر سوف يخلق داخلك سعادة اضعاف من تلك الهدية غالية الثمن ولكنك لا تفضلينها.
فكري مثلا ان كنت تبحثين عن كتاب معين ولم تجديه وفي عيد ميلادك زوجك جلب لك هذا الكتاب بعد أن بحث عنه في أكثر من مكان ماهو مقدار سعادتك في هذه اللحظة؟ مقابل ذلك إذا احضرت لك زوجتك عطر ثمين ولكن ليس من النوع الذي تحبه فهل ستغمرك السعادة وقتها؟ او عندما تكن تعلم ان الشخص الذي تحبه مغرم بالقراءة و وانت بذلت جهدك لتكتب له عن حبك ففكر بحجم السعادة التي سوف يشعر بها.
إذا دعتك صديقتك لفنجان قهوة وكعكه لعيد ميلادك لتقضوا وقت خاص للفضفضة مع بعض بدل الهدية؟ إذا زوجك يعلم أنك تتنازلي عن الذهاب لعلاج الوجه لضيق الوقت والمال ويحجز لك دور لتدللي نفسك؟ ان كنتِ تحبين الورود واحدهم قدم لكِ وردة فما مدى سعادتك؟
إن كنتم تحبون شخص فكروا قبل شراء أي هدية له، فهل هذا النوع من الهدايا هو يحب ام ألجأ الى هدية غالية الثمن لأضمن رضا الطرف الثاني؟ هناك الكثير من الهدايا التي حصلتم عليها غالية الثمن ولكن في النهاية جلبت لكم الكثير من الأسى و الحزن.
بالنهاية اضافت ناردين ارملي ان حبكم لبعضكم اجعلوه لكم وحدكم ، ابتعدو عن وسائل التواصل من أجل التعبير عن حبكم، نشركم للهدايا و الاحتفالات يقلل من قيمة مشاعركم.
فكروا بالهدايا التي تغمرهم بالسعادة فكروا بقيمتها المعنوية قبل قيمتها المادية، المحبون لا يهتمون بثمن الهدية اكثر من معناها بالنسبة لهم، ماهي علاقة الدباديب بالحب؟؟ المشاعر ليست تجارة، الحب ليس يوم واحد بالسنة. الحب اعمق من هذا بكثير..