في قلب مدينة نابلس النابض بالحياة والتراث، وُلدت قصة إسراء أبو السعود، الشابة الفلسطينية التي تعدت حدود الوطن لتصل إلى الدوحة، قطر، حاملةً معها رسالة الأمل والتغيير.
تتمتع إسراء صاحبة الوجه البشوش بشخصية قوية طموحة، تخرجت في جامعة النجاح الوطنية، من قسم الإذاعة والتلفزيون، العالم الذي يمثل شغفها، لتبدأ رحلتها في عالم الصحافة والإعلام الرقمي.
لم تكن إسراء مجرد خريجة جامعية، بل رؤية لمستقبل يمكن أن تصنعه بيديها، فلم تكتفِ بالحصول على الشهادة، بل اتخذتها نقطة انطلاق نحو آفاق أرحب في الدوحة، قطر.
خطوة نحو النجاح
من نابلس إلى الدوحة، تواصل إسراء بعمرها الوردي (24) عامًا، رحلتها بثقة وعزيمة، محملةً برسالة تمكين المرأة وتطوير الذات.
تقول إسراء: “لم أتقبل واقع سوق العمل المحبط كحجة للاستسلام، بل رأيت في كل تحدٍ فرصة للنمو والتطور”. وهذا ما فعلته بالضبط، فقد عملت كمنسقة إعلامية، وأدارت منصات التواصل الاجتماعي ببراعة، وأظهرت مهاراتها في إدارة الأحداث والمشاريع والتعليق الصوتي، ليست مجرد صوت، بل هي صدى لأحلام وطموحات العديد من النساء اللواتي يسعين لترك بصمتهن في العالم.
لم تقتصر مساهماتها على الإعلام التقليدي، بل امتدت لتشمل صناعة الأفلام الوثائقية، حيث ساهمت في إنتاج فيلم للجزيرة الوثائقية، مضيفةً بُعدًا جديدًا لمسيرتها المهنية. وفي عالم التسويق، أظهرت إسراء مهارات استثنائية في إدارة الحملات والترويج للأفكار.
تعتبر إسراء السوشال ميديا وصناعة المحتوى أدوات قوية لصقل الشخصية والمهارات، وترى فيهما مسارًا مفتوحًا للجميع، تقول: “لدينا خياران، إما أن نضيع الوقت، أو نستخدم هذه الأدوات لصالحنا وننجح من خلالها”.
وتجاوزت حدود الإعلام لتشارك في فعاليات رياضية مرموقة، مثل التعليق الصوتي للرياضات المائية وبطولات الـ WT العالمية لكرة الطاولة، مُظهرةً مرونة مهنية رائعة، ومن خلال مشاركتها في منتدى كليات الصحافة في العالم العربي، تُسهم في رسم مستقبل الصحافة وتمكين الأجيال القادمة.
مفتاح النجاح .. فهم الذات
اعتادت إسراء منذ الصغر على الغوص في ذاتها، والبحث عن نقاط قوتها لتضاعفها، ونقاط ضعفها لتتغلب عليها، تكره الخوف، وترى في نفسها انعكاسًا لكل ما هو جميل.
تُعبر عن فلسفتها الشخصية قائلة: “إنْ لم نكُن في الأماكن التي تُشبهنا، فنحنُ لاجئون أينما كُنّا”، في إطلالاتها دائما ما يدل على حبها للتراث الفلسطيني، وتصنع منه محتوى يدل على تجذرها في التراث الفلسطيني وإصرارها على نشره والحفاظ عليه، حتى في أبعد الأماكن.
إسراء ليست مجرد صوت يُسمع، بل هي قوة تُحرك، تُشجع الشباب على التعلم واكتساب الخبرات، وتُلهم النساء لتحقيق أهدافهن. تُعتبر مثالًا حيًا على أن الخوف ليس إلا حاجزًا يُمكن تجاوزه، وأن الهوية ليست مجرد مفهوم، بل هي حياة نعيشها كل يوم.
إسراء أبو السعود، الإعلامية الفلسطينية، تُعد نموذجًا للطموح والإصرار، وهي دليل على أن الإرادة والعمل الجاد يُمكن أن يُحدثا فرقًا حقيقيًا في رحلة الحياة.