صامدة شامخة منذ ٢٧ يوما في زنازين تحقيق المسكوبية وتتعرض لتحقيق قاسي وتعذيب جسدي ونفسي كان اخره استدعاء والديها للضغط عليها. نعيد نشر قصة الاسيرة ميس ابو غوش شقيقة الشهيد حسين أبو غوش، وسنبقى نذكر بقصص الاسرى والشهداء ما حيينا..
من هي ميس أبو غوش؟
قصة ميس ليست اعتقالاً لطالبة جامعية وطنية ونشيطة فقط .. قصة ميس لم تبدأ باعتقالها بتاريخ ٢٩ اغسطس لعام ٢٠١٩. قصة أو قضية ميس تختزل قضية الاسرة الفلسطينية التي تضحي بأفرادها إما شهداء أو أسرى وقد حظيت عائلة أبو غوش بمكرمة الأمرين معاً.
ميس من الجيل الثالث للنكسة. هي بكر عائلتها وأول فرحتهم. نازحة من قرية عمواس التي أقامت سلطات الاحتلال على ارضها منتزهاً بعد تهجير أهلها والتنكيل بهم عام ١٩٦٧ حيث دفن ومحي كل ما تبقى من اللطرون.
وهنا على ارض الشهداء في قلعة قلنديا الحارس الشمالي للعاصمة عاشت ميس ضنك الاحتلال وظلمه، فكبرت على أصوات الاقتحامات للمخيم حيث اشتد عودها، وعلى أصوات الزغاريد في زفات الشهداء التي ثبتت وجهة بوصلتها، وعلى حق العودة الذي غذته وقوته شعارات الثورة على جدران كل حارة من حارات المخيم.
حين استشهد شقيقها حسين محمد أبو غوش بتاريخ ٢٥/١/٢٠١٦ اقتلع المحتل جزء من قلبها وروحها معاً، لكن عزائها لفقدان شقيقها الأقرب كان خياره بالتضحية للوطن بعملية مزدوجة في مستوطنة بيت حورون المقامة على اراضي الفلسطينين غرب رام الله حيث قتل فيها مستوطنة.
في يوم الاستشهاد وبعده، مرت ميس بظروف العديد من أهالي الشهداء في هبة القدس والتي قصد فيها المحتل ان يعذب اهل الشهيد نفسياً وينهكهم جسدياً ليثأر لكرامته التي تمرمغت تحت اقدام شهداء ابطال لم يكملوا العشرين من عمرهم. عاشت ميس كل تفاصيل الوجع بدءً من احتجاز المحتل لجثمان شقيقها وخوف الأهالي من سرقة اعضاءه او فقدان الجثة للابد كما كان ينتهك المحتل بكل ارهاب ممنهج اتجاه الاهالي، وانتهاءً بالعقوبة الجماعية الأصعب والتي تمثلت بتفجير جدران منزلهم الذي احتضن كل ذكرى مع الحسين.
رغم ذلك تحول الوجع لمصدر قوة، وكتبت ميس حينها بعد صورة التقطتها للجدران المهدمة: “صارت غرفتي اتطل على غرفتك، وغرفتك شباك كبير بطل على العالم.”
في زفته، وبعد افراج الاحتلال عن جثمانه كانت ميس صلبة قوية بقدر الوجع، وعادت بعد عام ووقفت في نفس المكان في ذكراه الأولى لتستقبل المهنئين بشهادة جديدة لابن عمها الذي حمل نفس اسم حسين وكنيته. حسين سالم أبو غوش الطفل الذي رد الثأر في ذكرى ابن عمه الاولى أعاد كل الذكريات من البداية لتصبح وجعاً ابدياً في ظل المنظومة الاستيطانية ومحاولات الابادة البطيئة التي يواجهها الفلسطينيين.
ميس أبو غوش العضو في مركز قلنديا الإعلامي والعضو في نادي الاعلام والخريجة من كلية الاعلام في جامعة بيرزيت لم تحبذ أن تعطي الأبطال رقماً يوماً. لذا اليوم انتي يا جزئنا الذي لن ننساه لست برقم ضمن أرقام الاسيرات والاسرى ولن تكوني يوماً ..
قلوبنا كلها اهتزت خوفاً عليكي ولم تهتزي، مؤمنين بصلابتك وبك. اليوم ننشر قصتك وغداً وأبداً سنكمل الفكرة التي جمعتنا.
عن مركز قلنديا الإعلامي