كتب /محروس باحسين
شكلت المرأة اليمنية أنموذجًا في مجابهة كوفيد 19 مع ظهور أول حالة في اليمن في التاسع من إبريل 2020م ، وفي ظل المخاوف من الجينات المميتة للفيروس، وفي ظل التحديات الصعبة التي واجهت المرأة اليمنية أثناء القيام بمجابهة الوباء، برزت المرأة اليمنية أنها قادرة على خوض هذه المواجهة مع الموجات الأولى للفيروس خاصة وأن الفيروس لا يرحم لا كبير ولا صغير، لكن بالصمود والتحدي استطاعت المرأة اليمنية على تحمل تبعات هذا الوباء وحققت انتصارات كبيرة على رغم من ضعف الإمكانيات وضعف أدوات السلامة المهنية، وعدم وجود محاجر آمنه تزخر بكافة الأدوات الطبية لاستقبال عدد كبير من الحالات حيث يتواجد في المحجر الصحي في محافظة حضرموت حوالي 150سرير مجهز فقط لاستقبال الحالات المصابة بالوباء، ويعد المحجر صغير جداً مقارنة بالتعدد السكاني لمحافظة حضرموت .
وبسبب الظروف الاستثنائية والحروب الضروسة التي ألقت بظلالها القاتمة على اليمن، وعدم وجود متطلبات المواطن اليمني من الغذاء والدواء مع وجود نقص في شحة المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات الدولية، أصبحت اليمن من الدول المهددة بالفيروس، وفق لتقرير منظمة الصحة العالمية أن هناك الكثير من المواطنين مهددة حياتهم بالخطر بسبب انتشار وباء كوفيد 19.
في التاسع من إبريل كان يوم غير عادي على سكان اليمن مع ظهور أول حالة في شرق البلاد تحديدًا محافظة حضرموت في مدينة الشحر، كان الوضع قلق جدًا خاصة كيف بالإمكان مواجهة هذا الفيروس في ظل شحة الإمكانيات.
تقول الدكتورة رولا باظريس مديرة الترصد الوبائي بمكتب الصحة والسكان بساحل حضرموت وأول امرأة تقوم بمعاينة الحالة في اليمن : “تلقيت اتصالاً في تمام الساعة 12:00الظهر بتوقيت اليمن من قبل الدكتور رياض الجريري المدير السابق لمكتب الصحة والسكان بساحل محافظة حضرموت رحمة الله عليه ،لكي يخبرني عن النتائج الأولية لظهور أول حالة في اليمن ولكن ننتظر التأكيد في تمام الساعة الرابعة عصراً ،وفي تمام الساعة 5:00م انطلقت مباشرة صوب مدينة الشحر برفقة المختبري أحمد بارشيد الذي قام بسحب العينة الأولى للحالة وسائق السيارة فهمي الكاندا وكان الدكتور رياض الجريري بعدنا بخطوة بالسيارة لكي يطمئننا بتواجده معنا، وتم الدخول إلى المرفق الصحي بمدينة الشحر وتم مقابلة الحالة المشتبه بها وأخذنا المعلومات والبيانات ،وتم جمع العينة وأرسلت الى وحدة التشخيص الجزيئية بالمكلا
وبعدها بساعات تم الاجتماع مع مدير مكتب الصحة والسكان د. رياض الجريري مدير عام م الشحر سابقا م. امين بارزيق و مدير المرفق الصحي بمديرية الشحر د. زاهر بامطرف والطبيب المختص د. أحمد بابقي ومدير مكتب الصحة بمديرية الشحر د. عمر الصبان ،وكنت أحد الحاضرين من جانب اختصاصي، ومن جانب المرأة مع الدكتورة . لينا عمر خنبري
إذ تم سحب عينة مزدوجة وأرسلت فورا الى وحدة الPCR
بالمكلا ليجري لها فحص مرة أخرى تحت يد المختبري فؤاد بازومح و بتوجيهات حكيمة وخطوات ثابتة ما هي إلا ساعات أثبتت النتيجة النهائية في تمام الساعة 12 منتصف الليل بوجود فحص إيجابي بإصابة الحالة، بعدها أعلنت وزارة الصحة اليمنية عن ظهور أول حالة في اليمن مصابة بفيروس كورونا ،كانت تجربة جميلة بنسبة لي كامرأة تتحدى تلك الصعاب لكن لمساواة بالضمير الإنساني و الأخلاقي تجاه انقاذ حياة الكثير من الأرواح والحفاظ على البشرية ،خاصة مع تفادي بروحي في المخاطر المحدقة للفيروس .
