الأحد, يونيو 8, 2025
24 °c
Jerusalem
22 ° Tue
21 ° Wed
23 ° Thu
26 ° Fri
26 ° Sat
أنتِ لها
Advertisement Banner
  • ميديا

    Trending Tags

    • رياديات

      التطور الاجتماعي للوعي الانثوي وتأثيره على عالم الريادة الانثوية

      التطور الاجتماعي للوعي الانثوي وتأثيره على عالم الريادة الانثوية

      مي ناصر: الشهادة والمال لا يقرران ماذا نريد أن نعمل

      مي ناصر: الشهادة والمال لا يقرران ماذا نريد أن نعمل

      ريشة ولون.. قصة مشروع خزف نسوي صغير يصارع من أجل البقاء

      ريشة ولون.. قصة مشروع خزف نسوي صغير يصارع من أجل البقاء

      شيرين دلال تضيف لمسة نجاح جديدة لمركزها بافتتاح مركز شيرين للتجميل

      شيرين دلال تضيف لمسة نجاح جديدة لمركزها بافتتاح مركز شيرين للتجميل

      المسوقة العقارية كرمل أسعد: السر وراء النجاح هو القيام بأمور مختلفة عما يفعله معظم الناس

      المسوقة العقارية كرمل أسعد: السر وراء النجاح هو القيام بأمور مختلفة عما يفعله معظم الناس

      الصيدلانية ماما غالية: لاترضِ بالقليل فأنت ملكة وتستحقين الأفضل

      الصيدلانية ماما غالية: لاترضِ بالقليل فأنت ملكة وتستحقين الأفضل

      الريادية هبة المصري: “إبدئي بنفسك أولا وكوني أنت من يصنع التغير فالتغيير بحاجة إلى الإصرار والإرادة”

      الريادية هبة المصري: “إبدئي بنفسك أولا وكوني أنت من يصنع التغير فالتغيير بحاجة إلى الإصرار والإرادة”

      المخرجة الشابة رزان خضر تشق طريقها بأعمال مميزة

      المخرجة الشابة رزان خضر تشق طريقها بأعمال مميزة

      الريادية علا عسل تحول شغفها في الكيمياء لمنتجات طبية في العناية بالبشرة

      الريادية علا عسل تحول شغفها في الكيمياء لمنتجات طبية في العناية بالبشرة

      Trending Tags

      • تجربتي

        طالبة الهندسة ديما إسماعيل: تعلم التعامل مع العقبات فالرحلة مليئة بالتحديات

        طالبة الهندسة ديما إسماعيل: تعلم التعامل مع العقبات فالرحلة مليئة بالتحديات

        الأخصائية النفسية والاجتماعية لمعة معاني: لا حدود للطموح

        الأخصائية النفسية والاجتماعية لمعة معاني: لا حدود للطموح

        الطالبة آية أبو عرة: الطموح والإصرار هما سر النجاح

        الطالبة آية أبو عرة: الطموح والإصرار هما سر النجاح

        الطالبة سجى كنعان بداية حافلة للتخصص في مجال الإذاعة والتلفزيون

        الطالبة سجى كنعان بداية حافلة للتخصص في مجال الإذاعة والتلفزيون

        الطالبة نارمين قبها عين على القانون والعلاقات الدولية وأخرى لإصدار كتابها الأول

        الطالبة نارمين قبها عين على القانون والعلاقات الدولية وأخرى لإصدار كتابها الأول

      • صحتكِ
        فوائد تمارين الاطالة

        فوائد تمارين الاطالة

        علاج نزلات البرد بالأعشاب: ما حقيقة ذلك؟

        علاج نزلات البرد بالأعشاب: ما حقيقة ذلك؟

        فيتامين د للحامل: أهميته، وأضرار النقص والعلاج

        فيتامين د للحامل: أهميته، وأضرار النقص والعلاج

        تعرف على تأثير أشعة الشمس سلبًا وإيجابًا

        تعرف على تأثير أشعة الشمس سلبًا وإيجابًا

        كيف تعتنين بالشعر التالف: أهم 6 نصائح

        السكر المضاف يجعل الأطعمة لذيذة لكن خطيرة

        السكر المضاف يجعل الأطعمة لذيذة لكن خطيرة

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        لماذا البروتين هو سر القوة والصحة لجسمك؟

