بعد 5 سنوات من انتظار وظيفة، قررت المهندسة الزراعية هديل قشوع تشغيل نفسها بنفسها، واختارت زراعة سطح بيت عائلتها ببلدة علار في محافظة طولكرم، بالزنجبيل. وقالت إنها فضلّت نبات الزنجبيل لندرته، وانقطاعه المتكرر من الأسواق، ولجدواه الاقتصادية، فيما أجبرها انعدام توفر الأرض للزراعة على سطح المنزل
أطاحت المهندسة الزراعية هديل قشوع بالبطالة، وبعد 5 سنوات من انتظار وظيفة، قررت تشغيل نفسها بنفسها، واختارت زراعة سطح بيت عائلتها ببلدة علار في محافظة طولكرم، بالزنجبيل.
بستان الزنجبيل على سطح منزل المهندسة الزراعية هديل قشوع في بلدة علار قضاء طولكرم |
وقالت إنها فضلّت نبات الزنجبيل لندرته، وانقطاعه المتكرر من الأسواق، ولجدواه الاقتصادية، فيما أجبرها انعدام توفر الأرض للزراعة على سطح المنزل.
وأكدت أن تنفيذ مبادرات للتشغيل الذاتي بـ”أفكار غير تقليدية” تخدم المجتمع وتلبي حاجته سيكتب لها النجاح، وستساهم في تشعيل الأيدي العاملة، وستحد من نسبة البطالة بين الخريجين، الذين يتنافس بضعة آلاف منهم على وظيفة واحدة.
وقالت إن طبيعة فلسطين الزراعية، ووجود عدد كبير من الخريجين بلا عمل، تحتم علينا العودة إلى الأرض، والتفكير بمشاريع زراعية، وهو ما ساعدها بعد التحاقها بتدريب (نجاحها) الذي نفذته جمعية الإغاثة الزراعية بالتعاون مع مركز العمل التنموي / معًا ومؤسسة انقاذ الطفل.
استثمار الإسمنت
وبحسب هديل، فإن استثمار الأسطح أمرٌ ليس شائعًا في بلادنا، لكنه يوفّر الوقت والجهد، نظرًا لوجود المزرعة أعلى البيت، ولتوفير ظروف حماية ورعاية للنباتات أكثر من الحقول العادية.
وتخطط المهندسة الزراعية العشرينية لتطوير مساحات أوسع من الزنجبيل في مسقط رأسها، وتنظر بصبر وشوق نتائج أولى تجاربه في فلسطين التي بدأت في نيسان، وتستمر حتى تشرين الأول، وفي حال حققت نتائج مرضية، وإنتاجًا وفيرًا، فإنها ستزيد المساحات، وتنتقل لسطوح أخرى.
وأفادت قشوع بأن إمكانيات نجاح الزنجيل عالية في معظم مناطق فلسطين، فهو يحتاج إلى حرارة مرتفعة ورطوبة، لكن صعوبة حصولها على المعلومة الموثوقة شكل عقبة كبيرة أمامها، وخاصة في تكثيره وتوفير أشتاله، وهو ما فعلته بيديها بعد دراسة مستفيضة، وتستعد لتوسيع تكثيره لغرس المساحات الجديدة.
ورأت بأن أكبر عقبة تواجه المبادرات الزراعية الجديدة، “صعوبة إقناع المزارعين التقليديين بترك الأصناف التقليدية” كالخيار والبندورة والكوسا والفلفل، والقبول بالأنواع الجديدة والغريبة، أو التي لم تزرع في السابق، وهو الممكن من خلال دورات وورش تشجيعية، توضح أهمية إدخال أنوع جديدة، وتكلفتها، وطرق رعايتها.
وقالت إن مشكلة الزراعة التقليدية في فائض الإنتاج، وتدني الأسعار، وارتفاع التكاليف، لكن الأنماط الجديدة توفر منتوجات نادرة، وبأسعار أعلى.
ووجهت قشوع رسالة لوزارتي التعليم العالي والزراعة بتشجيع الخريجين، وخاصة المهندسين الزراعيين على التوجه نحو الأرض، وتنفيذ مشاريع ريادية مدرة للدخل.
المهندسة الزراعية هديل قشوع تعتني ببستانها المخصص للزنجبيل على سطح منزلها وهو الأول من نوعه فلسطينيا في الضفة الغربية
بطالة وتشغيل
وقالت إن الوزارتين يمكنهما تحفيز الخريجين الشباب على طرق التميز، وتأسيس مشاريع خاصة تحمي الأرض، وتخفف من البطالة، وتشجع الخريجين على تطوير ذاتهم، وخوض تجارب جديدة.
ولم تخف هديل سعادتها، وهي تعمل في حقلها، وصارت تتخصص في إنتاج اشتال الزنجيبل بطريقة عضوية، وتصف ذلك بـ”سر المهنة”، فيما تستمر دورته الزراعية بين 8- 10 أشهر، ويباع الكيلو الواحد منه في السوق المحلي بـ 35 شيقًلًا.
وتوضح أن للزنجبيل فوائد طبية علاجية وقائية، إذ يحمي عضلة القلب والأوعية الدموية، ويخفف الآلام المصاحبة لالتهاب المفاصل، ويحسن المزاج ويبعث على الشعور بالراحة، كما يخفف آلام مرضى الربو، وأوجاع التهاب القصبات الهوائية ويسرّع من شفائها، ويحمي خلايا الدماغ ويقوي جهاز المناعة، ويعالج بعض حالات السرطان.
وتستعد هديل لتسويق الزنجبيل الأخضر، وتعدّ العدّة لتجفيفه على المدى البعيد، وستبيعه لتجار التوابل والأعشاب، وهي من المرات الأولى التي يتم فيها تسويق منتج محلي ظلّ لسنوات طويلة يستورد من دول عديدة، وتعتبر الهند الأولى عالميًا في إنتاجه.