كانت الإجراءات الاحترازية صارمة بعد الاعلان عن وصول الجائحة في اليمن من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية وفرض حظر التجوال وعزل أكثر من 200شخص من الذين اختلطت أجسادهم بالحالة وتم تكثيف المعقمات وتنظيف الاماكن المشبوهة تحسباً الانتشار عدد كبير من المصابين وعدم قدرت المراكز الصحية لاستقبالهم.
فيما يقوم فريق الترصد والاستجابة بمكتب وزارة الصحة والسكان بساحل حضرموت نقوم بتلقي البلاغ بوجود حالة اشتباه بالكوفيد 19 البلاغ قد يكون من المرفق الصحي او من المجتمع ،وبعدها يتم نزول فريق الاستجابة والذي تم إعادة ترتيب الفريق بحيث يكون مكون من شخصين طبيب او مساعد طبيب و فني مختبر ، ويتم تقسيم كل مديرية الى 8 مربعات على مستوى ساحل حضرموت ويتم توزيع الفرق على الموجودة في المربعات
حيث أن البلاغ يوصل إلى قسم الترصد وبعدها يتم توجيه الفرق للنزول للمنازل او المرافق الصحية لاخذ العينة وايصالها الى وحدة التشخيص الجزيئية وتقييم الحالة وصرف العلاج حسب الامكانات المتاحة او إحالة الحالة الى مركز المعالجة
تصل نتائج الفحص الى مدير الترصد بالمحافظة ومنه يتم ابلاغ المريض او المرفق الصحي بالنتائج
وهي المهمة الأصعب للفريق ان تبلغ المريض او المرافق بالنتيجة المؤكدة مع وجود انكار ولوجود المرض
والخوف من المضاعفات ورفض الرقود في مراكز المعالجة ،ومع انتشار الشائعات في أثناء الأزمة أثرت على المواطنين من حيث التصديق وتكذيب المرض،وبسبب انتشار الشائعة بعدم وجود فيروس والتأمر على اللقاحات تسرع مكتب وزارة الصحة والسكان بساحل حضرموت حضرموت بإطلاق منصة على السوشل ميديا تحت مسمي وعي من أجل نشر النصائح والتقارير بالحالات من زراعة الوعي في نفوس بعض المواطنين الذين لا يصدقون وجود الفيروس.
فيما أدلت الدكتورة ريم بامهدي من اول النساء اللواتي تولين منصب قيادة مستشفى حميات في اليمن الخاص بحالات العزل أبان فيروس كورونا أن جميع طاقم الجيش الأبيض أحشد قواته اتجاه مواجهة الوباء على رغم من ضعف الإمكانيات وعدم توفير الاحتياجات التي يحتاجها المستشفى لأن قبل أن أكون مديرة المستشفى كنت أحد الطاقم الذين استقبلوا الحالات داخل المحجر ،حيث تركنا اولادنا وتوجهنا لأنقاذ حياة الناس والحالات الإنسانية التي ألحق بها الدمار الصحي ونفسي بسبب هذا الفيروس الخطير،واستطاع الجيش الأبيض تقديم صورة نمطية جميلة اتجاه الحفاظ على حياة الناس وهناك حالات من الطاقم تعرضت لنقل العدوة من المرضى الذين يتعالجون داخل المحجر بسبب ضعف الإمكانيات وعدم وجود دورات تأهيلية دورية للطاقم.
( تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH/ JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا )