أشجان فطافطة (23 عامًا) من بلدة ترقوميا غرب الخليل، جنوب الضفة الغربية، الأبنة البكر لعائلة مكونة من 10 أفراد، أم وأب و8 أبناء. ومنذ نعومة أظفارها، تمتعت أشجان بحس عال من المسؤولية والاعتماد على النفس، مما منحها مهارات القيادة والإدارة. وأنهت دراستها الثانوية في مدارس بلدتها ترقوميا، قبل أن تلتحق بكلية الآداب في جامعة الخليل عام 2016، حيث تخصصت في مجال السياحة والآثار، لتحصل على شهادة البكالوريوس وتتخرج بتقدير جيد جدًا عام 2020.
تقول فطافطة: “بعد تخرجي سعيت إلى خلق فرصتي بذاتي، فأنا أرى نفسي إنسانة طموحة أسعى دائمًا إلى النجاح والتميز”. ولتحقق هذا المسعى، التحقت أشجان في العديد من الدورات التدريبية التي ساعدت في صقل شخصيتها وزيادة معرفتها وخبرتها في مجالات مختلفة، تعدت تخصصها في السياحة والآثار، من ضمنها دورات في مجال ترميم الخشب والنجارة وإدارة المتاحف والتجارة الالكترونية والتسويق وإدارة وكالات السفر والرحلات السياحية.
وعلى الصعيد المجتمعي، انخرطت أشجان في الأعمال التطوعية المختلفة خلال فترة دراستها الجامعية وبعد تخرجها، حيث انضمت إلى نادي نسوي ترقوميا وشاركت في مختلف الأنشطة التي ينفذها.
وتوضح فطافطة: “التحقت بدورة مختصة في الخشب والنجارة مدتها ثلاثة أشهر في عام 2018، هدفت إلى الاستفادة من المخلفات الخشبية وإعادة ترميمها من أجل حماية البيئة، واختتمت بتنظيم معرض ناجح في بلدة بيت كاحل لعرض المنتجات الخشبية التي أنجزت خلال الدورة”.
وتضيف: “كما واظبت على المشاركة في معرض خاص ينظمه قسم السياحة والآثار في الجامعة، يختص بالآثار والأعمال اليدوية والأكلات الشعبية لمدة خمس أيام في كل عام، وشاركت بحفرية أثرية من خلال مساق عملي بالجامعة بخربة مانعين في حلحول بالتعاون ما بين وزارة السياحة والآثار وجامعة الخليل”.
وعقب تخرجها بفترة قصيرة، عملت أشجان في مكتب تأمین كمساعدة إدارية لمدة ثمانية شهور، قبل أن تعاني من شبح البطالة بعد أن فشلت كل محاولاتها في الحصول على فرصة عمل جديدة، حالها كحال نسبة كبيرة من الشابات والشبان في فلسطين.
لم تقف أشجان مكتوفة اليدين، وواصلت مسيرتها التطوعية من خلال نادي نسوي ترقوميا، وعبر مشروع “منارات” الذي ينفذه اتحاد جمعيات الشابات المسيحية في فلسطين، بتمويل من صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني وبالشراكة مع عدة مؤسسات محلية في ثماني مناطق في محافظة الخليل.
ويهدف المشروع إلى تمكين وتعزيز قدرات ومهارات ثماني مؤسسات مجتمعية نسوية و160 شابة حتى يتمكن من المنافسة في سوق العمل والوصول إلى مصادر الدخل والحياة الكريمة.
ويستهدف المشروع مؤسسات المجتمع المحلي، تحديدًا المراكز النسوية والجمعيات التعاونية والخيرية، بالإضافة إلى الشابات الباحثات عن العمل في الفئة العمرية 18-28 عامًا في التجمعات المستهدفة.
واستفادت أشجان من مشروع “منارات” إلى جانب خمس شابات قياديات من بلدتها، يسعين إلى النهوض بواقع النساء في مجتمعهن، عبر تطويرهن مشروعًا للأعمال اليدوية.
وتقول فطافطة: “ساهم المشروع في تعزيز ثقتي بنفسي والتفكير الإيجابي، وتنمية مهاراتي القيادية والاجتماعية، إلى جانب دوره في التمكين الاقتصادي لي وللشابات المشاركات والمستفيدات”.
وتضيف: “اخترنا مشروع الأعمال اليدوية لأهميته وقدرته العالية على تحقيق العائد المادي للعاملين به، حيث يتم الاعتماد علی خامات بسيطة يتم مزجها بأساليب احترافية لينتج عنها أعمالا مبتكرة وذات أشكال راقية يتهافت الناس على شرائها”.
ونجح المشروع في اجتذاب مجموعة من شابات ترقوميا يمتلكن مواهب وخبرات متعددة، لينتجن أعمالًا يدوية لحفلات أعياد الميلاد والتخرج والزفاف، إلى جانب الطباعة على الأكواب والسترات، وانتاج علب الهدايا المختلفة بأسلوب فريد ومبتكر.
كما يتضمن المشروع أشغالا يدوية باستخدام الصوف، واكسسوارات وعمل سلال وإطارات خشب، وحفر ورسم على الخشب باستخدام الليزر والألوان، والتطريز اليدوي، إضافة إلى استخدام مادة “الريزن” لتصميم منتجات بطريقة حديثة، وتأجير الأعمال اليدوية من طبلات ودلات قهوة وسلال تراثية للمناسبات المختلفة.
وتطمح أشجان وزميلاتها في المشروع، بامتلاك متجرًا خاصًا لعرض وبيع منتجاتهن، والوصول إلى شريحة أكبر من الزبائن، ويأملن في المستقبل أن تصل منتجاتهن التي يصنعنها في المنزل إلى جميع أنحاء العالم.
وتقول فطافطة: “شاركت من خلال مشروع منارات في العديد من تدريبات المهارات الشخصية، التخطيط الاستراتيجي، الريادة وادارة الأعمال، والتجارة الإلكترونية. وأسعى إلى بدء مشروع خاص يكون مدرًا للدخل ويساهم في تنمية المجتمع وخلق فرص عمل لنساء وشابات البلدة العاطلات عن العمل”.
نقلا عن موقع https://ywca.ps/