بقلم : الدكتورة عبير حامد
بسم الله الرحمن الرحيم …تعددت الأسباب والموت واحد أولاً، أترحم على طالبتي وحبيبتي وابنتي الطالبة ندى ، وأقول قبل نحو أقل من شهر كنت سأمر على مدخل المدرسة ، بالقرب منها على دوار المدرسة ، وطيلة عمري وأنا أقود السيارة بهدوء و ببطىء ، في هذا اليوم فقط أسرعت قليلاً ، حتى أصل المدرسة باكراً فجاءت أمامي ندى ، وتفاجأت بها ، وقطعت ندى الشارع مسرعة كدت أن أدهسها بسيارتي ، الخطأ على ندى وأنا أوقفت السيارة في آخر لحظة ، لم ألمسها ولم تلمس سيارتي ولكن طبعاً أنا دائماً أفترض بأن الناس وتحديداً الطلاب أمانة ، ودائماً أنا مخطئة، لأن السائق عليه أن يفترض دائماً جهل الآخر ، واليوم أتفاجأ بأن أجد على صفحة المدرسة “وفاة الطالبة ندى أحمد رسلان الطويل
التي وافتها المنية مساء اليوم إثر حادث سير ، والبالغة من العمر ١٣ عاماً ” …وبقيت لمدة يومين كلما رأيت ندى أقول لها آسفة مس لم يكن قصدي وتقول لي :”لا عادي مس “وأول وجه ألقيت عليه تحية الصباح وما زلت أتذكره في آخر يوم دوام لي في مدرسة بنات سلواد الأساسية العليا كان وجه ندى وكنت أتساءل لماذا كل صباح آخر أيامي في المدرسة أرى فقط وجه ندى وفِي هذا المقام لا أقول سوى ما قاله نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم حين توفي ابنه إبراهيم قال :” إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ،وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون” ، اللهم اجعل الأيام القادمة عمراً طويلاً لأبنائنا وشعبنا ، اللهم اجعل لنا جنة الدنيا على الأرض يا رب وارحمنا برحمتك يا رب رحمة واسعة ، الرحمة والنور عليك يا ندى والصبر والسلوان لأهلك ، وتعازينا الحارة لكم ، وأعزي نفسي قبلكم بوفاة ابنتي ، وعظم الله أجركم وإنا لله وإنا إليه راجعون.