انطلاق فعاليات مساقات “ستيم” التعليمية ضمن مشروع “طفل مبدع مستقبل مشرق” في مؤسسة عبد المحسن القطان
أطلقت وحدة التكون التربويّ– برنامج الثقافة والتربية في مؤسّسة عبد المحسن القطّان ووزارة التربية والتعليم، الثلاثاء 16/8/2022 في مقر المؤسسة برام الله برنامج مساقات تعليم “ستيم” ضمن مساقات الدورة الثانية من مشروع “طفل مبدع .. مستقبل مشرق” وبتمويل مشارك من مؤسسة دروسوس.
ويشارك في مساقات “ستيم” الصيفية التدريبية والتي تأتي في سياق برنامج التكون المهني للمعلمين، 30 معلمة ومعلم من مناطق مختلفة في فلسطين بمن فيهم معلمون من قطاع غزة، بإشراف الخبيرين في تعليم “ستيم” بيتر ودريب، وبيتر كيرشمان من جامعة ويسكانسون ماديسان في الولايات المتحدة.
وسيتناول المساق مقدمة في توجهات “ستيم”، وعرض مبادئ “ستيم”، بالإضافة إلى بناء أنشطة تراعي معايير التعلم ضمن هذا التوجه، كما يهدف المساق إلى تعريف المشاركين بتوجهات تعليم “ستيم” والتعرف على برمجيات مختلفة تساند تعليم “ستيم”.
وأكد الدكتور نادر وهبة، مدير وحدة التكون التربوي في مؤسسة عبد المحسن القطان والمسؤول عن هذه المساقات، أن مساقات “ستيم” التعليمية تعد مشروعاً جديداً ضمن مسار العلوم والتكنولوجيا داخل وحدة التكون التربوي يتم إنشاؤه حاليا بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ويركز على التعليم التكاملي بين مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات ويوفر فرصة للطلبة للعمل معاً وبشكل عملي في مشاريع إبداعية توظف المبادئ والمفاهيم والمهارات المختلفة في هذه الحقول.
وقال وهبة: “إن المساق الذي سيتواصل على مدار ثلاثة أيام يهدف للتعريف أكثر عن مشروع “ستيم” وما هي التوجهات الخاصة به”، وأضاف: “نحن نقوم ببناء هذه التوجهات في السياق الفلسطيني واحتياجات التعلم والتعليم الفلسطيني”.
وتابع وهبة: “أن تعليم “ستيم” هو حقل جدليٌّ مؤطر بتوجهات فكرية مختلفة، دخل فلسطين مؤخراً وأصبح ذو اهتمام واسع في الأروقة التربوية، فهو يوظف استراتيجيات تعليمية مختلفة مثل الاستقصاء والتفكير التصميمي ومبادئ التعلم عبر المشروع والثقافة العلمية وأدوات العلوم ومهارات القرن الواحد والعشرين وغيرها، بحيث يكون الطالب هو صاحب الفكرة والمنتج بإسناد وتعاون المعلم، وما يجمعها هو سياق واقعي قوي أو مشكلة حياتيه يومية”.
وأضاف وهبة: “نحاول في هذا المشروع أن نضيف بصمة جديدة نضيء فيها على القضايا العلمية الاجتماعية التي نعيشها سواء تلك المحلية أو العالمية، ونوظف القيم الإنسانية التي يجب أن تقود التقدم العلمي والتكنولوجي”.
وما يميز هذا المسار أنه بدأ بمرحلة تجريبية مع مجموعة مصغرة من المعلمين وعددهم 12 من الضفة وغزة قاموا بإعداد مسودة دليل في تعليم “ستيم” بإشراف وحدة التكون التربوي ووضعوا المبادئ الأساسية لهذا التوجه وحددوا أدوار المعلمين والطلبة، واقترحوا أنشطة ومعايير تحقق هذه المبادئ، وسيكون لهؤلاء المعلمين دوراً رئيسياً في نقل خبرتهم لزملائهم المشاركين في هذه المساقات.
وبحسب مدير وحدة التكون التربوي، فإنه خلال هذه اللقاءات سيتم بناء مختبر “فاب لاب” يتوفر فيه الأدوات اللازمة حتى يستطيع الأطفال من مدارس مختلفة العمل على هذا التوجه.
وقالت المعلمة ندى الأشقر، الملتحقة بمسار التعلم عبر المشروع ضمن برنامج طفل مبدع مستقبل مشرق والقادمة من مدينة سلفيت للمشاركة في مساقات “ستيم”: “إن المشاركة في هذه المساقات تعتبر مهمة بالنسبة لي، كون مفهوم “ستيم” يعد مفهوما جديدا على التعليم في فلسطين حيث بدأت مؤسسة عبد المحسن القطان وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية تبنيه”.
وأضافت الأشقر: “جئت إلى هنا كوني أحب أن أكون من الأوائل في التدرب على موضوع ستيم ومن ثم التدريب عليه، وأتوقع طبعا أنت ينعكس ذلك على طريقة وأسلوب تدريسي لطالباتي”.
وأشارت إلى أن هذا المشروع يؤدي حتما لتحسين مستوى التحصيل للطالبات وانجذابهم نحو الحصة ومواضيع التعلم ويسهل ربطها أكثر بالقضايا المجتمعية والحياة الواقعية، كما أن موضوع steam مرتبط في تخصصها كمهندسة تدرس مادة التكنولوجيا.
وشددت على أهمية البرنامج والمشروع وقالت الأشقر: “الموضوع جميل وقيّم والتدريب مع القطان تجربة جميلة وفريدة”.
بدوره، أوضح الأستاذ إياد نبتيتي، والقادم للمشاركة في مساقات “ستيم” من مدينة الخليل قائلا: “شاركت في كثير من التدريبات ذات علاقة لكن هذه المشاركة هي أهم مشاركة كونها أضافت لي الكثير من المعرفة والمهارات وساعدتني بالانتقال بالتفكير من معلم منفذ إلى معلم متأمل مبدع غير تقليدي يرشد الطالب ويجعل من العملية التعليمية عملية ممتعة فعالة منتجة”.
وأضاف: “لي الشرف كوني أحد الفريق الرئيسي الذي تم تدريبه بوجود الخبراء من أمريكا للخروج بدليل مرشد لزملائنا في تبني STEAM وأتوقع بعد هذا البرنامج الرائع نتائج رائعة في عملي بكل مكوناته”.
من ناحيتها، أكدت المعلمة أزهار دراغمة من طوباس، أن هذه المساقات تسهم في تعلم كيفية دمج التعليم وربطه بواقع الحياة عن طريق تقديم تجارب تعليمية ذات معنى وربطه بما يتعلمه الطالب، من خلال تعلم تجربة جديدة ومشاركتها مع الزملاء المشاركين.
وقالت دراغمة: “سأبدأ التغيير من أسلوب تدريسي هذا العام الدراسي وبداية مرحلة جديدة في التعليم ومتشوقة لرد فعل طلبتي لهذا التغير، كما سأعمل على محاولة جذب المعلمين غير المشاركين بهذا المشروع وتشجيعهم لخوض هذه التجربة الممتعة.