الطفل المماطل وغير المبالي
عادة ما يكون التساهل والعمل باختصار ولامبالاة مرحلة عابرة، ولكنها تصبح أكثر رسوخًا ويصعب إصلاح هذه العادة. إليكم أهم حجج للطفل المماطل واللامبالي. حددوا الحجج التي تنطبق على طفلكم مع الاستراتيجية المناسبة للحد من المماطلة واللامبالاة. كل استراتيجية تتطلب ثباتاً والتزاماً، لذا لا تماطلوا أو تستسلموا!
العذر الأول للكسول: “لا أستطيع إيجاد فرضي!”
عادة ما يكون الأطفال المماطلين غير مرتبين، فيستغرقون وقتاً أطول في إيجاد الأشياء المطلوبة أثناء الدرس. عادة ما تكون الواجبات المدرسة في غير محلها أو لا يتم تسليمها. الحلول:
استعملوا أدوات للترتيب للمساعدة في معالجة هذا السلوك!
ضعوا خطافًا أو صندوقًا بجانب الباب الأمامي مع اثنين من المجلدات السميكة على الحائط. اكتبوا على واحد منهما “للإنجاز” وعلى الآخر “مُنجز”. علموا الطفل فتح حقيبة ظهره فور الوصول إلى المنزل، ومن ثم أخذ الواجبات المدرسية منها ووضعها في مجلد “للإنجاز”، وبعدها يعلقها على الخطاف أو في الصندوق.
أزله بأسرع وقت ممكن! عليه وضع الواجب عندما ينتهي من إنجازه في مجلد “منجز” (عليكم التأكد من عمله فالكسول عادةً لا يبذل أفضل ما لديه، لذا تأكدوا من المجهود الذي بذله). عندها يأخذ الطفل “العمل المنجز” ويضعه في حقيبته.
يجب أن يصبح هذا الإجراء روتينياً (تدرب، تدرب، تدرب) حتى لا تعود بحاجة إلى تذكير طفلك.
العذر الثاني للكسول: “نسيت!” “لم تقل لي.”
عادة ما يتصف المماطلون بالمهارات التنظيمية السيئة، فهم لم يعتادوا على تدوين الأشياء. بالتالي هم يستغرقون وقتاّ أطول لمعرفة ما كان عليهم أن يفعلوا أو ينسون عدة الرياضة أو يتّكلون على الآخرين لتذكيرهم. يكمن دوركم في أن تكونوا المشجعين لطفلكم وليس مدراءهم. حالما يتعلم طفلكم مهارات التنظيم، تنحوا جانباً. شعاركم: “لا تفعلوا لطفلكم ما يمكن أن يفعله لنفسه”.
علقوا في موقع مركزي لوحاً أبيض مكتوب عليه أيام الأسبوع (واحرصوا على أن يساعدكم طفلكم على تعليقه). علموا طفلكم كتابة أو رسم الواجبات المتكررة في اليوم المناسب (الاثنين: كرة القدم، الثلاثاء: امتحان الإملاء، مع إضافة المهام الجديدة عند الحاجة (رحلة ميدانية يوم الخميس)). قوموا بتنبيه الطفل إلى استعمال المنظم يوميًا “ماذا عليك أن تفعل؟” حتى يعتاد طفلك على هذه العادة.
استعملوا كتاباً يحتوي على تواريخ أو منظم. يمكن للأطفال الأكبر سنّا نقل المهام إلى دفتر صغير يحتوي على تواريخ مع صفحة لكل يوم دراسي وتخزينها في حقيبة الظهر واستخدام ميزة التنبيه على الهاتف الخلوي أو الكمبيوتر كتذكير مرافق. بمجرد تعليم المهارة، يجب أن يكون طفلكم هو الذي يقوم بإدخال البيانات.
العذر الثالث للكسول: “لا اعرف ماذا عليَ فعله أولاً!”
غالبًا ما يؤجل المماطلون لأنهم غارقون في مشروع أو لديهم “الكثير” من المهام التي لا يعرفون كيفية البدء بها. يمكن أن يؤدي تعليمهم كيفية تحديد أولويات المهام التي عليهم الشروع بها إلى التوقف عن التأجيل. جربوا هذه الحلول:
تحديد أولويات المهام: ساعدوا طفلكم على تقسيم مشروع كبير أو تقرير أو مهمة ليلية إلى مهام أصغر. اسألوا “ما الأشياء التي يجب إنجازها؟” ثم اجعلوه يكتب كل مهمة أو يرسمها على ورق الملاحظات اللاصقة، ثم يكدسها بالترتيب من أول شيء إلى آخر شيء يجب القيام به. يمكنه فيما بعد أن يتعلم عمل قوائم وشطب البنود المنجزة، لكن القائمة الطويلة قد تبدو شاقة للمماطل.
