لأن تربية الأطفال ليست بالأمر السهل، تحتاج للكثير من الصبر والخبرة لإنشاء جيل يتمتع بأخلاق وقدرة على حل مشاكله بنفسه. ولعل قوة الشخصية من أهم الأسس التي يجب غرسها في الطفل خاصة في وقتنا الحاضر ليتمكن من حل مسائله دون حاجة أحد.
أهمية بناء شخصيته
إن الطفل يتعرض لمشاكل تبدأ معه منذ الصغر وتستمر إلى أن يكبر، وهذا ما يقتضي تدريبه على معرفة التصرفات التي تساعده على حل مشاكله وحده بالتدريج.
و تصرفات ذويه هي من تزرع فيه إما الضعف أو القوة، وبالأخص الأم، لأنها بمثابة عالم طفلها وقدوته، وهذا يدعوها لتكون على وعي بما تقوله لطفلها الصغير، تجنباً لأي أثر سلبي ينعكس على شخصيته، وكي لا يُوصف بالخائف أو الجبان.
أدوات بسيطة لتقوية شخصيته
هناك عدد من النقاط التي لو عملت بها الأم لنجحت في تقوية شخصية طفلها الصغير، منها:
– إظهار الحب له وجعله يشعر بأنه مميز عندها، ولا يمكن لأي تصرف خاطئ يصدر منه أن يمحي هذه المحبة، مع مراعاة إبداء عدم الإنزعاج من تصرفاته كي لا يكررها.
– مدحه على جميل أعماله خصوصاً أمام الآخرين؛ فهذا التشجيع من أكثر الأمور التي تُحفّزه على القيام بما يحبه أبواه، ويدعم شخصيته إيجاباً.
– بالمقابل، ينبغي تجنب ضربه أو توبيخه وتهديده أمام الآخرين، عند قيامه بسلوك خاطئ؛ فهذا من أكثر الأمور التي تسبب ضعف شخصيته، وقد تحوله إلى طفل انطوائي لا يعرف كيف يتعامل مع الآخرين، عدا عن ذلك، هو صغير في السنّ ينتظر تعليمه على ما هو صحيح وما هو خاطئ، بالحكمة والصبر وتمالك الأعصاب.
– الاعتماد على نفسه حسب عمره، فإن كان في بداية تعلُّم المشي، قومي بتشجيعه على الوقوف والتحرك بنفسه حتى لو سقط أرضاً، أما إذا كان أكبر من ذلك، فلتجعله يختار ملابسه بنفسه، واستشارته في بعض الأمور الصغيرة حتى يتعلم كيفية اتخاذ القرار التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقوة شخصيته.
– الإيفاء بالوعود في تحقيق مطالبه حتى يبدأ بإدراك مفهوم الثقة بالآخرين.
– الإجابة عن أسئلته مهما كانت صعبة، وذلك بتبسيطها بشكل يضمن تزويده بالمعلومة الصحيحة التي يستطيع فهمها.
– مراقبة تصرفاته حال تعرضه لأي أذى من الآخرين، كي تتأكد من مدى قدرته على الدفاع عن نفسه، ومعرفة ردة فعله حول قدرته على التصرف بمفرده دون مساعدتها.