نسمع كثيراً عن حدوث خروق للبيانات بشكل شبه يومي، ويمكن أن تكون التطبيقات جزءًا من المشكلة، حيث تم في السنوات الأخيرة الكشف عن وجود العديد من التطبيقات التي تعمل كبرامج ضارة، والتي تستخدم الممارسات الاحتيالية من أجل الحصول على الأموال والبيانات الشخصية لبيعها إلى أطراف ثالثة.
ولسوء الحظ، لا توجد حماية مضمونة في عالم اليوم من التكنولوجيا المتطورة باستمرار، حيث يمكن أن يتحول التطبيق الذي يتصرف بشكل جيد اليوم إلى تطبيق سيئ غدًا إذا تم بيع الشركة المطورة للتطبيق أو تغيير اتجاهها.
1. استخدم مدير كلمات المرور
تعتبر مسألة وجود كلمة مرور قوية بمثابة الخطوة الأولى للحفاظ على أمان بياناتك الشخصية، ويتم قياس قوة كلمة المرور استنادًا إلى قدرتها على تحمل هجوم القوة الغاشمة، وتتشكل أقوى كلمات المرور من سلاسل عشوائية من الأحرف.
ومن غير المحتمل العثور على سلسلة من الحروف والأرقام والرموز بترتيب غير معين في القاموس، مما يحد من قدرة هجوم القوة الغاشمة، لكن الجانب السلبي هو أن كلمات المرور المعقدة هذه أكثر صعوبة في التذكر. وهنا يأتي دور تطبيق مدير كلمات المرور سهل الاستخدام، حيث يحتفظ التطبيق بجميع كلمات المرور في تطبيق واحد مشفر ومحمي بكلمة مرور، كما أنه قادر على تولد وتذكر كلمات مرور قوية.
ومن الأفضل أيضًا تجنب استخدام كلمة المرور نفسها لحسابات متعددة، بحيث إذا تم اختراق حساب واحد، فإن ذلك يعني اختراق جميع الحسابات، ويوصي جو بيكر Joe Baker، مسؤول أنظمة تكنولوجيا المعلومات في شركة Anderson Technologies بتطبيق لاست باس LastPass.
2. استخدم VPN على شبكة الواي فاي العامة
يعد استخدام الشبكة الخاصة الافتراضية VPN جزءًا مهمًا للحفاظ على أمان بياناتك، خاصة عندما تكون على شبكة واي فاي عامة، حيث يمكن لشبكات VPN الحفاظ على بياناتك من تطفل أشخاص آخرين متواجدين على نفس الشبكة العامة، كما يمكن لهذه الشبكات إخفاء نقل بياناتك، وتجنب الرقابة على الإنترنت، والسماح بالوصول إلى مجموعة متنوعة من المحتوى في جميع أنحاء العالم.
ومن المهم عند البحث عن مزود لمثل هذه الخدمات أن تكون الشركة معروفة وموثوقة، ويحتوي متجر آب ستور وغوغل بلاي على عشرات تطبيقات VPN المجانية، لكن لديها ممارسات مشكوك فيها. وبغض النظر عن مدى تكرار استخدام VPN، فمن المهم قراءة اتفاقية الخدمة حتى تعرف ما هي البيانات التي يمكن جمعها وأين سيتم تخزينها.
3. ضع في اعتبارك أذونات التطبيق
يجب أن تضع في اعتبارك الأذونات الممنوحة للتطبيق، وهناك نصيحة مفادها أن جميع الخبراء تقريبًا كانوا يتأكدون من الأذونات التي يطلبها التطبيق، بحيث إذا منحت إذنًا للتطبيق بالوصول إلى قائمة جهات الاتصال الخاصة بك أو بيانات GPS أو الصور أو أي شيء آخر، فيجب عليك أن تفترض أنه يستخدم تلك البيانات.
وينبغي فحص كافة الأذونات دائمًا أثناء تثبيت التطبيق وإبطال أكبر عدد ممكن من الأذونات في إعدادات الجهاز، ويجب أيضًا أن تسأل نفسك ما إذا كان من المنطقي أن يطلب تطبيق ما بعض الأذونات، بحيث إذا طلب أحد التطبيقات الوصول إلى بيانات غير ملائمة لوظائفه، فهذا علامة تحذير رئيسية.
ومن المهم أيضًا مراقبة كيفية تصرف الهاتف بعد تنزيل تطبيق ما، حيث أن التغييرات الجذرية في عمر بطارية الجهاز مثلًا تعد علامة تحذير، إذ غالبًا ما تعمل التطبيقات الضارة باستمرار في الخلفية لتحميل بيانات المستخدم بشكل متكرر مثل جهات الاتصال، الأمر الذي يستنزف بطارية الجهاز.
