تقرير : رؤى عطا
اعتدنا في كل عام عند حلول فصل الصيف على ارتفاع نسبة الحفلات والمناسبات والأعراس ، ولكن في هذا العام يبدو كل شيء مختلف فقد انخفضت نسبة الأفراح والمناسبات ولم نعد نسمع عبارة “فلان عريس ” ، أو ” غدًا عرس فلان” بل Hصبحت جملة ” عريس مع وقف التنفيذ ” هي أكثر ما يتم تداوله خلال هذه الفترة .
منذ بدء جائحة كورونا في شهر آذار على الصعيد الفلسطيني سارعت القيادة والحكومة لإتخاذ إجراءات استباقية احترازية ، حيث أن التأثيرات السلبية الناجمة عن الجائحة ازدادت ، فبدأت التأثيرات بالقطاع الصحي ثم التعليمي بعدها ما لبثت أن أثرت على الجوانب الاقتصادية لتصل قطاع الأفراح والمناسبات ، مئات الأعراس ألغيت وأجلت وبعضها أقيم ولكن دون حفل زفاف في فلسطين ، فقد دفع تفشي هذا الفايروس إلى اتباع سياسة الاغلاق و التحذير من التجمعات فشمل الاغلاق قاعات الأفراح و محلات الملابس والورود وتوقفت عروض الفرق ومحلات الصاغة وغيرها عن العمل ، كل تلك الاغلاقات أدت الى الحاق الضرر بكافة المنتفعين من موسم الأفراح .
عريس مع وقف التنفيذ
محمد حسيبا عريسٌ ارتبط زفافه وفرحة عمره بما تمليه آخر مستجدات فايروس كورونا ، ففي الوقت الذي كان يسعى فيه حسيبا لإكمال نصف دينه واتمام مراسم زفافه على أكمل وجه كما كان يخطط له مع شريكته المستقبلية كان كورونا في الجانب الآخر يحضر له مفاجأة غير متوقعة ، فمنذ بدء الجائحة في شهر آذار والأمور تزداد سوءًا وتعقيدًا ، فلم يكن بالحسبان أن تمتد هذه الأزمة لتصل الى فصل الصيف وتزداد الإصابات وتتعقد الإجراءات لتقف بوجه اتمام حفلات الزفاف التي كانت مقررة مسبقًا ، فيقف أمام اتمام محمد لزفافه عدة عوائق تزيد من تعقيد الأمر فمن جانب يشكل اغلاق صالات الأفراح والصالونات و محلات الصاغة والأزهار سببًا في تأجيل الزفاف ، يقف في الجانب الآخر غياب أهله ووجودهم في دولة الامارات كعائق يمنعه من اتمام فرحة عمره التي لا طالما أراد اتمامها في وجود العائلة ، فنحن نعلم أن كل أم منذ ولادة طفلها تتعب وتسعى جاهدةً ليكبر ابنها وتزفه عريسًا ، ولكن كورونا وقف كحاجز أمام فرحة أم محمد بإتمام مراسم زفاف ابنها ، وقد وصف حسيبا حالة الضياع التي يعيشها في الوقت الحالي بغمامةٍ سوداء تحيط به وتمنعه من التفكير واتخاذ القرار السليم بشأن زفافه .
مرفق فيديو للشابة ميساء الشاعر التي تأجل كذلك حفل زفافها بسبب أزمة كورونا
يقف في الجانب الآخر للمتضررين أصحاب صالات الأفراح وشركات تنظيم الأفراح والاستديوهات التي التزمت بقرارات رئيس الوزراء ، وأقرّت التزامها من خلال البيان التالي :
وقد لاقى قرار الاغلاق استياء أصحاب صالات الافراح وكثير من الأهالي واعتصم الكثير منهم امام مباني المحافظات في نابلس وقلقيلية وطولكرم وصرح أحد أصحاب محال التصوير امام محافظة نابلس .
في ذات الوقت كان رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية قد اصدر سلسلة قرارات لمواجهة انتشار فايروس كورونا ، منها :
1- ستقوم لجان الطوارئ في مختلف القرى والبلدات بمساندة عمل الأجهزة الأمنية ، خصوصًا في المناطق التي يصعب الوصول اليها .
2- يمنع العمل في المستعمرات منعًا قاطعًا .
3-تمنع إقامة الأعراس وحفلات الاستقبال والتخرج أو بيوت العزاء وكل أشكال التجمهر ….
في الوقت ذاته قال الدكتور كمال الشخرة مدير عام الرعاية الصحية و الأولية في وزارة الصحة إن ارتفاع الاصابات بفايروس كورونا جاء بسبب المخالطة المباشرة والأعداد الكبيرة التي حضرت الأعراس ولم تلتزم بشروط السلامة العامة وإرشادات وزارة الصحة للوقاية من الفيروس ، وهذا ما أكدت عليه أيضًا الدكتورة مي كيلة وزيرة الصحة الفلسطينية .
فرحة لم تكتمل
أقام العريس عميد عز الدين خفش من قرية مردة في محافظة سلفيت حفل زفافه كما كان يخطط له واستقبل المهنئين ضمن شروط السلامة والوقاية التي أقرتها وزارة الصحة ، ولكن قدر لفرحه الّا يكتمل كما ذكر معزور الخفش عم العريس فقد قال إن ابن اخيه بعد انتهاء الحفل توجه لمحافظة نابلس لإجراء فحص كورونا ، من باب الحيطة والحذر حيث أنه صافح عددًا كبيرًا من المدعوين ، ولم يكن لديهم أي شكوك حول اصابته بفايروس كورونا حيث أن العريس كان بكامل نشاطه ولم تظهر عليه أية أعراض وفقًا لما ذكره عمه .
ولكن شاء القدر أن يكون العريس مصابًا بالفيروس ، وهنا يؤكد الخفش أن نتيجة الفحص ظهرت في اليوم التالي للحفل وليس قبل الحفل كما تداولته بعض المواقع ، فور صدور نتيجة الفحص ناشد محافظ سلفيت الدكتور عبد الله كميل جميع مخالطي العريس بالتوجه لمراكز الفحص حتى يتم اجراء الفحوصات اللازمة لهم ، وقد كانت نتيجة تلك الفحوصات سلبية باستثناء حالتين هما لعمة العريس و الأخرى لأحد أنسبائهم ، من الجدير بالذكر أن الوضع الصحي للمصابين الثلاث مسقر ولا يعانون من أية أعراض .