        لماذا البروتين هو سر القوة والصحة لجسمك؟

        تغذية المستقبل: التغذية الصحية للمرأة الحامل

        تغذية المستقبل: التغذية الصحية للمرأة الحامل

      • مطبخكِ
        الكعك الأصفر الفلسطيني: مذاق الطعام بنكهة تراث الأجداد

        الكعك الأصفر الفلسطيني: مذاق الطعام بنكهة تراث الأجداد

        تكمن فكرة مطبخ حرف G في توفير مساحة للدخول والخروج

        أحدث تصاميم ديكورات المطابخ

        فتة اللبن: مزيج الطراوة والنكهة الشرقية الأصيلة! 🥣✨

        فتة اللبن: مزيج الطراوة والنكهة الشرقية الأصيلة! 🥣✨

        فتة العدس البني: دفء الشتاء في طبق! 🍲❄️

        فتة العدس البني: دفء الشتاء في طبق! 🍲❄️

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        سلطات بالسبانخ طبق لذيذ قدميه بالشتاء

        سلطات بالسبانخ طبق لذيذ قدميه بالشتاء

        المسفن الفلسطيني: معجنات تراثية عريقة

        المسفن الفلسطيني: معجنات تراثية عريقة

        الخبيزة.. أكلة شعبية توارثها الفلسطينيون

        الخبيزة.. أكلة شعبية توارثها الفلسطينيون

        لو لسه مبتدئة في المطبخ.. خطوات بسيطة تخليكي شيف محترفة 👩‍🍳✨

        لو لسه مبتدئة في المطبخ.. خطوات بسيطة تخليكي شيف محترفة 👩‍🍳✨

      • إطلالتكِ
        الأبيض في الشتاء.. كيف ترتديه وتبدو أنيقًا؟

        الأبيض في الشتاء.. كيف ترتديه وتبدو أنيقًا؟

        شتاء 2025 إطلالات وأناقة تخطف الأنظار

        شتاء 2025 إطلالات وأناقة تخطف الأنظار

        نصائح لبشرة صافية

        نصائح لبشرة صافية

        4 إشارات فى لغة الجسد تعبر عن ثقتك بنفسك.. أبرزها الهدوء والتواصل البصرى

        4 إشارات فى لغة الجسد تعبر عن ثقتك بنفسك.. أبرزها الهدوء والتواصل البصرى

        كيف تعتنين بالشعر التالف: أهم 6 نصائح

        5 ألوان موضة شتاء 2025.. أبرزها البينك والأصفر المشمس

        5 ألوان موضة شتاء 2025.. أبرزها البينك والأصفر المشمس

        أساسيات تنسيق الملابس الشتوية للسيدات

        أساسيات تنسيق الملابس الشتوية للسيدات

        لماذا يظهر السيلوليت عند النساء أكثر من الرجال ؟

        لماذا يظهر السيلوليت عند النساء أكثر من الرجال ؟

        المصممة ”هند المغربية”  تكشف عن تشكيلة جديدة من القفطان المغربي

        المصممة ”هند المغربية”  تكشف عن تشكيلة جديدة من القفطان المغربي

        Trending Tags

        • منوعات
          مدرسة الأمهات تعقد تدريباً لوحدات الحماية حول إدارة الأزمات في شمال الضفة

          مدرسة الأمهات تعقد تدريباً لوحدات الحماية حول إدارة الأزمات في شمال الضفة

          الدكتور نعيم سلامة عضواً في الشبكة الإقليمية لصانعي القرار لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة

          الدكتور نعيم سلامة عضواً في الشبكة الإقليمية لصانعي القرار لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة

