بلا تخطيط كانت البداية، والآن بعد قرابة ستة أشهر، تقف الصديقتان “ملاك حسن” و”بيسان الحاج حسن”، أمام خيارات عديدة لتطوير مبادرتها “أهلا فلسطين” كي تصبح مرجعيةً لكل من يرغب بالتعرف على فلسطين الطبيعة والتاريخ، من داخل فلسطين وخارجها.
وبدأت الصديقتان الصحافية ملاك (31 عامًا)، والمحامية بيسان (32 عامًا)، مبادر تهما بصورةٍ عفوية. خلال فترة الحجر الأولى، كانتا تبحثان عن أماكن قريبة وسهلة الوصول، لممارسة هوايتهما في التجوال والاستكشاف، لكن بسبب حظر التجول، كانت المناطق القريبة من رام الله حيث تسكنان، هي الهدف، “لم نكن ندرك أن حولنا كل هذا الجمال” تقول ملاك.
الوصول إلى العديد من الأماكن الطبيعية والتاريخية والأثرية، واكتشاف جمالها الخفي وخاصة في فصل الربيع، دفع الشابتان إلى مشاركة متعة الاستكشاف مع الآخرين عبر صفحة على تطبيق التواصل الاجتماعي “إنستغرام”، حملت عنوان: “أهلا فلسطين ahlanpalestine”، ويتابعها الآن قرابة تسعة آلاف شخص من فلسطين وخارجها، بدون أي إعلانات أو تسويق منظم، كما تؤكد بيسان.
وتحرص الصديقتان على التقاط صورٍ بحرفية عالية، وتوثيق كافة تفاصيل جولاتهن، التي زادتها جمالًا دهشة الاكتشاف التي تظهر على وجهي الصديقتين في هذه الصور، التي ترفقانها غالبًا برسائل قصيرة تتحدثان فيها عن جمال المكان والشخصيات.
تقول بيسان: “العفوية هي ما يميز عملنا، نظهر في الصور دون أي تصنع أو تكلف، نحن فقط ننقل ما نراه ونكتشفه، لنخبر الجميع بأن فلسطين جميلة، وبها مناطق تستحق الزيارة”.
فتخر ملاك بالأثر الكبير للمبادرة التي ساهمت بإعادة اكتشاف الضفة الغربية، وخاصةً بالنسبة للفلسطينيين في الشتات، الذين تفاعلوا بصورةٍ كبيرةٍ معها، وتزيد: “يتواصلون معنا باستمرار لترتيب زيارات لهم إلى هذه الأماكن حين زيارتهم لفلسطين، منهم أجانب أيضًا تعرفوا على فلسطين من خلال متابعة الحساب”.
وتردف: “مستقبلًا نسعى لتطوير المبادرة أكثر، وأن تتحول إلى مرجعية لكل من يرغب بزيارة فلسطين، وتنظيم جولاتٍ خاصة لهذه الأماكن”.
وحول العقبات التي واجهتهما كفتاتين تتجولان بمفردهما في مناطق بعيدة، وقد تكون خطيرة، تزيد بيسان: “كوننا فتاتين، واجهنا بعض الانتقادات والتساؤلات حول قدرتنا على الوصول إلى الأماكن الخطرة، ولكن كنا دائمًا نثبت أن المرأة قادرة على القيام بكل شيء”.
وبحسب بيسان فإن هذه المخاطر يجب أن لا تقف عائقًا أمام زيارة كل المناطق الفلسطينية، وحتى تلك التي يتواجد فيها المستوطنين: “نحن نعيش في منطقة نتوقع فيها مخاطر من الاحتلال ومستوطنيه في كل وقت، ولكن هذه أرضنا، ولنا حق بها، و لا نريد أن تكون مجرد معبر للسياح القادمين إليها من خلال تل أبيب”.
المصدر: شبكة نوى