4. البحث في التطبيق أو الشركة
يمكن أن تساعدك عملية البحث عبر غوغل في معرفة ما إذا كان التطبيق آمنًا، حيث ينبغي البحث عن اسم التطبيق مع عبارات مثل “فضيحة بيانات”، لتخبرك نتائج البحث ما إذا كانت الشركة قد تعرضت لأي تسريب أو مشاكل خصوصية بيانات حديثة.
ويجب أن تخبرك نتائج البحث ما إذا كانت خروقات البيانات أمرًا شائعًا في تلك الشركة، وما إذا كانت قد تعرضت لأي منها، وكيف استجابت لها، بحيث إذا كانت الشركة قد تأثرت عدة مرات ولم تفعل شيئًا لمعالجة المشكلة، فعليك الابتعاد عن التطبيق، لأن ذلك يشير إلى أنها لا تأخذ القضية على محمل الجد، كما من الحكمة تجنب تطبيق ما إذا كان هو التطبيق الوحيد الذي أنتجه المطور أو إذا كان المطور مسؤولاً عن أي تطبيقات مشبوهة أخرى.
5. الحد من كشف بياناتك على منصات التواصل الاجتماعي
ن هذه النصيحة هي الأكثر صعوبة في التنفيذ بالنظر إلى أن تطبيقات التواصل الاجتماعي هي من بين التطبيقات الأكثر استخدامًا على الهواتف، لكن تذكر فضيحة بيانات كامبريدج أناليتيكا مع فيسبوك، والتي أدت إلى ابتعاد المستخدمين الأصغر سنًا عن الموقع بشكل جماعي، كما يجب تذكر أن فيسبوك تراقب وتتبع المستخدمين غير المنضمين إلى شبكتها الاجتماعية، مما يشكل غزو خطير للخصوصية.
وفي حال كنت متواجدًا ضمن حساب أحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة، فسوف تظل مرئيًا عبر الإنترنت، ويمكن للشركات بعد ملاحظة هذه الحسابات بناء “ملف تعريف الظل”، والذي يوضح تفاصيل مثل ماذا يعجب الشخص وما الذي يكرهه وميوله السياسية ومعتقداته الدينية وغيرها من المعلومات.
ومن الحكمة أن تحد من كمية المعلومات التي تشاركها على الشبكات الاجتماعية، بغض النظر عما يطلبه الموقع، إذ كلما زادت المعلومات التي تشاركها، كلما زادت البيانات المتوفرة لإنشاء إعلانات مستهدفة.
كما ينبغي توفير الحد الأدنى من المعلومات الضرورية، ولا تتطوع لكشف بيانات إضافية فقط لجعل ملفك الشخصي أكثر اكتمالاً، ولا تنس أنه كلما زادت المعلومات التي تقدمها في الملف الشخصي، كلما زادت إمكانية تعرض تلك المعلومات للخطر في حال حدوث خرق للبيانات.
6. حافظ على التحديثات
تعد مسألة تحديث نظام تشغيل الهاتف الذكي والتطبيقات أمر ضروري، ويمكن أن تساعدك مسألة الحصول على آخر تحديثات النظام التشغيلي والتطبيقات في الحفاظ على جهازك وبياناتك وجعلهم أكثر أمانًا، وينبغي التفكير في التحديثات على أنها لقاحات لهاتفك الذكي، حيث أن الأساليب التي يستخدمها المجرمون لاختراق الهاتف وسرقة البيانات تتطور باستمرار، لذا يجب أن تتطور أيضًا الطرق التي نحمي بها هواتفنا الذكية.
7. تنزيل التطبيقات من متاجر آبل وغوغل فقط
بالرغم من أن التطبيقات في متجر آب ستور أو غوغل بلاي ليست جميعها موثوقة بنسبة 100 في المئة، لكن الخبراء يقولون إنه يجب عليك تنزيل التطبيقات من هذه الأماكن فقط، حيث يتم التحقق من التطبيقات المتاحة على هذه المتاجر من أجل التأكد من أنها تلبي الجودة القياسية لحماية البيانات، كما أنها مجبرة تبعًا لذلك على توفير سياسة خصوصية تخبرك بكيفية حمايتها لبياناتك.
ويؤدي تنزيل تطبيق ما من مصدر أقل سمعة إلى زيادة الخطر على جهازك وبياناتك الشخصية، ويحذر الخبراء من أن التطبيقات التي يتم تنزيلها من مواقع غير رسمية أو غير آمنة عرضة لثغرات طلب الفدية والبرمجيات الخبيثة وبرامج التجسس والفيروسات والتروجانات، وقد يؤدي ذلك إلى سيطرة المتسلل على جهازك بشكل كامل، وتشغيل الكاميرا أو الميكروفون دون معرفتك.