          أيهما أختار : البورسلان أم السيراميك ؟

          أيهما أختار : البورسلان أم السيراميك ؟

           Jabra تطلق سماعتي الأذن الأكثر تطورا لتثبت ريادتها في ميدان الاتصالات اللاسلكية

           Jabra تطلق سماعتي الأذن الأكثر تطورا لتثبت ريادتها في ميدان الاتصالات اللاسلكية

           مجموعة Aleph تُطلق برنامج شهادة مجاني بمجال التسويق الرقمي في منطقة الشرق الأوسط  وشمال أفريقيا

           مجموعة Aleph تُطلق برنامج شهادة مجاني بمجال التسويق الرقمي في منطقة الشرق الأوسط  وشمال أفريقيا

          بالفيديو – “شكلك مش سهل” جديد الفنانة إلهام روحانا

          بالفيديو – “شكلك مش سهل” جديد الفنانة إلهام روحانا

          دراسة بحثية في العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية وتقدير الذات

          دراسة بحثية في العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية وتقدير الذات

          كيف نستخدم الإنترنت بأمان؟

          كيف نستخدم الإنترنت بأمان؟

          العالمة القديسة الإماراتية غزالة المطوع تفتح ملف البرمجة الروحية

          العالمة القديسة الإماراتية غزالة المطوع تفتح ملف البرمجة الروحية

        • فرصتكِ
          مطلوب كاتبة وصانعة محتوى إبداعية!

          مطلوب كاتبة وصانعة محتوى إبداعية!

          برنامج تدريبي لتمكين وتعزيز مهارات المرأة “She Creates”

          برنامج تدريبي لتمكين وتعزيز مهارات المرأة “She Creates”

          إطلاق مشروع “بناء الصمود”

          إطلاق مشروع “بناء الصمود”

          هل تبحثين عن طريقة لتعزيز علاقتك مع أطفالك وخلق بيئة أسرية دافئة وداعمة؟

          هل تبحثين عن طريقة لتعزيز علاقتك مع أطفالك وخلق بيئة أسرية دافئة وداعمة؟

          بتدوري على وظيفة في قطاع الآي تي والتكنولوجيا و مش عارفة كيف تلاقيها؟

          بتدوري على وظيفة في قطاع الآي تي والتكنولوجيا و مش عارفة كيف تلاقيها؟

          كوني قوية في مسيرتك، وتأكدي أن مشرقة دائمًا هنا من أجلك!

          كوني قوية في مسيرتك، وتأكدي أن مشرقة دائمًا هنا من أجلك!

          فرصة لبرنامج الدبلوم المهني المتخصص “إدارة المكاتب”

          فرصة لبرنامج الدبلوم المهني المتخصص “إدارة المكاتب”

        • حياتي شوب
        لا يوجد نتائج
        عرض كل النتائج
        أنتِ لها
        لا يوجد نتائج
        عرض كل النتائج

        “خربوها في السجن”… نظرةُ مجتمعٍ تُعَقِّدُ حياةَ الأسيراتِ عبيدة نموذجاً

        “خربوها في السجن”… نظرةُ مجتمعٍ تُعَقِّدُ حياةَ الأسيراتِ عبيدة نموذجاً

        تقرير: رهف خليل

        امرأةٌ صُنِعَت في كتابِ التاريخِ ورقةً لتسطِّرَ فيها تضحياتها المتتالية ضد عدو سلبَ أرضَها وليطول في سرقته خطيبها وأخيها، أمٌ لِطفلَيْن و أسيرةٌ محررةٌ بعد اعتقاليْن متتاليْن لم يَكُنْ الفاصلُ بينهما طويلاً، وفتاةٌ حرمها الإحتلالُ فرحتَها بإرتداءِ ثوبِ زفافِها الأبيضِ بأن سلبَ لها خطيبَها ليرتقيَ شهيداً.

