كعادة كل عام، عانت دراما رمضان 2019 من الأخطاء الفادحة والمتكررة، ورغم أننا لم نتجاوز بعد الأسبوع الأول من الموسم الأكبر لصناع المسلسلات، إلا أننا شاهدنا العشرات من أخطاء المخرجين والممثلين، والجديد هذا العام هو أخطاء “ورش الكتابة” التي تسببت في تكرار شخصيات بنفس تفاصيلها في عدة مسلسلات.
الدراما المصرية قدمت 25 مسلسلاً لموسم رمضان 2019، نصفها تقريباً من تأليف ورش الكتابة، ولهذا تكررت بعض المواقف والشخصيات أبرزها أن دينا الشربيني تتحقق أحلامها في مسلسل “زي الشمس”، ويتكرر الأمر نفسه مع النجمة حلا شيحة في مسلسل “زلزال” ومحمد ممدوح في مسلسل “قابيل”.
فكرة تحقق الأحلام قد تكون مقبولة، ولكن “قراءة الفنجان” تكررت هي الأخرى في ماراثون دراما رمضان، فالنجمة انعام سالوسة تتحقق كل تفسيراتها لقراءة الفنجان في مسلسل” قمر هادي”، و ناهد رشدي تفعل الأمر نفسه في مسلسل “أبوجبل” ، وكارولين خليل على نفس المسار في مسلسل ” لمس أكتاف”.
ماراثون دراما رمضان 2018 شهد عدة مواقف مؤثرة في الحلقات الأولى بعد وفاة أقارب أبطال المسلسلات، ويبدو أن نجاح هذه المشاهد دفع صناع دراما 2019 لتحويل الحلقات الأولى لسرادق عزاء، فتعددت مشاهد الوفاة في الحلقات الأولى من مسلسلات “أبو جبل” و”حدوتة مرة”، و”قابيل” و “زي الشمس” وحكايتي”.
مخرج مسلسل “لأخر نفس” من بطولة النجمة ياسمين عبد العزيز أراد استغلال الموسيقى التصويرية لإضفاء المزيد من الإثارة على أحداث الحلقات الأولى، ولكنه لم ينتبه حتى الآن أن صوت الموسيقى التصويرية أعلى من صوت النجوم لدرجة أن فقرات حوارية كاملة لم يتمكن الجمهور من سماع الحوار.
خطاء مسلسل “زلزال” بدأت من الحلقة الأولى، حيث ظهر محمد رمضان وهو صغير، يلهو ويتعارك مع أصدقائه، قبل أن يلمح فتاة صغيرة، تقوم بدور حلا شيحة في طفولتها، ثم يقرر مع أصدقاءه أن يركبوا “ميكروباص” لونه أبيض متجه إلى الجيزة، وفي مفاجأة غريبة يتحول لونه إلى الأحمر عند نزول الأطفال منه.
خطأ آخر في أحد مشاهد مسلسل “زلزال”، حينما ذهب الطفل الذي جسد شخصية محمد رمضان في طفولته، إلى أحد الأكشاك، ليشتري علبة سجائر لوالده بعد عودته من السفر، من المفترض أن زمن المسلسل هو عام 1992، ولكن البضائع المعروضة كلها حديثة لم تكن موجودة في هذا التوقيت.
النجمة حلا شيحة أرادت أن تكون عودتها إلى عالم الفن بعد اعتزال استمر 12 عاماً مميزة، فاختارت أفضل مساحيق التجميل للحصول على إطلالة مميزة، ولم تنتبه هي والمخرج إبراهيم فخر أنها تقدم دور فتاة فقيرة ابنة بائع فول من حارة شعبية في فترة التسعينيات، ولا تمتلك القدرات المالية لاستخدام هذه المساحيق باهظة الثمن.
أخطاء السيناريو تسببت في العديد من المشاهد غير الواقعية، ففي مسلسل “شقة فيصل” عانى كريم محمود عبد العزيز من الجوع، وعندما دخل السوبر ماركت لشراء كيس شيبسي، صدم من ثمنه الغالي البالغ خمسة جنيهات، وغادر المحل متأثراً لأنه لا يملك المبلغ، وفي نفس المشهد خرج ليستند على سيارة وظن سائقها أنه “السايس” فمنحه خمسة جنيهات والمنطقي أن يدخل كريم لشراء الشيبسي، ولكنه ذهب لشراء سندوتشات الفول!!
مسلسل “شقة فيصل” شهد خطأ آخر وسببه هذه المرة الإخراج، فقد جسد كريم محمود عبد العزيز في أحداث العمل، شخصية عامل توصيل يعمل في الإسكندرية، وأثناء توصيله لأحد الطلبات تعرض هو والفنان أحمد فتحي لحادث بالموتوسيكل، ليتضح في المشهد أنه تم تصويره في مدينة 6 أكتوبر على طريق المحور وليس الإسكندرية.
