مع تزايد انتشار عمليات التجميل بشكلٍ كبيرٍ في منطقتنا العربية نتيجةً لحرص كثير من السيدات والفتيات على تقليد النجمات العالميات، فإن المشكلة أن الغالبية لا تزال تفتقد للقدر الكافي من النضج فيما يتعلّق بنتائج وتداعيات مثل هذه العمليات على المدى البعيد، فضلا ًعن عدم التدقيق بشكل جيد في اختيار جرّاح التجميل من البداية.
ومن أشهر أنواع عمليات التجميل التي تُجريها السيدات هي جراحات تجميل الأنف، لكن المشكلة التي بدأ يلاحظها جراحو التجميل الآن هي تزايد عدد السيدات اللواتي يخضعن لعملية تجميل ثانية ( تكميلية ) في الأنف لعدم رضاهن عن نتائج العملية الأولى.
وأوضح كثير من جراحي التجميل أنهم بدأوا يلاحظون عودة المرضى لعياداتهم مرة أخرى، طالبين الخضوع لعملية تجميل أخرى بالأنف لإصلاح مشكلة جديدة أو أخرى لم تحل بالشكل المطلوب، وهي تقريبًا نفس أسباب خضوعهم لعملية التجميل الأولى.
وبالرغم من اضطرار البعض للخضوع لتلك الجراحة التجميلية الثانية نتيجة تضرّرهم من مشكلة حقيقية كما انهيار صمام الأنف ومن ثم فقدانهم القدرة على التنفس أو إصابة الأنف باعوجاج، إلا أن الجرّاحين، بحسب ما نقلته عنهم صحيفة “ميل أون لاين” البريطانية، أكّدوا أن هناك عددًا مفاجئًا من الأشخاص الذين يطلبون الخضوع لتلك الجراحة الثانية لرغبتهم في تصحيح بعض الأشياء التي خضعوا لها وقت أن كانت تحظى برواج كبير في السابق بين المشاهير ونجوم مواقع السوشيال ميديا.
وقال دكتور ديباك دوغار، جرّاح تجميل من بيفرلي هيلز في كاليفورنيا، إن عدد الاستشارات الخاصة بمراجعة جراحات تجميل الأنف قد تضاعف بمعدل 3 مرات على الأقل في آخر 5 أعوام، وحذّر في نفس الوقت من أن هذا الاتجاه الخاص بمراجعة نتائج الجراحة التجميلية الأولى قد يُدخِل المرضى في دوامة من العمليات التجميلية المتكرّرة بشكل متزايد والتي لا يُمكن من خلالها الوصول للكمال المطلوب.
ولفت ديباك إلى أن المشكلة الكبرى كذلك هي أن معظم عمليات تجميل الأنف التي تكون بحاجة لمراجعة تُجرى من قبل أناس ليسوا خبراء في هذا النوع من العمليات أو من قبل أطباء أنف وأذن وحنجرة، وهو ما يزيد من تعقيد الأمور بشكل أو بآخر، لذا طالب بالتدقيق من البداية في اختيار الجرّاح المُتخصص للتقليل من المشاكل المتوقّعة.