لم تخلُ أي دراسة متعلقة بالماء من الاستطراد في ذكر أهميته لجسم الإنسان ولبشرته وكل عضو فيه، ولكن لم يُخيّل لأحد أن الإكثار من شرب الماء في حالات معينة قد يسبب الموت، بسبب التضخم في المخ والذي يؤدي إلى الوفاة على الفور بسبب “التسمم المائي”.
فما هو التسمم المائي؟
إن التسمم المائي يعني شرب الماء بشكل مفرط جداً؛ الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض في الأيونات الناقلة للكهرباء وخصوصاً الصوديوم بالجسم، إضافة إلى نقص في الأملاح الأخرى، ويليها انخفاض في معدل ولزوجة الدم، فيؤدي ذلك كله إلى اضطراب في المخ وتضخمه بشكل مفاجئ، وهذا الأخير يضغط على النخاع الشوكي ويسبب الموت مباشرة.
وببساطة، تحدث تلك الحالة بسبب انتفاخ خلايا المخ بالماء عوضاً عن الدم، لعدم وجود الدم الكافي في الجسم.
كمية الماء المثالية للشخص الطبيعي
كمية الماء المثالية للشخص الذي يزن 30 كيلوغراما يحتاج إلى لتر من الماء يومياً، والشخص الذي يزن 90 كيلوغراما يحتاج إلى 3 لترات من الماء يومياً، وهكذا.
ويمكن التقيد بشكل تقريبي بهذه الأرقام، دون الحاجة للإكثار من شرب الماء في الحالات الطبيعية، باستثناء بعض الأمراض أو بعض الحالات كأمراض الكلى أو الكبد، التي تحتاج لنظام معين من الماء، بحسب محيسن.
أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بالتسمم المائي
العامل الرئيس للتسمم المائي هو شرب الماء المفرط في وقت قصير جداً، خصوصاً عند ممارسة جهد كبير أو نشاط قاسٍ، ويحدث بشكل أكبر عند المصابين بأمراض الكلى والكبد، أو عند مَن يعانون من خلل في أحد هرمونات الجسم، كما يشكل التقدّم بالعمر سبباً للتسمم المائي، بسبب ضعف إفراز الصوديوم بشكل عام.
و التسمم المائي يسبب الصرع وخللا في توازن الجسم وهلوسة وصعوبة بالتنفس أيضاً يصل إلى حد الدخول في غيبوبة، وفي حالة عدم التبول أو الشعور بالحاجة للتبول وتلافي الأمر بسرعة، فإن هذا يؤدي للوفاة مباشرة.
أهم التوصيات
الحل يكمن بتجنب الإفراط في شرب الماء؛ لأن شربه بشكل مبالغ مع وجود مؤهلات مثل نقص الصوديوم في الجسم بسبب خلل هرموني أو رياضة قاسية أو استعمال مكثّف لمدرات البول أو أدوية ما، قد يسبب التسمم المائي المفاجئ والذي بدوره يسبب الوفاة في الحالات النهائية.