        عبيدة أبو عيشة صاحبةُ الثلاثِ وأربعون عاماً من قريةِ بيت وزن غرب مدينةِ نابلس تروي لنا ذكريات عشرون عاما من عمرِها قضتها تحاربُ سرقةَ الإحتلالِ لكلِ شيء ثمين تملكه ولتبعياتِ هذه السرقات المتتالية، “أم صفوت” لم تكنْ أسيرةَ الإحتلالِ فقط بل أسيرةِ الذكريات والالام والمعاناة والاتهامات المتتالية من ابناءِ شعبها وأسيرة في حبِ وطنها وفي كنفِ أحلامها التي باتت سراباً بعد كل ما تلقته من صفعاتٍ متتاليةٍ وأسيرة لشعورِ الأمومةِ الذي ساعدها لتقفَ على قدميها ولتبنيَ لأبنائها حلماً جميلاً بغدٍ أفضل.

        بدايةُ الحكايةِ:

        تروي عبيدةُ أبو عيشة:” كان عمري 23عاما عندما تم اعتقالي للمرةِ الأولى، كنت أعمل حينها ممرضة منزليةٍ وتعيشُ مريضتي في بلدةِ شعفاط، حيث أدخلُ إلى هناك تهريب وتم إيقافي عدة مرات، كنت أستعدُ كأيِّ فتاة لحفلِ زفافي على خطيبي علي ياسين الذي كان من المفترض إقامته في شهر 7 من عام 1999، والتجهيزات على أتمها لإستقبالِ هذا اليوم المميز ولكن شاءت الأقدارُ أن يحدثَ ما لم يكنْ متوقعٌ حيث تم اعتقالي حينها”.

        اعتادت عبيدة أن يتم إيقافها من قبل جنودِ الإحتلالِ حتى صارَ أمراً روتينيّاً بالنسبةِ لها يتم إيقافها لعدةِ ساعاتٍ ثم تعودُ لبيتِها، وفي مرةٍ من مراتِ إيقافها كان الأمرُ مختلفاً:” في ذلك اليوم تطاولَ عليّ الجنديُّ الإسرائيليّ والمجندةُ أرادت تفتيشي تفتيش عاري إجباري و رفضتُ ذلك، ولأنني ممرضة كنتُ أحملُ في حقيبتي عدة التمريضِ ومن بينها شفرةٍ نستخدمُها عادةً أثناء العملِ إن لزم الأمرُ وكان واضحٌ أنها أداةٌ تُستَخدَم في المستشفياتِ وتم اعتقالي على أثرِها”.

        حُكِمَ على عبيدةٍ في اعتقالِها الأول عاميْن و5 أعوام إقامة جبرية في مناطقِ السُّلطةِ بعد الخروجِ من الأسرِ، وتستكملُ أبوعيشة روايتَها عن آسرِها الأول:” قضيتُ ثُلثَيْن المدة و ذهبتُ للمسكوبيَّةِ ومضى 4 أيام دون التحقيقِ معي، وبسبب سوء الغذاء الذي كان يُقَدَمُ لنا قررتُ الإضرابَ عن الطَّعامِ فما كان يُقدَمُ لنا لم تستطعْ نفسي تحمله ففي المرةِ الأولى أحضروا لنا الدجاج دون تنظيفه من ريشِه جيِّداً، يُدخلون لنا الطَّعامَ من أسفلِ البابِ عن طريقِ طاقةٍ صغيرةٍ موجودة أسفل بوابة الغرفة ويتم تمرير الطَّعام من خلالِها، أمَّا عن التعذيبِ فكانوا يَتَفننون بتعذيبِنا”.

        خرجَتْ من السِّجنِ لتستقبلَها عائلتُها وخطيبُها وتبدأُ التجهيزاتُ لإكمالِ ما كان ناقصاً ولتزفَ عروساً بثوبٍ أبيضٍ ولم يعلمْ أيَّ منهم أنَّ مَن سيزف هو خطيبُها علي ياسين شهيداً لجناتِ العُلا:” خرجتُ من السّجنِ وقمنا بالبحثِ عن بيتٍ جديدٍ في رام الله وأكملنا تحضيراتِ حفلِ الزفافِ الذي انتظرناه عامَيْن وقبل الزفافِ بأربعةِ أيامٍ استُشهِدَ عليٌّ”.

