مجد أبوعون
استطاع الدكتور سامي الشنار أن ينجح بزراعة أجنة أطفال سليمة تخلو من الأمراض الوراثية التي يحملها الوالدان، وذلك من خلال إجراء عملية فحص للأجنة التي تم زراعتها في المختبر والتأكد من سلامتها وخلوها من أي مرض وراثي، وبعد ذلك يتم إعادتها للرحم.
ويستعرض الدكتور الشنار لأنتِ لها مراحل هذه العملية، قبل عملية الزراعة نقوم بالتحضير لها مدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة، يتم خلالها التأكد من تشخيص الحالة والبحث عن الجين الذي يحمل الخلل الوراثي في كروموسومات الخلية ومعرفة ما هي الجينات المحيطة به وكيف سيتم فحصه.
ويضيف الشنار: عملية فحص الجينات هذه تستغرق عدة شهور ونحن نحتاج لفحصها والتأكد من سلامتها قبل إعادتها للرحم خلال فترة بسيطة جدا، فإذا كان الجين المسؤول عن الخلل الوراثي الموجود سليم يكون الجنين سليم ويمكن إعادته للرحم، وإذا لم يكن كذلك فهذا يعني أن الجنين مصاب بالمرض ولا يتم إعادته، ولذلك تكون فترة التحضير طويلة قبل عملية الزراعة في هذه الحالات.
هذا الإنجاز الطبي يعد الأول من نوعه في فلسطين، وقد بدأ الدكتور سامي الشنار بهذه العملية قبل سنتين وتمكن من زراعة جنينين سليمين من أي أمراض وراثية لوالدين يحملان تلك الأمراض.
ويتحدث الشنار عن هاتين الحالتين: بعد أن تمت عملية الزراعة تم متابعة حالة الأمهات خلال فترة الحمل مع أطباء مختصين وكان كل شيء طبيعي، وبعد الولادة كانت صحة الأطفال جيدة جداً وتم متابعتهم ولم تظهر أي مشاكل.
عملية فحص الأجنة قبل زراعتها مناسبة لأي أبوين يحملان مرضاً وراثياً معروفاً، ويشبه سامي الشنار هذا الفحص والبحث عن الجين حامل المرض بوجود رحلة مدرسية تشتمل على ٤٦ حافلة ومئات الطلاب وآلاف الدفاتر وعشرات آلاف السطور والكلمات، ويتوجب علينا العثور على الحرف الخاطئ فيها، ولذلك يأخذ الفحص والبحث عن الجين الحامل للمرض فترة طويلة.
ويوضح الشنار أهمية هذه الطريقة في زراعة الأجنة: بهذه العملية نعطي الأمل للناس ممن يحملون أمراض وراثية واضحة بالقدرة على الحصول على طفل سليم ومعافى من هذه الأمراض، وبالتالي التخفيف من العبء الذي سيقع على عاتقهم وعلى الطفل نفسه.
أتت هذه الفكرة نتيجة وجود العديد من الأمراض الوراثية المنقولة في مجتمعنا والتي أحد أسبابها زواج الأقارب بكثرة، ويقول الدكتور الشنار: كانت الحلول سابقاً إما إنجاب الأطفال حتى يأتي طفل سليم ومعافى من المرض الوراثي، أو فحص الجنين أثناء الحمل وإذا كان مصاب بالمرض الوراثي يتم محاولة إجهاضه وهذا الحل له محاذير طبية وشرعية، ولكن الآن مع وجود هذه التقنية لن يحتاج الأهالي لكل هذه التجارب والمحاولات فقط نحتاج لفحص الأجنة قبل زراعتها.
ويؤكد الشنار أن عملية فحص الأجنة خالية تماماً من أي محظورات صحية أو شرعية، فبحسب دار الإفتاء الشريعة لا يعتبر الجنين قبل زراعته في بطانة الرحم نفساً يحرم قتلها.
ومن الجدير ذكره أن الدكتور سامي عبد الرحمن الشنار حاصل على شهادة البكالوريوس تخصص النسائية والتوليد من الجامعة الأردنية، وحاصل على البورد الأردني بعد تخصصه في الجامعة والمستشفيات الأردنية، وحصل الدكتور الشنار أيضاً على الزمالة البريطانية من جمعية النسائية والتوليد الملكية، بالإضافة إلى عمله مدة 3 سنوات في مجال أطفال الأنابيب في لندن، وبعد عودته لأرض الوطن عمل كرئيس قسم النسائية والتوليد في مشفى نابلس التخصصي مدة سنة.
وفي عام 2012 قام الشنار بافتتاح مركز الشنار لأطفال الأنابيب والعقم والوراثة، ويعالج المركز عدة مشاكل مثل حالات تأخر الحمل والإنجاب وحالات العقم، ويقدم مركز الشنار علاجات الحقن ومنظار الرحم وزراعة الأطفال وتحديد جنس المولود وفحص حالات متلازمة داون، بالإضافة لفحص الأجنة قبل زراعتها التي تم البدء بها قبل سنتين ونتج عنها حالتين ناجحتين، ويؤكد سامي الشنار أن المركز يسعى دائما للتطور وخدمة المجتمع الفلسطيني وتقديم الإفادة له.