مجد أبو عون
تعتبر شركة كارمود للأبنية الجاهزة التركية من أكبر الشركات في العالم، وقد أخذت مشاريع لبناء مدن كاملة، ويوجد لهذه الشركة الضخمة في فلسطين وكيل حصري وهو شركة ديارنا للتطوير والاستثمار العقاري.
سعت شركة ديارنا للحصول على هذه الوكالة لعدة أسباب يبينها لنا المدير العام لديارنا مهند الرابي: لدى شركة ديارنا قناعة بضرورة تغيير النمط المعماري الحالي في فلسطين والبدء باتباع نظام جديد في أراضينا الفلسطينية، ويضيف الرابي: تم اختيار شركة كارمود التركية لجودة منتوجاتها العالية وتمتعها بالمقاييس العالمية للمباني كمقاومة الزلازل والعزل الحراري وغيرها من المواصفات.
وتتميز هذه المباني بأمانها حيث يتم العمل عليها بدقة عالية جداً، وتأتي هذه البيوت على شكل قطع منفصلة يتم تركبيها من قبل فريق متخصص تم تدريبه على يد فريق تركي تابع للشركة الأم، ويشبه الرابي هذه المباني بلعبة الليجو التي يتم تركبيها قطعة قطعة ليصبح بعدها البيت وحدة واحدة، ويستغرق تجهيز المبنى الواحد من 20 إلى 40 يوم وذلك حسب حجم البيت.
وتتبع ديارنا عدة خطوات لتجهيز البناء من كارمود، ويوضح مهند الرابي ل “أنتِ لها” هذه الخطوات: في البداية يقوم فريق من المهندسين بفحص التربة والأرض وتبعاً لذلك يتم تحديد نوع الصبة الخرسانية التي سينفذها الفريق، وبعد ذلك يتم تركيب الواجهات الخاصة بالبناء ويبلغ عددها أربع واجهات.
الواجهة الأولى والأساسية تتكون من مواد اسمنتية عازلة سمكها (10 سم) من الجانبين، ومن داخل المنزل يتم تركيب ألواح الجبسين ومن الخارج يتم تركيب طبقة حماية ومن ثم ألواح حجرية في الخارج وتحتوي هذه الواجهة على المواد العازلة أيضاَ ويبلغ سمكها (1 سم).
وبعد اكتمال تركيب جميع الواجهات يتم استخدام دهان يحتوي أيضاً على مادة عازلة، وبعد ذلك يقوم الفريق المختص بتركيب الألمنيوم ومن ثم أسقف القرميد، المصنوعة من الصوف الصخري بالإضافة للمواد العازلة، وذلك للحفاظ على درجة الحرارة داخل المنزل.
وكما هو الحال في كل المشاريع واجهت شركة ديارنا عدة مشاكل في إحضار منتجات الشركة وفي اقناع الناس بجودة هذا المنتج، وعن هذه الصعوبات يقول الرابي: في البداية واجهنا مشكلة ثقافة الناس التي ترفض التغيير وكان علينا أن نقنعهم بضرورة تجربة طرق بناء وسكن جديدة ومختلفة كليا عن تلك التي اعتادوا عليها، ولذلك قمنا بالبداية بتنظيم حملات لتعريف الناس بهذا المنتج ونظمنا محاضرات في جامعات النجاح وبيرزيت للحديث عن هذه الأبنية الجاهزة.
ويكمل الرابي: قمنا بإنشاء هذه البيوت في ضاحية الليمون في النصارية لتصبح التجربة الحقيقية الأولى لهذه المباني، مع مجموعة من المنازل المنفردة في جنين ورام الله وسلفيت، واعتمدنا بشكل كبير على كلام الناس الذين عاشوا في هذه البيوت ونقلوا تجربتهم الإيجابية للمحيطين بهم.
مع وجود عراقيل من الاحتلال الإسرائيلي مثل: تأخير البضاعة في الميناء وإعادة فحصها، بالإضافة لزيادة تكلفتها بسبب الضرائب التي تفرضها سلطة الاحتلال، وبالرغم من ذلك تمكنت شركة ديارنا من النجاح والتميز في مجال الأبنية الجاهزة.
ومن التحديات التي واجهتها شركة ديارنا كان تدريب فريق العمل على بناء وتركيب هذه البيوت، لكن استطاع فريق العمل أن يثبت جدارته وتميزه، ويخبرنا مهند الرابي عن تجربة بناء البيت الأول من كارمود: جاء فريق متخصص من تركيا لتعليم فريقنا كيفية بناء هذه البيوت، وأثناء بناء الأول كان فريقنا يتابع بدقة كل التفاصيل التي يتم العمل عليها مع تصوير وتوثيق كل الخطوات التي قام بها الفريق التركي.
ويكمل الرابي: بالتزامن مع بناء الفريق التركي للمنزل الأول كان فريقنا يقوم بتجهيز وبناء البيت الثاني، وبذلك تمكنا من بناء وحدتين سكنيتين في نفس الوقت ما ترك انطباعاً ايجابياً عنا لدى الشركة التركية.
وتتابع شركة ديارنا كل التحديثات التي تتم إضافتها على هذه المباني وستقوم بإرسال شخص ليتعلم ويدرس كل التفاصيل المتعلقة بهذه الأبنية في مقر شركة كارمود في تركيا.
وعن تكلفة هذا البيت يقول الرابي: تكلفة بناء البيت من كارمود تبلغ تقريباً نصف تكلفة بناء البيت التقليدي، وما يميز هذه البيوت ويجذب الناس لها غير سعرها هو حفاظها على الخصوصية في التوزيع الداخلي للمنزل، أي جعل غرفة الضيوف بعيدة عن غرف النوم الخاصة، بالإضافة إلى إمكانية بناء طابقين من المنزل، بحيث يختار الشخص المساحة والحجم الذي يريده وبسعر مناسب.
ولأن شركة ديارنا تسعى لخدمة الوطن ودعم المنتج الوطني وضعت ضمن خططها القادمة إنشاء مصنع خاص لإنتاج الأبنية الجاهزة، ويوضح الرابي: ننتظر أن تصبح الأبنية الجاهزة شائعة أكثر ويزداد الطلب عليها حتى لا تصبح تكلفتها مرتفعة على الناس، وبذلك يصبح لدينا أبنية بصنع محلي مع توفير الكثير من فرص العمل للشباب الفلسطيني.