بلا مساجد وبطعم الفقد والنزوح رمضان حزين يطل على قطاع غزة..
كتبت ميس حسون
يصادف يوم غد الاثنين الحادي عشر من أذار اول ايام شهر رمضان المبارك, وفي الوقت الذي يحتفل فيه كل العالم بقدوم الشهر الفضيل بالزينة والطقوس الدينية والاجتماعية ,هناك في الشق الاخر من العالم غزة التي تباد منذ اكثر من 5 اشهر , ويُمارس بحق اهلها كل انواع القتل والدمار والفقد والنزوح.
دمر الاحتلال الاسرائيلي كافة المرافق والمباني والمؤسسات والمنازل والمساجد وكل ما له علاقة في تدعيم صمود المواطن واستمرار حياته .
شهر رمضان هذا العام مختلف ايضا على قطاع غزة ففي مقاطع كثيرة موثقة يتسائل الناس في غزة بمختلف اعمارهم واجناسهم كيف سيحل الشهر الكريم على الناس وحال القطاع يرثى له في ظل الدمارالهائل الذي يحيط به , فلا مساجد ولا محال تجارية ولا اسواق تعج بالناس ولا حتى ايضا مواد تموينية وصحية متوفرة , فالقطاع يعاني من مجاعة ممنهجة يمارسها جيش الاحتلال الاسرائيلي على 2.4 مليون مواطن في قطاع غزة.
شبح المجاعة يُرعب اهالي غزة في رمضان ..
في ظل حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي على اهالي قطاع غزة وخاصة في مناطق الشمال المحاصر الذي يعاني ما يقرب من 800 الف نسمة فيه من الجوع المُدقع الذي دق ناقوس الخطر وتجاوز حدود المعقول في ظل صمت عالمي.
وبناء على تصريح من وزارة الصحة في غزة اكدت فيه ارتفاع حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف الى 25 شهيد في قطاع غزة حتى تاريخ هذا اليوم .
وفي مقاطع عدة موثقة يتسائل الغزيين وخاصة في المناطق الاكثر جوعا كيف سيستقبلون شهر رمضان في ظل تفاقم هذه الازمة وعدم توافر المواد الغذائية اللازمة , داعيين العالم الى التحرك الفوري والعاجل لادخال المساعدات وفك الحصار وضمان وصولها الى كافة مناطق القطاع عبر الممرات البرية منتقدين عمليات الانزال الجوي التي تسببت مؤخرا بمقتل 5 مواطنين نتيجة خلل في مظلات صناديق المساعدات.
فرحة وطقوس دينية مبتورة…
منذ السابع من اكتوبر من العام الماضي تستمر الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة والتي طالت ألاتها كل ما من شأنه المساعدة في استمرار وتدعيم الحياة, اغتالت الصواريخ والة الحرب دور العبادة في قطاع غزة ولم يتبقى الا القليل منها يمكن للناس الصلاة فيه واقامة طقوسهم الدينية خلال شهر رمضان المبارك.
اعلنت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في غزة في بيان لها ان الجيش الاسرائيلي دمر الف مسجد واغتال اكثر من 100 داعية وخطيب في القطاع .
واشارت الوزارة في بيانها الى ان الاحتلال الاسرائيلي دمر كلياً او جزئياً الف مسجد من اصل 1200 بما في ذلك المساجد الاثرية التي كانت تحمل عبق التاريخ وتجسد عراقة الهوية الفلسطينية , ولم تسلم الكنائس ايضا حيث دمر الاحتلال كنيسة الروم الارثوذكس وعدة مرافق ادارية ولجان زكاة ومدارس تعليم القران ومقر البنك الوقفي.
وخلال مقاطع موثقة عديدة ظهرت والغزيين يؤدوون الصلاة في الطرقات وعلى انقاض دور العبادة المدمرة , وعبر البعض منهم عن الحزن الذي يعتريهم بسبب فقدان المساجد وافتقادهم لصوت الاذان الغائب في ظل الحرب المستمرة على القطاع .
وعبر الغزيين خلال المقاطع الموثقة عن فرحتهم المنقوصة بقدوم الشهر الفضيل الذي يحل عليهم في حالة من الفقد المؤلم لافراد عائلاتهم , وغياب ادائهم للطقوس الدينية والاجتماعية.
صمود وتحدي…
ورغم كل المأسي والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها اهالي قطاع غزة ,الا ان الغزيين يواجهون كل ذلك بصمودهم, هذا ما اظهرته مقاطع الفيديو الموثقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ,حيث ظهرت مقاطع لغزيين في شمال القطاع يزينون حاراتهم المدمرة كلياً او جزئياً لاستقبال شهر رمضان في صورة تجسد صمود الغزي وتحديه لكل هذا الدمار وهذه الحرب التي لازالت تفتك باهالي القطاع عامة .
وفي مقاطع اخرى انتشرت ظهر فيها اهالي رفح والنازحيين في الخيام وهم يقومون بتزيين الخيام التي يسكنوها بزينة رمضان في خطوة لاسعاد الاطفال والتخفيف من معاناتهم .