بقلم قسام سمري وحلا الخطيب
نظمت جمعية خريجي الخليل الخيرية بالتعاون مع هيئة التوجيه السياسي الفلسطيني في نابلس ندوة بعنوان ” استهداف الهوية الفلسطينية ” ، حيث رحبت رئيسة الجمعية ميسون ملحس بالحضور الكرام وثمنت الدور الذي يوليه المثقفين والاكاديميين في الحفاظ على الهوية والوجود الفلسطيني في ظل الصراعات المستمرة والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، حيث يتعرض الفلسطينيون لمحاولات مستمرة لطمس هويتهم الثقافية والتاريخية ، وأكدت أن استهداف الهوية الفلسطينية يتجاوز الحدود الجغرافية ليشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث تتعرض المؤسسات التعليمية، والمواقع الأثرية، والعادات والتقاليد، وحتى اللغة، لمحاولات منهجية تهدف إلى إضعاف الوجود الفلسطيني في وعي العالم.
كذلك قدمت الدكتورة منى أبو حمدية عضو الأمانة العامة في الاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطيني نبذة عن مفهوم الهوية الفلسطينية ، حيث تحدثت عن منهجية الاحتلال الصهيوني في استهداف الهوية الفلسطينية منذ عام ١٩٤٨م ، كما وتحدثت عن الأساليب التي يتبعها الاحتلال في عملية السطو على التراث والهوية من خلال عبرنة الأماكن وعملية التهويد بالإضافة الى تدمير المنشآت الثقافية الفلسطينية و الشواهد التاريخية الى جانب سرقة التراث الفلسطيني و السطو على المكتبات ومحتوياتها من وثائق ومخطوطات انتهاء بمحاولات اسرلة المناهج في القدس المحتلة وافراغها من المحتوى الفلسطيني الذي يؤكد حقيقة الوجود الفلسطيني . و بينت أن هذه الجهود في السياسات الإسرائيلية التي تستهدف المناطق الفلسطينية بشكل مباشر تتجلى من خلال التوسع الاستيطاني، وهدم المنازل، ومصادرة الأراضي، بالإضافة إلى فرض القيود على الحركة والتجارة والتعليم. كما تتعزز هذه السياسات من خلال حملات إعلامية ودبلوماسية تهدف إلى تشويه صورة الشعب الفلسطيني وإضعاف دعم المجتمع الدولي لقضيتهم.
وأفادت فريهان فراح ان هناك معاناة مضاعفة بين أبناء القدس وقوات الاحتلال الإسرائيلي ، تكمن في مواجهة أبناء القدس وقوات الاحتلال يومياً وبشكلٍ مستمر خاصة طلاب المدارس حيث يتعرضون وبشكلٍ مستمر للتفتيش سواء محتويات حقائبهم او هواتفهم الشخصية بالإضافة للمراقبة المستمر لمنشوراتنا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث لا نستطيع نشر كلمة فكل كلمة داعمة للقضية الفلسطينية نعاقب عليها سواء نحن او احد أبنائنا عقوبة تصل لمدة ستة اشهر واكثر بالإضافة للتضيق علينا من كافة مناحي الحياة حيث نرتبط بهم ارتباط مباشر سواء التأمين الصحي او التعليم او كافة مناحي الحياة لكن نحن نقول اننا جزء من هذا الشعب خلقنا على هده الأرض من اجل المرابطة والصمود ،و اضافت قائلة ان هناك تهجير غير مباشر للمقدسيين سواء في بين حنينا او شعفاط او كفر عقب وهذه المناطق المكتظة بالمقدسيين في مواجهة هذه التحديات، يستمر الشعب الفلسطيني في النضال للحفاظ على هويته الوطنية والثقافية، من خلال التمسك بالعادات والتقاليد، والاهتمام بالتعليم، وتوثيق التراث الثقافي والتاريخي. كما وأكدت على أهمية الدور الذي تلعبه المنظمات الدولية والمحلية في دعم هذا الجهد من خلال برامج التوعية والمساعدات الإنسانية.
وفي الختام نؤكد أن الدفاع عن الهوية الفلسطينية ليس مجرد مسألة سياسية أو اجتماعية، بل هو أيضاً معركة من أجل الحفاظ على التاريخ والذاكرة الجماعية لشعب يعاني من محاولات مستمرة لاقتلاعه من جذوره.