كتبت الدكتورة بسمه ضميري
اتمنى ان تكون عدوى الحجر اسرع من عدوى الفايروس.
اليكم تجربتي بالحجر، نعم انا حجرت تفسي بنفسي من خمس ايام وانا غير مصابة ولا مرغمه على الحجر ومستمتعه جدا به. ولا اخجل من ذلك واقولها بكل فخر، “دفع الضرر اولى من جلب المنفعة”
كان في البداية دفع الضرر عن الاخرين ولكن حاليا وحسب رؤيتي للوضع، دفع الضرر عن نفسي ايضا بعد ان انتهت فترة تخوفي على الاخرين.
ما المشكلة بان تحجر نفسك؟ هل هذا عيب؟ هل تعتقد انه شيء غير ممتع؟ لم الخجل؟ لماذا نحن غير متصالحين مع انفسنا؟ هل يجب ان نرسب في امتحان الاخلاق اذا وضعنا على المحك؟
في ايام الانتفاضة الاولى، كنا نخضع لمنع تجول (حجر كامل وجماعي) لشهرين واكثر ولا يوجد وسائل تواصل اجتماعي ولا محطات فضائية ولا نت. ومع ذلك، كانت همتنا عالية.
من على الجسر، اتصلت انا من نفسي بالطب الوقائي وابلغتهم بمسار رحلتي. قالوا لا داعي للفحص لانني حضرت من دولة غير موبوءة. لم اطمئن، اتصلت على رقم اخر ونفس الاجابة.
لم اطمئن، خصوصا انني على معرفة بخطورة وسرعة نقل العدوى. قررت ان احجر نفسي على الاقل لمدة اسبوع. انا على يقين ان المرض ممكن ان يحمله الشباب بدون ظهور اي اعراض عليهم ان كانت مناعتهم قوية وان الفيروس سيموت فيهم وهم لا يعلمون انهم مصابون ولذلك هم مصدر العدوى الافقية في البداية لكل من حولهم. وستنتقل البلد كلها من العدوى الافقية الى العدوى الرأسية لان كل مصاب ممكن ان يعدي على الاقل عشرة في وقت قصير جدا.
حجرت نفسي بنفسي وانا غير مرغمه لانني لا اتقبل فكرة ان هناك احتمال ان اكون سببا باصابة احد تحت احتمال ان اكون انا مصابة ولا تظهر علي اعراض.
حجرت نفسي لانني لا اتقبل فكرة احتمال ان اكون سببا بموت احد كبار السن لان هذا بنظري لا يختلف ابدا عن فكرة القتل المتعمد اذا لم التزم بتعليمات الوقاية لنفسي وللاخرين.
اول ما وصلت بيتي، رفضت ان اسلم على جارتي التي سارعت للتسليم علي وابلغتها انني لن اسلم على احد لانني عائدة من السفر ومن اجل سلامتها وساحجر نفسي بالبيت من اجل سلامة الجميع خوفا و تحت اي احتمال ان اكون حملت الفايروس من المطارات بالرغم انني اتخذت اجراءت السلامة والوقاية بشكل هستيري.
كانت مصدومة من كلامي وطبعا لم تتوقع ان تسمع هذا الكلام بصراحة من اي احد.
لم ار اي احد من اهلي منذ خمس ايام وطبعا قبلها اسبوع سفر وابلغتهم انني حجرت نفسي ورحبوا بالفكرة. يتواصل معي فقط ابن اخي الذي بحكم علمه يجب ان لا يحجر نفسه. ابلغت الجميع انني حجرت نفسي وانا اسمع صوت دهشتهم من صراحتي ولكن اتمنى ان تكون عدوى الحجر اسرع من عدوى الفايروس.
بعد يومين من الحجر، اتصلت على مدير الصحة، وابلغته باني حجرت نفسي وتواصل معي الاطباء والممرضين بناء على توصيته و اصروا انني لست بحاجة للفحص ورحبوا بفكرة حجر نفسي.
مستمتعه جدا بوقتي،، اعمل كثيرا من البيت في ظل توافر الانترنت، فرصة لعمل كثير من الاشياء التي تمنيت لوكان معي وقت اعملها. انام جيدا حيث دائما كنت اتمنى لو استطيع ان انام اكثر من 5 ساعات في اليوم. تخوفي الوحيد هو فقط ان يزيد وزني من كثر الاكل والراحة !!