الكاتب رائد عمر
في السابع من اكتوبر كل عام يحيي الفلسطينيون يوم التراث الوطني وذلك لاحياء الذاكرة الفلسطينية بين الاجيال المتعاقبة حول مفهوم تراثهم الذي توارثوه جيلا بعد جيل.
ويعتبر التراث بكافة مكوناته الهوية التاريخية للشعوب والتي تعتبر دلالة على وجودهم في تلك الارض.
وحين نتحدث عن التراث فاننا نتحدث عن خصوصية كل شعب وارتباطه بالمكان الذي عاش فيه ومراحل تطور ذلك الانسان على مر العصور.
فالزي الذي يرتديه اي شعب يعتبر هوية للمكان والحقبة الزمنية لذلك النوع من الملابس فالكل منا ما زال يتذكر ملابس الفراعنة وعاداتهم وتقاليدهم من خلال ما تم العثور عليه في الاهرامات ومناطق النيل في جمهورية مصر العربية.
واذا ما تطرقنا الى التاريخ فالكل يعلم ما اشتهر به الرومان والانباط وغيرهم من الشعوب والقبائل وذلك مما تم العثور عليه بعد الاف السنين وذلك من خلال البناء ونحت الكهوف في الجبال.
واذا سألنا انفسنا اليوم عن تراثنا وما حل به فاننا نجد ان الاحتلال استهدف وما زال يستهدف الكثير من الموروث الثقافي والتراثي ليس للفلسطينيين فقط وانما من خلال تحويل الكثير من الاغاني العربية والحانها الى اللغة العبرية مرورا بالاستيلاء على منازل الفلسطينين القديمة في المدن والقرى الفلسطينية التي احتلتها عام 48 وفي القدس والخليل وانتهاء باقامة الكثير من الميادين على مداخل المستوطنات بحجارة المنازل الفلسطينية القديمة.
واذا بحثنا بين تجار الاثار لوجدنا ان الكثير من تجار الاثارات يبيعون ما يجدونه الى تجار وشركات يهودية.
وفي نهاية السبعينات كان تجارا متجولون يجوبون البلدات الفلسطينية ينادون لشراء اي عملات قديمة ويبيعونها الى هؤلاء التجار واتذكر جيدا حين كانوا ينادون “ذهب انتيكا عملة عتيقة للبيع” فمنذ ذلك الحين وتراثنا مستهدف وهويتنا التاريخية مستهدفة حتى انه تم شراء معظم العملات الفلسطينية والتي تعرف بالجنيه الفلسطيني.
ويمكنني القول ان الاحتلال الاسرائيلي استهدف التراث الفلسطيني والاثار الفلسطينية قبل استهدافه للاراضي ومحاولة شرائها او مصادرتها لان الحركة الصهيونية كانت على يقين ان من اهم اولوياتها هو اخفاء الهوية الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني من هذه الارض كي ينسبونها كيفما شاؤوا الى هويتهم وتاريخهم هم.
فمن اجل الحفاظ على هذا الموروث الثقافي والتاريخ العريق بات الزاما على القيادة الفلسطينية العمل على انشاء متحف وطني يحاكي تاريخ ووجود الشعب العربي الفلسطيني.
وبات من الواجب العمل على دعم الانتاج الدرامي الفلسطيني الذي يتحدث عن هوية الشعب وتطور حياته كما كان في مسلسل التغريبة الفلسطينية قبل ان نصبح جميعنا غرباء في هذا الوطن وقبل ان ننتهي دون ان نترك لنا اثر.