تشعرُ الأم بالحيرة والغضب أحيانًا، عندما تُقدّم طبقًا من الطعام لطفلها، ويرفضه متذرعًا بكلمات بسيطة مثل “لا أحبه”.
وهنا، تتساءل الأم هل هو فعلًا لا يستطيع تناوله، أم أنه “دلع” ومحاولة للفت الانتباه لا أكثر؟.
الصبر وسعة الصدر ومتابعة ما يتناوله الطفل هو مفتاح الحل، فيجب التأكد من حصوله على القيمة الغذائية، وأخذ حاجته من الطعام.
وينبغي على الأم أن تتأكد من دقة التشخيص وأنها لا تبالغ، وتحرص على تنويع ما تقدمه.
كيف تُحبّب الأم طفلها بأصناف الطعام؟
و هناك ضرورة لأهمية تنويع الأطعمة وذكر فوائدها، وتقديمها بطريقة مُحببة، وكذلك الابتعاد عن الأشخاص المتذمّرين إن وُجدوا في العائلة لأن الأطفال يُقلّدون من حولهم.
و من الأمور التي تساعد على حل المشكلة قيام الأم باصطحاب الطفل في نزهة وإشراكه كذلك في عملية الشراء وإعداد الأطباق السهلة، فيما عليها أيضًا البحث عن الوجبات المتّزنة غذائيًا مع الابتعاد عن الحلويات قدر الإمكان.
إلى ذلك، السماح للطفل بتناول المقرمشات ما بين الوجبات، والسماح كذلك له باللعب أثناء تناول ما هو مفيد وفقًا لرغبته ودون إجباره.
و إنه يُمكن خلط الأطعمة التي لا يتقبّلها الطفل ضمن وجبات غذائية يُحبها، وجعله يتناولها مثلًا مع مجموعة من الأطفال فربما هذا يُشجّعه على تقبلها، ويتخلّص من الخوف من تذوقها.
وهناك تحذيرات من إعطاء الطفل علاجات لفتح الشهية بهدف أن يتقبّل تلك الأغذية التي لا يُحبها، إلا بعد استشارة الطبيب وموافقته.
ويجب على الأمهات عدم اليأس والصبر، كما أكّدت أن عليهن القراءة عن تجارب الأمهات الأخريات في الأمر نفسه، وعليهن التذكر بأن الأطفال يتغيرون من وقت لآخر.
إن امتنع طفلك عن تناول جميع أصناف اللحوم.. ماذا تفعلين؟
إن هناك الكثير من الأشخاص لا يحبون اللحوم مثلًا، ولم يحدث لهم شيء، ويمكن تعويض ذلك بالبقوليات أو مكونات الألبان والأجبان، لذا عليها تقبّل رغبات طفلها.
والطفل يمر عادة بمرحلة من العناد غير المقصود، ولكن إصرار الأم وإجباره يزيده عنادًا، لذلك اتركيه على راحته، وخففي من القلق لديك، فالطفل عندما يجوع يأكل وفقًا لرغبته وحاجته الشخصية، وتذكّري أن معدته صغيرة، ولا داعي لمقارنة سلوكه بكل ما يُكتب من نظريات، فكل طفل له بصمته الخاصة به وعالمه المميز عن الآخرين.
و هناك الكثير من الأطفال يُقلّدون كل من حولهم بالسمع والنظر والممارسة، ولا يخلو منزل من وجود كبار يُحدّدون ما يُحبون وما لا يُحبون والطفل يُقلّدهم ببساطة.
ونطالب الأمهات بدراسة سلوكهن وسلوك من حولهن في التعامل مع الغذاء، وذلك قبل أن تطلب من طفلها أي شيء.
و الانتقائية أصبحت ظاهرة منتشرةً بكثرة بين الأطفال بسبب “الدلال” الزائد، ووفرة الطعام، والانتقائية بحسب الدراسات ليست حالة مرضية، بل هي مرحلة عادية يمر فيها الكثير من الأطفال، لكن إصرار الأم وخوفها يُفاقم الموضوع، ولو تركت الأم الأمور لطبيعتها، سيتغيّر صغيرها بعد حين.