الإصّرار والإبتكار ساعداها في تأسّيس العلامة التجارية “Raghda Designs”
رغدة بيشاوي من مدينة نابلس. فتاة طموحة ومُثابرة، حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة النجاح الوطنية، وتواصل مسيرتها العلمية بِدراسة الماجستير بتخصُّص علاقات عامة في الجامعة العربية الاميركية.
|| كيف بدأت رغدة مشروعها الخاص؟
قررت رغدة الدخول في عالم تصّميم الأزياء في تصّميم بَناطيل الجينز النسائية. حيث تقول: ” بعد ثلاث سنوات من عملي الخاص بإستيراد وبيع ملابس وقِطع ماركات عالمية. أصبحتُ على معرفة بجميع أنواع الأقمشة والخامات، وأصبحت لَديَّ القدرة على تمييز الجيْد منها. وفي مطلع عام 2020 في بداية جائحة كُورونا وفَرض الإغلاق الشامل في فلسطين، قامت بعض المعاهد والجامِعات العالمية بطرح دَوراتها الإلكترونية بخصومات ممتازة. وبفعل هذا قمتُ باستثّمار وقتي بفترة الإغلاق، فإلتحقت بعدّة دورات مُكثفة بالتسويق الرقمي، وإدارة الأعمال والمشاريع، والعلاقات العامَّة، وحصلتُ على شهادات مختلفة في مجال تصميم الأزياء وبكل ما يتعلّق به. وبفعل تلك الدورات المُكثفة وتخصّصي الجامعي ودعم والدتي وخبرَتها السابقة في هذا المجال ساهم بتأسيس “Raghda Designs”.
|| ما الذي يُميّز العلامة التجارية
“Raghda Designs” ؟
رغِبت رغدة بتمييز تَصاميمها مِن خلال؛ متانة الأقمشة المُستخدمة وجودتها العالية، بالإضافة الى إستخدامها أكياس وصناديق كرتونية مُميّزة وذات طابع عَصري، لتغليف التصاميم بعد تجهيزها بشكل كامل لإعطائها قيمة أكبر.
تشير هنا بأنَّ وبسبب إهتمام السيّدات بالآونة الأخيرة بالتصاميم المُستوردة من الخارج، وأثَر هذا التوجّه على إنخفاض مُعدل الإنتاج مصانع الإلبسة المحلية. رَغبت رغدة من خلال مشروعها بإعادة تَنشيط هذا القطاع من خلال؛ إعتمادها على تخييط بناطيل الجينز وتَصّنيعها بالكامل تَحت إشراف نُخبة من الأيدي العاملة الفِلسطينية.
تؤكد رغدة ايضاََ على أهمية الدراسة الحثيثة لجميع جوانب المشروع المَنوي تأسيسهُ لما لها مِن أهميّة كبيرة في تحديد مستوى نجاح العمل ومدى إستمراريته. ومن أبرز الجوانب التي قامت رغدة بتحديدها قبل تأسيس عَلامتها التجارية، مثل: وضع خُطة شاملة تَتضمن الأهداف العامة وكَيفية تحقيقها، وتحديد رؤية ورسالة المشروع بشكل واضح، ودِراسة
الجمهور المستهدف ومعرفة خصائصه وإهتماماته.. الخ.
|| ما هي مبادرة ” Take a Ride On The Green Side” ؟
أطلقت رغدة مُبادرة (Take a ride on the green side) التي تَندرج تحت مفهوم المسؤولية المجتمعية بإعادة تدوير بَقايا الأقمشة المستخدمة الى حقائب قُماشية الصنع بحيث تستخدم بالدرجة الأولى للتسوق؛ بهدف تقليل إستخدام أكياس البلاستيك، حيثُ أنّ هذه الحقائب صديقة للبيئة ومصمّمة بجودة عالية. وقامت رغدة حينها بإضافة لمسة مُميزة على تلك الحقائب من خلال؛ طباعة رسومات معينة، وتطريز أجزاء من الحقيبة بنقشات التّطريز المتنوعة بناءََ على الطلب، بحيث يُمكن إقتنائها من قبل النساء ليس بهدف التسوق فقط؛ بل كبديل جديد لحقائب النساء اليومية التقليدية.