        وتُضيفُ أبو عيشة:” في يومِ استشهادِ عليّ كان من المفترضِ أن نذهبَ لننهيَ آخرَ تجيهزاتِ العرسِ و عليّ انشغلَ في ذلكَ اليومِ فتمَ تأجيل التحضيرات لليوم التالي، كُنتُ قلقةً جِداً في تلكَ الليلةِ وأشعرُ أن هناكَ شيء سيحدث حتماً، أيقظتني أختي لصلاةِ الفجرِ، عندما بَدأتُ الصلاةَ بدأتُ تلقائياً بترديد” اللهم لا اسألك ردُ القضاءِ ولكنّي أسألك اللطف فيه” كنت أريدُ التحدث مع عليّ إلا أنهم لم يسمحوا لي فزادَ قلقي حينها وقُمتُ بتشغيلِ التّلفازِ لأشاهدَ الأخبارَ فسمعتُ خبرَ استشهاده”

        جَلستْ عبيدة حينها ما بين التَصديقِ والتَّكذيبِ والصَّدمةِ بعد أن كانت تنتظر حفلَ زفافِها لتصبحَ عروساً لشهيدٍ زُف لمن خلقه، فتضع يدَها على دمِهِ وتُيْقِن أنَّ هذا الدم حِنا العروس، علي ياسين رصاصةٌ من رصاصاتِ جنديّ غادرَ َسلبت روحَه ليضافَ إلى قائمةِ شهداءِ إنتفاضةِ الأقصى عام 2000م.

        العودةُ إلى نابلسٍ .. الإعتقالُ الثاني:

        وتُتابع عبيدة حكايتها:” بعد استشهاد علي غادرتُ رام الله لأعودَ إلى قريتي بيت وزن غرب نابلس، عُدتُ لأبدأَ حياتي من جديدٍ كان أخي صفوت في آخرِ مراحلهِ الدراسيَّةِ فَقررتُ أن أكرسَ حياتي لتدريسِ أخي والإعتناءِ به، لم يكنْ سهلاً أن أبدأَ مرة أخرى، فصفعةِ صفوت كانت قريبة وسريعة”

        في اليومِ الأخيرِ لعطلتِه المدرسيّةِ أيّ بتاريخ 25/1/2001 خرجَ صفوتُ من البيتِ ولكنّه لم يعدٔ لتتلقى عبيدة صفعتَها الثانيّة بإستشهادِ أخيها صفوت لتزفَه هو الآخر إلى مَن خلقه:”وبعد إستشهادِه تَلَتهُ إبنة عمتي دارين لتستشهدَ هيَ الأخرى وبقيتُ بعد إستشهادهما مطاردة لأربعةِ شهورٍ وتم إعتقالي بتهمةِ التخطيط لتنفيذِ عمليةٍ إستشهاديةٍ والإنتماءِ للجناحِ العسكريّ للجهادِ الإسلاميّ بتاريخ 2/6/2002″.

        أُعتِقلت عبيدة للمرةِ الثانيَّةِ ، وحُكِمَ عليها بالسِّجنِ خمسَ سنواتٍ، مُنِعَت مِن زيارةِ عائلتها لها ولم تعرفْ أخبارَهم أو تستلمُ الكثيرَ من الرسائلِ منهم وما كان يَصِلُها هو مجرد رسائلَ قديمة مرَّ على إرسالِها عدةِ شهور، إلا أنْ تمَ الإفراج عنها.

        لم تعلمْ عبيدة من أين ستبدأ هذه المرة أو ماذا ستفعل وهل ستسطيع تجاوز ما هو قادم، كانت كمن يخرجُ من ظلامٍ لعالمٍ مجهولٍ فلم تعلمْ ما قد يواجها من مجتمعٍ شرقيّ يظنُ أن الأنثى إن سُجنَت فقد خَسِرَت عُذريّتها وجَسَدِها ونَفسِها وكَرامَتِها.

