تتمتَّع الشخصياتُ الناجحة بقدرتِها على التخطيط للمستقبل بالطريقة الصحيحة؛ وذلك من خلال استغلالِ الظروف ورسمِها لصالح أهدافٍ قصيرة أو بعيدة المدى، وذلك يأتي بعد الوعي والإدراك المشكِّل للنضج، والقدرة الكافية على التفكير والتجاوب مع البيئة؛ للنظر إلى المستقبل بشكل سليم. وقد التقينا بمدربة تطوير الذات «نجد ناصر»؛ لتحدِّثَنا عن كيفية التخطيط للمستقبل، وكيف نزيد من نسب نجاحنا.
بداية قالت: «حياتنا الراهنة ما هي إلا نتيجة لخياراتنا الماضية، وإذا أردْنا بلوغَ السعادة والاستعداد لتحسين مستقبلنا، يجب علينا أن نحدِّدَ الأهداف، ثم نخطط ونرسم لأنفسنا خريطة حياتنا، وفيما يلي أربع نقاطٍ يجب التعرف عليها للتخطيط السليم لمستقبلنا:
أولًا: الطموح والثقة
– هناك فرق شاسع بين الطموح والأمنية، فالتفكير القائم على الأمنيات ليس بتلك القوة التي تجعل الإنسان يتحرك؛ لأن الأمنية مجرد رغبة ضعيفة، والطموح هو الرغبة القوية التي تقود الإنسان إلى الأمام لاتِّخاذِ الإجراءات اللازمة، والسير على الخطط لتحقيق الرغبات والأهداف، والهدف يجب أن يكون مرغوبًا ونابعًا من داخلك، دون أي مؤثرات خارجية، وذلك بألاَّ يكون هدفًا يريده غيرُك لك.
– يجب عليك أن تَثِقَ في نفسك الثقة الكاملة للوصول إلى هدفك (إن شاء الله)، دون شَكٍّ أو رَيْبٍ.
ثانيًا: الكتابة
– اكْتُب الهدفَ بكل تفاصيله، ولا تكتب مثلًا: «أريد الحصول على معدَّلٍ مرتفع» فقط، بل اكتب: «أريد الحصول على معدل 99% بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى».
– اكْتُبْ كلَّ المنافع التي ستحصل عليها عند تحقيق طموحك، وكلما كانت المنافع كثيرة؛ كان سعيُك لتحقيق الهدف أقوى.
– ارسم خطة عمل على مدى الأيام والأسابيع والشهور.
ثالثًا: التحديد
– حَدِّدْ أين أنت الآن؟ وإلى أين تريد الوصول؟ مثلًا: إذا كنت تريد أن تخفِّفَ من وزنك؛ فتأكد من وزنك الحالي، وحدِّدْ كم الوزن الذي ترغب أن تصبح فيه بالمرحلة التالية.
– حدِّدْ موعدًا لبلوغ الهدف، ويجب عليك أن تعرف عدد الخطوات التي يجب عليك اتخاذها، وكم قطعت منها، وكم بقي عليك؛ فذلك يُوَلِّدُ الحماس في داخلك.
– حدِّد العَقَبَاتِ التي عليك أن تجتازها، وستلاحظ أن العقبات التي كانت تبدو كبيرة، ستبدو أصغر بعد تحديدها.
– حدِّد الوسائل اللازمة للوصول للهدف، مثل: «الكتب، الإنترنت، والأسواق، والأشخاص… إلخ».
رابعًا: الخيال
– تَخَيَّلْ أن هدفَك قد تحقَّقَ فعلاً وكأنك تراه على شاشة تلفاز، من شأن ذلك أن يُوَلِّدَ الحماس.
واختتمت «ناصر» حديثَها ببيت من قصيدة قديمة، فقالت: قد أَحْسَنَ الشاعر الجاهلي «الحُصَيْنُ بن الحُمَامِ المُرِّيُّ» بقوله:
تَأَخَّرْتُ أَسْتَبْقِي الْحَيَاةَ فَلَمْ أَجِدْ … حَيَاةً لِنَفْسِي مِثْلَ أَنْ أَتَقَدَّمَا