أمام قسم الطوارئ في مجمع فلسطين الطبي برام الله، تدخل سيارة مسرعة إلى ساحة المجمع، يصرخ سائقها، ساعدوني، زوجتي .. زوجتي!
تقول رانية الجلاد، مديرة التمريض في المركز الوطني للأمراض الجلدية: كنت مارّة بجانب قسم الطوارئ في المجمع، حين جاءت سيارة مسرعة، توقفت باب قسم الطوارئ، كان بداخلها رجل يصرخ زوجتي زوجتي! ركضت إلى السيارة دون أن أعرف ما الذي يجري، رأيت الزوجة جالسة في المقعد الخلفي وهي في حالة ولادة.
فتحت السيارة وإذ بالأم قد بدأت ولادة الطفلة، حيث كان رأسها خارجاً ولونه أزرق، تدخلت سريعاً وقمت بتوليد الأم، رفعت الطفلة من قدميها داخل السيارة التي كانت ضيقة جداً، تعاملت معها وفق بروتوكولات الولادة المعتمدة، حتى خرج صوتها وبدأت بالبكاء، عندها اطمأن قلبي وزال التوتر والخوف الذي سيطر عليَّ طيلة فترة الولادة.
لم يكن معي شيئاً أغطي به الطفلة، ضممتها إلى صدري وغطيتها بملابسي ثم قطعت الحبل السري، ثم نقلنا الطفل والأم إلى قسم النسائية والتوليد.
سماها أهلها سارة، ومن معانيه الشعور بالحنان، والإخلاص في الحب، والحب الأبدي والأزلي، والعاطفة الصادقة، وهي كلها معانٍ تجمعت في لحظة ولادتها.
وقال أحمد الغليط والد الطفلة، وهو والد لـ 4 أطفال عن رانية الجلاد: نشكرها من أعماق قلبنا، هذه إنسانة بكل معنى الكلمة، هذه ملاك رحمة!
وزيرة الصحة د. مي الكيلة قالت: نفتخر بكوادرنا وطواقمنا الطبية والصحية، رغم كل الضغط الذي يعانون منه إلا أنهم يعطون أفضل وأجمل ما لديهم بكل إخلاص، نفتخر بما قامت به زميلتنا رانية، ونفتخر بكل تضحيات وإنجازات جميع الزملاء.