ضعوا قواعد للعمل! يحتاج الأطفال الذين يؤجلون الأشياء دائمًا إلى معايير عمل واضحة لأنهم يفتقرون إلى الدافع الذاتي الداخلي. لذا ضعوا قواعد منزلية “الأشياء الأولى أولاً” ثم عززوها باستمرار. “اعمل أولاً، ثم العب”. الواجب المدرسي ثم التلفاز.”
تخلصوا من الأشياء التي تشتت انتباهه. ساعدوا طفلكم على تحديد الأشياء التي من المحتمل أن تشتت انتباهه عن إنجاز المهام مثل هاتفه، أو التلفاز القريب، أو بعض الألعاب. ضعوها بعيدًا عن الأنظار حتى تُنجز المهمة.
العذر الرابع للكسول: “إنه صعب للغاية!”
يقلق بعض الأطفال عندما يشعرون أنهم لن يتمكنوا من إكمال مهام كثيرة أبدًا. غالبًا ما يواجه الكسولون صعوبة في الالتزام بمهمة ما، وبالتالي يتخلون عنها أو يؤجلونها. جربوا هذه الأفكار لمساعدتهم على الشعور بأن لديهم مسؤولية وأن المهمة قابلة للتنفيذ:
“تقسيم” المهمة إلى أجزاء يمكن إدارتها بشكل أفضل. علموا صغيركم كيفية تقسيم واجباته المدرسية إلى أجزاء أصغر واطلبوا منه أن ينجز “جزءاً واحداً في كل مرة”. قوموا بزيادة حجم كل جزء بعد أن يكمل طفلك بعض المهام بنجاح. تدريجيًا، سيتعلم الطفل تقسيم أي مهمة إلى أجزاء أصغر يمكن التحكم فيها.
إذا ظهر طفلكم مغلوباً على أمره من كثرة الواجبات، عندها علموه أن يغطي صفحة الواجب المنزلي بقطعة أخرى من الورق. يخفض الطفل الصفحة للأسفل ليكشف عن القسم التالي عند اكتمال السابق.
علموا الطفل الأكبر سنًا أن يقوم بتدوين المهام في الملاحظات اللاصقة، ثم ترتيبها ورمي كل منها بعيدًا عندما ينتهي منها.
“أنجز العمل الأصعب أولا”. سيكون لدى الطفل المزيد من الطاقة لأنها المهمة الأولى، وحالما ينتهي يمكنه البدء بالمهام الأسهل.
جهد الضغط النفسي. يبدأ المماطلون في الاعتماد على المكافآت، لذا افطموا ابنكم عنها. بدلاً من ذلك، ابدأوا بتعزيز إنتاجية الطفل ومبادرته وجهده. إن استخدام المديح الصحيح الذي يعزز بذل الجهد والعمل الجاد يزيد في الواقع من المثابرة لدى طفلكم.
لا تنقذه! غالبا ما يتوقع الكسولون الإنقاذ، لذلك لا يبذلون قصارى جهدهم لأنهم على معرفة بأن شخصاً ما (هو “أنت”) سيقوم بإنقاذه.
العذر الخامس للكسول: “”لقد عملت طويلاً بما فيه الكفاية!”
غالباً ما ينجز الكسولون أعمالهم بشكل مختصر أو لا يلتزمون بمهمة طويلة بما يكفي في كثير من الأحيان بسبب ضعف الإحساس الداخلي بالوقت، لذلك يعتقدون أنهم عملوا لفترة أطول مما فعلوا. حلول:
استعملوا المنبهات والساعات: اتفقوا على وقت العمل المحدد لتقليل الأعذار “قراءة 30 دقيقة كل ليلة”. ثم قوموا بتوفير جهاز للوقت لمساعدة الطفل على أن يصبح ضابط الوقت الخاص به: مؤقت رملي، مؤقت فرن. أما للطفل الأكبر سنًا: ساعة التوقيف، منبه الهاتف الخلوي. سوف تتذمرون بشكل أقل وسيذكر المؤقت الطفل بالوقت الذي يحتاجه للعمل.
العب “تغلب على الساعة”. إذا كنتم تريدون من طفلكم المسوَف أن ينجز أمراً على عجلة، توجهوا نحو استخدام لعبة وقت. تحدوا طفلكم: “دعونا نرى مدى السرعة التي يمكنك بها إنهاء تلك الورقة. عيّر الساعة وانطلق!” بدلوا الأدوار ببطء: “هل تحديت نفسك لترى كم عدد المسائل التي يمكنك إنهاؤها في 30 دقيقة؟”
يتطلب تغيير أسلوب المماطل التزامًا لذلك التزموا به. هدفكم هو فطامه تدريجيًا عن طرقه القديمة في تأجيل الأشياء واختصار المهام. وهذه هي الخطوات الحاسمة التي ستزرع الثقة وتساعد الأطفال على تعلم المثابرة -اثنتان من نقاط القوة السبع المهمة للشخصية التي ثبت أنها تساعد الأطفال على أن يصبحوا رائدين!