        استقبلَ عبيدة جموعاً غفيرةً من سكانِ قريتها وغابت عن مُخيلتِها أسماء معظمهم ورأت في القريبِ منهم لها غريباً عنها، أطفالٌ صغارٌ لم تعرفْهم وأشخاص قد كبروا فلم تميزْ ملامحهم وبعد عدة ساعات واجهت أول صفعة بعد حُريتها فتلقت السؤالَ الذي لم تظنْ أنه سَيُوجَه لها من اليومِ الأول” صحيح همي بغتصبو البنات؟” هنا كانت صاعقةُ عبيدة وهناك أيقنت أنها أمام حربٍ قاسيّةٍ لربما تكون أقسى من جدرانِ السّجنِ وأقسى من محتلٍ سرق منها أغلى أملاكها.

        تكرر السؤالُ على مسامعِ عبيدة كما تكررَ على مسامعِ كل الأسيراتِ المحرراتِ لتتوافقَ الإجاباتُ بينهن:” ربما نحن بين يديّ إحتلال ولكن كل جندي حققَ معنا لم يجرؤ للحظه بأن يلمسَ أيّ منا وكانت تتواجدُ جنديّةُ تُشرفُ على تفتيشنا”.

        ولم يكفي ذلك فبعد تحررها من تهمتِها لاقاها من حولها بتهمةٍ أخرى لعلها أقسى من سابقتِها:” لم يكفُوا عني فزادوا عيارَ طلقاتهم واتهموني بأنني مَن أرسلت صفوت ودارين للقيامِ بالعملياتِ الإستشهاديَّةِ، أنا لا أستطيع فعل ذلك لست بتلكَ القوةِ والجبروتِ لأرسلَ أي منهم لمكانٍ لا عودة منه، ولو كنت أعلم لحاولت بكل جهدي منعهم وإن لم أستطعْ لكنت ذهبت معهم إلى حيث هم ذاهبون”.

        وماذا بعد الأسريْن؟

        تقولُ عبيدة:” قررت أن أقفَ مرةً أُخرى على قدميِّ فذهبت لِلعملِ في رام الله في حضانةٍ وكنت أريدُ إكمالَ دراستي ثم تزوجت في الخليل وعملت في مستشفى الأهليّ مساعدة ممرضة، وأخذتُ دورةَ صحافةِ لسنة كاملة وأردت إكمال دراستي في بيرزيت إلا أن زوجي عارض ذلك بشدة فلم أُكملْ ما بدأت، لم يرزقني الله أطفال في أول أربع سنوات وكثرت إتهامات والدة زوجي لي فهي كانت رافضة لزواجه بحجةِ أنني كبيرة بالعمرِ وأنهم على حسبِ ما تقول”خربوها بالسجنِ” ثم شاء الله وأنجبت بنتاً وولداً ولكن زواجي كان فاشلاً فزوجي لم يتقبلْ فكرةَ أنني أسيرةٌ محررةٌ”.

        وتضيفُ:” في تلكَ الفترة كنت أخضعُ للعلاجِ النفسيّ كأيّ أسيرة تخرجُ من السّجنِ بدافعِ التفريغ عمّا مرَرَتْ بهِ فقامَ مركزٌ تام بتوفيرِ أخصائيَّة نفسيَّة لي، وزوجي عند أصغر خلاف لا يبرح بأن يتهمني بالمريضة النفسيَّة وأيضاً أرادَ مني أن أبتعدَ عن كل ما يتعلقُ بالسِّياسةِ ولكن كان الأمرُ صعباً بالنسبةِ لي ولم أنجحْ بالتأقلمِ ولم يستطعْ هو ولا المجتمع أن يراعوا الظروفَ التي مرَرَتُ بها”.

        انفصلت عبيدة عن زوجِها لتعودَ هيَ وولديْها إلى نابلسٍ لتبدأَ بدايةً أُخرى من ضمنِ بداياتها الكثيرة لعلها تنجح هذه المرة:” عدتُ إلى نابلسٍ وقررتُ أن انطلقَ مرة أخرى فدرستُ العلاجَ البديلَ بالعلاجِ بالريفلكسولوجي(العلاج بالنقاط الانعكاسية) سيتشو( طريقة علاج يابانية العلاج على مسارات الطاقة وتنشيطها على نقاط معينة وبطريقة معينة بالضغط بالابهام والكف) والتجميل بتقديرٍ ممتاز والاستشفاء الذاتي(طرق علمية لكيفية التخلص من الطاقة السلبية واستبدالها لطاقة إيجابية) الحجامة وعلاج البشرة”.