|| ما هي التحديات التي واجهتها رغدة ببداية مشروعها؟
لا شك بأن جائحة كورونا أثّرت بشكل أو آخر على القطاع الإقتِصادي، وكان لها تأثير ملحوظ على رغبات الزبائن وقراراتِهم الشرائية خاصةََ في فلسطين. ولكنْ تُخبرنا رغدة بكيفية تخطيها للعقبات التي تقف في طريق حلمها، والتّحديات التي واجهتها والتي قد تُواجهها لاحقاً؛ بوجود هدف واضح وخُطة مدروسة بعناية، بالإضافة الى ثقتها الكاملة بالله وبِنجاح هذه الخُطوة وثقتها بنفسها وبقدراتها. وهذا ما عبّرت عنه بسرّ نجاحها في مجال تَصميم الأزياء.
|| ما صفات الشخص الناجح في نظرها؟
أشارت رغدة بأن قوّة إيمان الشخص بذاته وصدقهِ مع نفسه ومع الآخرين من أهم صفات النجاح. بالإضافة الى إصراره على النهوض بعد كل سقوط في محاولة تحقيقه لهدفه، واستمراره بالمحاولة لِلوصول الى الهدف الذي وضعه نُصب عيْنيه.
تُضيف بأن البحث والتعلُّم الدائم في مجال تخصصه من الصفات الهامّة أيضاََ، إضافة إلى مهارة تنظّيم الوقت وأهميتها، حيث تقوم رغدة صباح كل يوم بكتابة المهام التي يجب إنجازها خلال هذا اليوم مع تحديد الوقت اللازم لكل مَهمة. هذا يساعدها على ترتيب أولويتيها، وإتمام أعمالها المترتبة باليوم نفسه دون تأجيل.
|| ما هو الدافع الأكبر لِرغدة للإستمرار في طريقها؟
عملية تحديد الأهداف لا تكفي ما لم يوجد دافع يُحركك للسير قُدماََ إتجاه هذه الأهداف. الدافع قد يكون داخليّ من الشخص ذاتّ نَفسه، وقد يكون دافع خارجي يتعلّق بالبيئة المُحيطة به، وقد يكون كلاهُما.
تقول رغدة: ” شَغفي بمجال تصميم الازياء ومتعتة العمل به يَجعلني أستيقظ كل يوم وبداخلي طاقة كبيرة للعمل. بالإضافة الى قدرتي على مواجهة أي تحدّي، وإيجاد حُلول لأي اشكالية قد تظهر بالعمل وعدم الإستسلام لها. وأيضاََ مُمتّنة جداََ لحجم التشجيع الكبير من عائلتي وأصدقائي فهذا أعتبره من أهم الدوافع التي تشحن طاقاتي دوماََ للإستمرار.
|| ما هي نصيحتها لكل من ترغب بتأسيس عملها الخاص؟
” If You Can Dream It You Can Do It”
خَتمت رغدة بيشاوي حوارها مع ازدهري بهذا الإقتباس المُلهم وأجابت عند سؤالها عن النصيحة التي ترغب أن توجّهها لِكل أُنثى. فقالت: ” فكّري بعمل مُميز، بمنتج جديد، بخدمة غير رائجة، لا تنظُري الى غيرك من أصحاب المشاريع لا تقومي بعمل نسخة من مشاريعهم حتى وإنْ كانت ناجحة. إسعي لتُصبحي نسخة أفضل من نفسك لا من الآخرين. لا تستلمي للظروف أو التحديات، كوني من الأشخاص الذين يصنعون المستحيل من اللامستحيل. ليس بالأمر الصعب، وإنما انتِ بحاجة دوماََ الى تطوير موهبتك وشحن طاقتك بإستمرار، ووضع خطة مناسبة لطريق أهدافك التي ستتحقق يوماََ ما”.
المصدر : ازدهري