تذكيرٌ جديد بالقوة المُسيطرة على العالم: (الثمانية) بمواصفاتٍ عالمية لتركي آل الشيخ
بقلم: هبه ملحم*
“تقنياتٌ للعنف والفساد والربح: التنظيم والاستمرارية “
قد تلجأ القوى المُسيطرة على العالم إلى ما يُعرَف بالحرب الوقائية لحماية نفسها من أي خطرٍ مُحتمَل، وهذا ينسجم مع مبدأ بوش ( The Bush Doctrine ) والذي يُعَد ثالث نظرية في تفسير الدفاع الشرعي عن النفس، لكنها نظرية مرفوضة في القانون الدولي، وهذا ما يُفسّر الهَبّات الإجرامية التي تقوم بها تلك القوى/ المنظمات/ الجماعات، ومن بينها الخيالية: “الثمانية “!
إنّ (الثمانية ) هو عمل أو “تصميم ” بطابع عسكري، دقيق، مُتعدد الأقسام، مرتّب جداً، وكأنك ترى خريطة أو تقرأ رواية، وقد تضطر إلى تجميع الخيوط أكثر من مرة حتى تفهم الفكرة من بعض المشاهد، وبعض الحوارات!
وفي هذا الخصوص تحدث الفنان خالد الصاوي: أننا إذا افتقدنا الجزء النظامي الذي يشبه العسكري في أي عمل جماعي بمهنة التمثيل؛ فإنّ هذا يعطل العمل على الفور. كما أشار إلى أنّ المستشار تركي آل الشيخ لديه طاقة تشعرك أنّ كل شيء ممكن ونستطيع تحقيق ما نريد، وهو ما حدث في مسلسل الثمانية.
يأتي (الثمانية ) كعمل درامي عربي دولي مشترك من كتابة تركي آل الشيخ وإخراج أحمد مدحت، وبطولة آسر ياسين وخالد الصاوي ونجوم آخرين؛ كمحاولة لحل لغز الثمانية وهي جماعة أو عصابة إجرامية دولية لها وشمها الخاص المعتمد لدى أعضائها الذين يمارسون الجريمة بلا رحمة، لكن في ظاهرهم هُم أناسٌ مرموقون في المجتمع لهم صورتهم الاجتماعية التي يسعون للحفاظ عليها، من خلال المشاريع الخيرية التي يقومون بها.
“تذكير مستمر بوجود جماعة مُسيطرة على العالم “
ولكن هل الجماعة التي ترتكب الجريمة المنظمة في العالم والجماعات الإرهابية، هي ذاتها القوة المسيطرة على العالم! لا أظن ذلك، لأنّ الأخيرة أكبر من ذلك بكثير، هي تنظيم وبناء، ومال، وقانون “بمنافذه وخروقاته “، وإعلام واتصال.
على مر التاريخ كانت هناك جماعة مسيطرة على العالم تبنيه في الخفاء، أو تبني مدناً في الخفاء وجيشاً خاصاً بها، بأفكارها ودينها وأخلاقها! وكثيراً ما تم ربطها ببعض المظاهر مثل بناء الأهرامات أو بناء الهيكل أو ربطهم بفرسان الهيكل، والبعض رآها ولا زال بأنها مثل الحبل السُّري الذي يغذّي الروح والجسد بالمطلوب لحياة سليمة تامة من أجل الوصول إلى النور والبدء الفعلي بالحركة والبناء لصالح هذا العالم.
إنّ ما سبَق؛ يستدعي تفعيلَ دور مؤسسات المجتمع المدني الاجتماعية والتعليمية والحقوقية والبيئية وغيرها، في القيام بأدوارها المختصة، والمُسارَعة في تحقيق أهدافها في سبيل دعم التنمية في دول العالم بما فيها الدول العربية والتخفيف من مظاهر الإرهاب والسلوك الإجرامي المُنظّم لديها. فحتى وإن تم تعزيز التعاون الدولي والتنسيق بين اللجان المختصة لمكافحة الجرائم المُنظمة والإرهاب؛ إلا أنّه يظل هناك تقصير في النهج المُتبّع، وتراجع في الخطوات التي غالباً ما تكون هناك أسبقية فيها لصالح تلك الجماعات.
كما يتطلب الأمر التركيز على المواطن والاستثمار فيه؛ عبر بناء حملاتٍ على مستوىً وطني تنادي بالمباديء الدينية والإنسانية والأخلاقية والثقافية بحيث تساهم في تشكيل الوعي الذاتي للمُتلقي ونبذ العنف بأشكاله المختلفة، وهو ما يُعتبر تطبيقاً فعلياً وأكثر قرباً من المواطِن المستهَدف وبالتالي التزام حقيقي بالمواثيق الدولية مثل ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقية العربية لمكافحة الجريمة المُنظمة عبر الحدود الوطنية.
______
الإعلامية هبه ملحم
*خبرة مهنية لأكثر من 10 أعوام في المجال الإعلامي، و7 أعوام في مجال إعداد الأبحاث، و4 أعوام في مجال المشاريع والتخطيط الاستراتيجي، وكذلك مشاركة المجتمع ودراسات النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان، وتقييم الاحتياجات. قامت مؤخراً بإعداد كتاب بعنوان: واقع الإعلام الثقافي في فلسطين وأثره على تشكيل الوعي الجماعي، قيد النشر وحفل توقيع الكتاب سيكون على هامش معرض فلسطين الدولي للكتاب المقرر تنفيذه في سبتمبر 2022، وبناء مشروع جائزة فلسطين للصحافة والإعلام 2012، لصالح نقابة الصحفيين، برعاية سيادة الرئيس محمود عباس، وبتمويل من صندوق الاستثمار الفلسطيني والوطنية موبايل (أوريدو حالياً )، فلسطين.