يبدو أن عدم اقتناع الطفل بما لديه، ودائماً ما يكون متطلِّباً، وغير مبالٍ لظروف أسرته الاقتصادية، مسألة تؤرق بعض الأسر، خصوصاً إذا تعوّد على الإنفاق وشراء ما يلزمه وما لا يلزم؛ لأنه لا يملك أي فكرة عن ادخار النقود.
مَن السبب في ذلك؟
بيّنت أخصائية التربية الخاصة رغد مراعبه بأن الدلال الزائد والتربية المتساهلة تجعل الطفل لا يعرف المسؤولية ولا يدركها، وبالتالي عندما يجد أسرته تتزاحم على أولوياتها، يعاند تلك الأولويات كي يحقق أهدافه ومطالبه.
ومنذ صغره، إذا تعوّد على تلبية حاجاته دون أي رفض، تتولد عنده القناعة بأن طلباته أوامر، ولا داعي لتوفير النقود لشراء ما يريد.
تعويده على مصروف محدد
التعويد على مصروف محدد يبدأ منذ الصغر، كما قالت مراعبه، سواءً كان بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري، اعتماداً على قدرة الأسرة المادية، فإذا كان المصروف قابلاً لاقتطاع جزء منه، يمكن لأبويْه فرض توفير جزء منه لشراء الغرض الذي يتمناه من مصروفه الشخصي، وإن كانا قادريْن على شرائه.
هذا الشيء يساهم فعلياً باستقلاليته وتحمّله المسؤولية وفن إدارة النقود والحساب، وفنّ التعامل مع الآخرين، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، يستطيع مع الوقت إدارة حياته والسيطرة على نفقاته ليشتري ما يريد، وتوسّع مداركه لدرجة قد تصل به للتفكير بمشاريع تعكس الإيجابية عليه وعلى أسرته، حتى لو كانت أفكاره بسيطة، وفق مراعبه.
بعضاً من أساليب تعليمه الادخار
عندما تشتري الأم قطعتيْن من الشوكولاتة مثلاً، فلتطلب منه تناول واحدة خلال اليوم والاحتفاظ بالثانية لليوم التالي، بحسب الأخصائية.
إضافة إلى شراء حصالة خاصة به، بحيث يضع أمام عينيها جزءاً من مصروفه، على أن تحاوره وتطلب منه الاستفسار عن سبب ادخار القيمة التي وضعها، وإلى ماذا يتطلّع.
وانتهت إلى ضرورة تقديم مكافأة له مقابل التزامه بالادخار، من خلال اصطحابه لأماكن ترفيهية أو مطعم معين، أو دعم حصالته بمبلغ صغير منها ومن أفراد الأسرة ليشتري ما يطمح إليه بشكل أسرع، وبهذا تكون قد عملت على تعزيز ثقته بنفسه، وزدات من رغبته في الادخار.