أن يهديك أحدهم هدية فهذا يعني أنك تحتل مكانة خاصة لديه، وألا تعجبك الهدية فهذا حقك، فالأذواق والميول تختلف من شخص إلى آخر، فكيف تعيد تقديم هدية لا تعجبك بطريقة ذكية دون أن تخسر صاحبها الأصلي، أو مستلمها الجديد.
في تقريرها بمجلة “ريدرز دايجست” الأميركية، قالت الكاتبة كارولين فانينغ إنه إذا أخطأ مانح الهدايا في اختيار الهدية المناسبة، فلا شك أنه بذل جهدا لتحديد اهتماماتك ورغباتك وتحويلها إلى هدية ملموسة، لأنه ببساطة يكنّ لك مشاعر الحب.
لستَ مضطرا للكذب أو المبالغة في تقدير هدية غير مناسبة، لكن قد يكون من الأفضل عدم وصفها بأي شكل من الأشكال، والتأكيد على إعجابك بها بدلا من ذلك.
كما يمكنك استغلال الحديث لاستخراج بعض المعلومات حول الهدية ومعرفة مصدرها، حتى تتمكن من البحث في سياسة المتجر حول إرجاع المشتريات إذا كنت لا تعتقد أن الهدية تناسبك.
وأوضحت الكاتبة أن إعادة إرث الأسرة والهدايا المصنوعة يدويا أمر محظور تماما، فإذا أهدى لك شخص ما وشاحا فتمسك به بغض النظر عن كون تصميمه لا يعجبك. قد يبدو أنهم يهدونك مجرد ملابس جميلة، ولكنّ ما يهبونه لك حقا هو مهارتهم وفكرهم ووقتهم. ويمكنك استبدال الشموع الفاخرة والأدوات المنزلية والحلي، لكن لا يمكنك أبدا استبدال الحب أو الوقت.
وإذا أردت أن تعيد إهداء هدية إلى شخص آخر فهذا ليس نهاية العالم في كل الأحوال، ولكن ينبغي أن تكون بحالة جيدة، وليست شيئا استخدمته ثم قررت ألا تستخدمه بعد الآن. فضلا عن ذلك، ينبغي أن تتحقق من عدم وجود أي ملاحظات، نظرا لأن تقديم شيء مستعمَل بشكل صريح يمكن أن يرسل رسالة خاطئة.
ونصحت الكاتبة بتجنب إهداء شيء للتخلص منه، وتقديم الهدايا التي تكون بحالة ممتازة، والتي لن تزيدك نفعا. فمثلا، يمكنك إهداء الملابس التي لا تناسب ذوقك لصديق، أو جهاز مطبخ تملك منه اثنين ولكن أحد الأقارب يتمنى الحصول عليه.
وإذا كنت تظن أن مانح الهدية سيسألك عنها باستمرار أو سيلاحظ أنك لا تستعملها، فالأفضل التمسك بها لفترة قصيرة قبل إعادة إهدائها، إذ لا ينبغي أن تشعره بالفشل في الاختيار، بينما أراد هو إرضاءك.
قاعدة أساسية
ينبغي عليك أن تتأكد أنك لا تؤذي مشاعر أي شخص، سواء المانح الأصلي أو المتلقي الجديد. وهذه هي القاعدة الأساسية لإعادة الإهداء.
لهذا السبب، ميّز بين الهدايا بتدوين أسماء أصحابها ومناسباتها على أوراق الملاحظات اللاصقة. وعندما تعثر على مستلم جديد، اختر شخصا لا توجد بينه وبين المانح الأصلي أي صلة.
وقد كشف باحثون في جامعة ستانفورد أن مستقبلي الهدية يشعرون بالقلق إزاء إعادة إهدائها أكثر من المانحين أنفسهم، في حين أفاد مقدمو الهدايا بأنهم يفضلون أن تُهدى بدلا من أن تُلقى. وقال أستاذ السلوك التنظيمي في الجامعة الدكتور فرانسيس ج. فلين إن مانحي الهدايا يرون أنه يحق للمستقبلين فعل أي شيء يريدونه بالهدية.