الظاهرة الأكثر إثارة لسخرية المشاهدين هذا العام هي اختيار النجوم لنجمات صغيرات في السن لاداء دور “الأم” لأبطال بنفس عمرهن تقريباً، وهو ما فتح الباب واسعاً للسخرية من النجمة السورية سوزان نجم الدّين التي قدمت شخصية “صولا” والدة الفنانحمادة هلال، علماً أنها أكبر منه في الواقع ب6 سنوات فقط، وظهرت في أغلب المشاهد التي جمعتهما أصغر منه سناً.
الفنانة سارة التونسي وعمرها 26 عاما، وقعت بنفس الخطأ في مسلسل “حكايتي”، حيث قدمت دور أم ياسمين صبري علماً أن الأخيرة أكبر منها في السن وتبلغ 32 عاماً، وزاد من الأزمة فشل المكياج في منح وجه سارة ملامح الشيخوخة والمرض، فبدت مشاهدهن معاً مدعاة للسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الأزمات المتكررة في فريق إخراج مسلسل “زي الشمس” أوقعت النجمة دينا الشربيني في العديد من الأخطاء، فقد ظهرت بشعر قصير بمشهد معاتبتها لشقيقتها ريهام عبد الغفور على خيانتها مع خطيبها أحمد السعدني، وفى المشهد التالي ذهبت لعتاب خطيبها ولكنها ظهرت بشعر طويل.
خطأ آخر حدث في أحد مشاهد الحلقة الثانية من مسلسل “زي الشمس”، فعندما تعطل المصعد الذى كانت بداخله دينا الشربينى بطلة المسلسل، وأحمد السعدنى وعند خروج “دينا” إلى منزل صديقتها تغيرت ملابسها هى وصديقتها وزوجها.
صناع الجزء الثالث من مسلسل “كلبش” وقعوا في خطأ فادح رهاناً على ضعف ذاكرة المشاهدين، فأظهروا طفل سليم الأنصاري “أمير كرارة” بعمر خمس سنوات، رغم أن أحداث الجزء الثاني انتهت وهو “رضيع”، علماً أن الأحداث مستمرة دون فاصل زمني طويل.
صناع مسلسل “قمر هادي” حاولوا ضغط الإنفاق أثناء تصوير مشاهد المطاردات وحوادث السيارات والنتيجة الوقوع في خطأ أثار سخرية الجميع، ففي مشهد الحادث الذي تعرض له “هادي” خلال رحلته بالسيارة إلى العين السخنة برفقة زوجته وابنته فيروز، تنقلب السيارة، ولاحظ الجميع أن السيارة المقلوبة لا يوجد بها موتور على الإطلاق، ومن الواضح أن فريق الإنتاج لم يتحمل تكلفة التضحية بسيارة مرسيدس باهظة الثمن، فتم تنفيذ المشهد بالجسم الخارجي فقط.
صناع مسلسل “حدوتة مرة” للنجمة غادة عبد الرازق وقعوا في خطأ واضح وساذج في مشهد ادعائها وفاة أولادها، فقد أوهمت “مرة” وزوجها أهل القرية أن أبناءها الثلاثة توفوا نتيجة تناولهم مادة “البوتاس” الحارقة، وقاما بدفن الثلاثة أطفال أمام أهل القرية بالكامل، ولكن لم يوضح العمل كيف تم استخراج شهادات وفاة للأطفال الثلاثة، ودفنهم دون الحصول على شهادات وفاة.
مسلسل “قابيل”، ينطبق عليه المثل المعروف الكتاب يبان من عنوانه، فهو أول مسلسل تحمل شارته خطأ في اسم أحد نجومه من “ضيوف الشرف”، حيث تمت كتابة اسم الفنان ضياء عبد الخالق، على تتر المسلسل “ضياء عبد الخالد”.
مسلسل “هوجان”، أراد تأكيد القوة الخارقة لنجم العمل محمد إمام بتقديم مشهد له وهو يأكل الزجاج، ولكن صناع المؤثرات البصرية والخدع لجأوا لحيلة استبدال الزجاج بالثلج، و لم يتمكن المخرج من منح المشهد المصداقية اللازمة وبدت قطعة الثلج على شفا الذوبان واضحة في يد “هوجان” ما اثار سخرية المشاهدين.
10 أيام فقط مرت على ماراثون دراما رمضان 2019 والأخطاء حتى الآن بالعشرات .. فكيف سيكون الحصاد بنهاية الشهر الفضيل؟