من أكثر التحديات التي تواجه الأم مع صغيرها هي مرحلة توقف استخدام الحفاض والبدء في التدريب على استخدام المرحاض (النونية – البوتي). وبعد الانتهاء من هذه الفترة الصعبة، قد يواجه الصغير انتكاسات طبيعية وخاصة مع بدء فصول الشتاء، ولكن ماذا عن التبول اللاإرادي الليلي للصغير في المرحلة العُمرية من 4 وحتى 7 سنوات؟!! قد تصعُق الأم حين تكتشف تبوّل صغيرها أثناء النوم. ولكننا نطمئنك عزيزتي أنه أمر طبيعي ولا داعي للقلق، حيث إن ما يقرب من 15 ٪ من الأطفال في هذا السن يبللون السرير مرتين على الأقل أسبوعياً.
وهنا سنُقدم لكِ نصائح يُمكنك القيام بها في هذه الحالة لمساعدة صغيرك على التوقف عن هذا الفعل.
1. تقليل كمية السوائل وخاصة قبل النوم
إن السبب الرئيسي الذي قد يدفع الصغير إلى التبول اللاإرادي الليلي، هو امتلاء مثانته وخاصة في المساء، ولهذا فمن المهم التحكم في كمية السوائل التي يشربها في وقت متأخر قبل النوم مباشرة، وبناءً على هذا، دعهم يحصلون على كمية كافية من السوائل في الصباح وخلال وقت الغداء، ثم تقليل كمية السوائل تدريجياً مع مرور الوقت وصولاً للمساء. وأيضاً يُنصح بضرورة ذهاب الصغير إلى المرحاض كل ليلة قبل النوم مباشرة، حتى يصبح هذا الأمر عادة وضمن الروتين المسائي له.
3. الاعتياد على الاستيقاظ في منتصف الليل للذهاب إلى الحمام
الأطفال عادة يغطون في النوم بشكل عميق، لذا من الصعب عليهم أحياناً الاستيقاظ عندما تكون المثانة ممتلئة. والمقصد من هذه النصيحة هو أن نقوم نحن بإيقاظهم عن عمد في منتصف الليل لتفريغ المثانة. أما عن عدد المرات التي يجب أن يتم إيقاظهم فيها فإليك هذه الخدعة:
يمكنك مراقبة عدد المرات التي يذهب فيها صغيرك إلى المرحاض أثناء النهار، وإيقاظه وفقاً لذلك. على سبيل المثال، إذا ذهب صغيرك إلى الحمام 7 مرات في اليوم، أي كل 3 ساعات، فهنا يُفضل إيقاظه كل 3 ساعات. ثم بعد ذلك، يمكنك تزويد الفترة تدريجياً إلى 4 ساعات، وهكذا حتى تصل في نهاية المطاف إلى مرة واحدة في الليل، وعندما يمر أسبوع بدون تبول لاإرادي ليلي فهنا قد يكونوا اعتادوا على الاستيقاظ بأنفسهم للذهاب إلى المرحاض.
5. تدوين كل شيء
يوصي الأطباء عند حدوث أي شيء جديد غير معتادين عليه من تصرفات الصغير، أن نقوم بتدوين هذا الحدث في دفتر وتتبع كل ما يحدث في اليوم وتدوينه. سيساعدك ذلك على مراقبة عادات صغيرك وأنشطته وطعامه وكمية السوائل التي يتناولها وكذلك صحته العامة بالإضافة إلى حالته العاطفية والعقلية.
أما فيما يخص التبول اللاإرادي الليلي، فقد تلاحظ بعض العادات التي تم تغييرها مؤخراً والتي أدت إلى ظهور هذا العَرَض غير المحبب كتناول أطعمة معينة أو وقوع الصغير تحت ضغط ما، لذلك فمن المهم أن تكتب كل شيء باستمرار يومياً لمساعدتك على فهم السبب الكامن وراء التبول اللإرادي في الفراش.
6. التحدث مع الصغير وعدم ترهيبه
خير نصيحة لكِ عزيزتي الأم أن تتحلي بالصبر والهدوء، فهذه حالة مؤقتة وقد تدوم لفترة طويلة إذا تم التعامل مع الوضع بسوء، لذلك من الأفضل أن تُشعري صغيرك بالدعم اللازم وأنكِ بجانبه، وأن هذا وضع مؤقت وسيزول. سيساعده هذا الدعم على تخطي الأمر. كما أنه من المفيد أن تتحدثي معه حول أي شيء قد يزعجه ويؤثر على عاطفته مثل تغيّر جلل في حياته كانتقاله لمدرسة جديدة لأن التوتر والقلق ربما يكون السبب.
9. تحفيزهم من خلال منحهم المسئولية والتقدير
عندما يتبول الصغير في فراشه فتذكر أن الأمر قد حدث بالفعل وأن تركه لوحده ليشعر بالذنب والخجل أثناء تنظيف المكان له تأثير سيء على نفسيته، وأنه من الأفضل أن تشعره بأنه شخص مسؤول ومستقل وأن تُظهر له بشكل لطيف وهادئ كيف يغير الملاءة وأن تطلب منه مساعدتك في حمل الملابس المتسخة لحاوية الغسيل مثلاً أو إلى آلة التنظيف (تحت إشرافك)، فهذا سيجعله أكثر تقديراً لك وسيجعله يريد أن يكون أكثر مسؤولية عندما يتعلق الأمر بتجنب التبول اللاإرادي.
رصد ومتابعة : رؤى عطا