هبه الحسين _ أنت لها
شهدت الساحة الرياضية الفلسطينية عبر التاريخ مشاركة فاعلة للمرأة الفلسطينية، حيث نجحت في تسجيل بصمات في تاريخ الرياضة النسوية، رغم تذبذب هذه المشاركة والتراجع بين الحين والآخر بسبب الظروف السياسية الصعبة والمعقدة التي مرت بها فلسطين عبر التاريخ، وبسبب العادات والتقاليد الاجتماعية التي كانت تحاصر مشاركة المرأة على الصعيد الرياضي وتدفع بها نحو التهميش في هذا المجال.
ومن الملاحظ بأن الرياضة النسوية قد لاقت إنصاف كبير بقدوم سيادة اللواء جبريل الرجوب منذ عام 2008 حتى وقتنا هذا، -أما قبل ذلك- فقد كانت الرياضة النسوية تدور في متاهة من التناقضات وردود الفعل السلبية على إقبال النساء للعب بألعاب كادت تكون ذكرية مثل كرة القدم.
ومع مجيء الرجوب تطورت هذه الألعاب وانتشرت في فلسطين وزاد عدد اللاعبات حيث وصل إلى 300 لاعبة هاوية موزعة بالمنتخبات والأندية والفئات العمرية جميعها، وزاد عدد الأندية حيث كان هناك منتخب نسوي واحد لا غير، وأصبح هناك عدد أكبر من الأندية إضافة إلى المنتخب النسوي الأول وأصبح هناك فئات عمرية ومنتخبات نسويه، وهذا يوضح دور الرجوب الفعال في إنعاش الرياضة النسوية وإنصافها إذا ما قورنت في وضع الرياضة النسوية في فلسطين قبل قدومه.
ومع الوقت بدأت وجهات النظر في الاختلاف وأصبح هناك أهالي متواجدة في الملاعب لتشجيع اللاعبات وجمهور كبير في المباريات النسائية والمباريات الدولية وإضافة لوجود المشجعين، وأصبحت رياضة النساء في كرة القدم معروفة ومقبولة عند الغالبية العظمى في المجتمع الفلسطيني مقارنة بالسابق.
إضافة لعقد أكثر من معسكر ودورات تدريبية لفئة الإناث في السنوات الأخيرة ، والتي كانت تتمثل بالمعسكرات التدريبية بمشاركة عدد كبير من الفتيات من مختلف المحافظات الفلسطينية.
والتي كان الهدف منها نقل الخبرات المكتسبة خلال الدورة إلى الطلاب في المدارس والأندية من قبل المعلمات المشاركات في الدورة والتي تضمنت الجانبين العملي والنظري من خلال التدريبات.
وبين أول معسكر وآخر دورة أقيمت يحفل سجل الاتحاد الفلسطيني في نشاطات مختلفة أنصفت الرياضة النسوية .
إضافة لذلك قد نجحت خمس نساء فلسطينيات في تشكيل أول فريق نسوي عربي في سباق السيارات واللواتي أطلقن على أنفسهن اسم “أخوات السرعة”.
إضافة لمشاركة المنتخب النسوي لخماسيات كرة القدم والمشاركة في الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة يمثلون ست العاب رياضية وهي: المصارعة، رفع الأثقال، التايكواندو، السباحة، والعاب القوى بالإضافة إلى خماسيات كرة القدم، والتي أقيمت في عاصمة تركمنستان.
واهتمام الرجوب في الرياضة النسوية لم ينحصر في انضمامهم إلى المباريات والألعاب، بل لتطويرهم وزيادة الخبرات والمهارات من خلال عقد الدورات ورشات العمل تحت عنوان “الكرة النسوية في فلسطين” بتنظيم من الدائرة النسوية في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، والتحدث حول دور الدائرة النسوية في تطوير ونشر الألعاب وإقامة المهرجانات الكروية والتعاون مع التربية والتعليم لاستقطاب الفتيات المميزات في المدارس والعمل في تطوير مهارتهن ودمجهن في الأكاديميات الكروية والأندية.
إضافة لمشاركة فريق صبرا وشتيلا للإناث تحت الثانية عشر عاما من مخيمات الشتات في بطولة كأس النرويج، فلم يكتفي الرجوب في دعم الرياضة النسوية للفلسطينيين على ارض فلسطين بل للفلسطينيين على جميع بقاع الأرض دون أن ينسى الشتات الفلسطيني.
ووصول الحكم هبه سعديه الموجودة في الشتات الفلسطيني إلى أول حكمة على مستوى فلسطين تدخل حكام نخبة آسيا ومشاركتها في تصفيات السيدات تحت السادسة عشر عام التي أجريت في تايلند في التصفيات الأخيرة.
ومشاركتها في التحكيم في الدور النصف نهائي لكأس آسيا تحت السادسة عشر للسيدات.
إضافة لوجود مدربتين حاصلتين على شهادة تدريب بتصنيف (A) وهذا غير موجود في الكثير من الدول بل أن الرياضة النسوية الفلسطينية قفزت أشواطا كثيرة منذ 2008 حتى وقتنا الحالي.