        استطاعت عبيدة أن تبدأَ مرةً أُخرى وأن تشِقَ طريقَها لتربيةِ وَلديْها بنفسِها اللذان حرمهما والدهما من أبسطِ حقوقهما وهيَ النفقة، كان لابد لعبيدة أن ترسي سفينتها في برِ الأمان لتعيلَ أطفالَها، تعملُ الآن عبيدة في العلاجِ الطبيعيّ واستطاعت أن تفتحَ مركزَها البسيط والخاص بها للعلاج بالحجامة لعلها تبني مع أولادها عشاً آمناً على الرَّغمِ من أن مجتمعنا ما زال يرمي بجمراتِه الحارقةِ عليها.

        عبيدة أبو عيشة واحدة من مئاتِ الأسيراتِ المحرراتِ اللواتي يعانون من اتهامات المحتمع و تشيرُ هيئةُ شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في آخر إحصائية لها أن هناك 36 أسيرة في سجون الإحتلال و28 منهن صدرت بحقهن أحكام تفاوتيه أعلاها 16 عاما.

        وتتعرضُ الأسيراتُ الفلسطينياتِ، منذ لحظة اعتقالهن على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي للضربِ والإهانةِ والسّبِ والشَّتمِ؛ وتتصاعدُ عملياتُ التضييق عليهن حال وصولهن مراكز التحقيق؛ حيث تمارسُ بحقهن كافة أساليب التحقيق، سواء النفسية منها أو الجسدية، كالضربِ والحرمانِ من النومِ والشبْحِ لساعاتٍ طويلةٍ، والترهيبِ والترويعِ، دون مراعاة لأنوثتهن واحتياجاتهن الخاصة.

        وسوم: الأسيراتالاحتلالالمجتمعالمحرراتفلسطين
        شارك177غردأرسل

        ذات صلةمواضيع

        ميديا

        31 مايو، 2025

        شفا – فازت المحامية الفلسطينية منار المصري، ممثلة عن نقابة المحامين النظاميين الفلسطينيين، بالمركز الثالث في مسابقة المرافعات الدولية، التي...

        ميديا

        25 مايو، 2025

        أين التاء المربوطة؟ من كل ما يحدث.. بقلم الكاتبة لما عواد في كثيرٍ من الأحيان، تغيب التاء المربوطة عمّا يحدث...

        رياديات

        13 مايو، 2025

        قصص نجاح خلقت بالارادة والعمل بقلم سهير سلامة شابات .. نساء .. شبان.. جمعهم الطموح والنجاح لخلق موقعهم وابراز ذاتهم...

        الموضوع التالي
        “الفراولة المعلّقة” مشروع لمهندسة زراعية تحدّت البطالة

        "الفراولة المعلّقة" مشروع لمهندسة زراعية تحدّت البطالة

        أنتِ لها

        جميع الحقوق محفوظة | أنتِ لها © 2020

        تعرفي على انتِ لها

        • نبذة عن أنتِ لها
        • من نحن
        • فريق أنتِ لها
        • الهيئة الاستشارية العليا
        • لمشاركاتكم
        • اتصل بنا

        تابعينا

        لا يوجد نتائج
        عرض كل النتائج
        • ميديا
        • رياديات
        • تجربتي
        • صحتكِ
        • مطبخكِ
        • إطلالتكِ
        • منوعات
        • فرصتكِ
        • حياتي شوب

        جميع الحقوق محفوظة | أنتِ لها © 2020

        Login to your account below

        Forgotten Password?

        Fill the forms bellow to register

        All fields are required. Log In

        Retrieve your password

        Please enter your username or email address to reset your password.

        Log In

        Add New Playlist

         

        تحميل التعليقات...