في لحظة تاريخية خلال دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024″، دخلت لاعبة التايكواندو البلجيكية سارة شعاري صفحات المجد بحصولها على الميدالية البرونزية في وزن تحت 67 كيلوغراماً، لتصبح بذلك أول فتاة مسلمة محجبة في تاريخ أوروبا تفوز بميدالية أولمبية.
أصول وجذور متعددة
ولدت سارة شعاري في مدينة شارلروا البلجيكية في 2 مايو 2005 لأب مغربي وأم بلجيكية. نشأت في بيئة تعزز من قيم التنوع والانفتاح، حيث كان والدها الداعم الأول لها في مشوارها الرياضي. بدأت شعاري ممارسة التايكواندو في سن الخامسة، وسرعان ما برزت موهبتها في هذه الرياضة، مما أهلها لتحقيق إنجازات كبيرة في سن مبكرة.
إنجازات مبكرة ومسيرة مبهرة
رغم صغر سنها، حققت شعاري نجاحات مبهرة في عالم التايكواندو. ففي عام 2022، أصبحت بطلة العالم في فئة الناشئين والكبار بعمر 17 عامًا فقط. في العام التالي، واصلت تألقها بحصولها على ذهبية دورة الألعاب الأوروبية في وزن 62 كيلوغراماً، بالإضافة إلى الفوز بالجائزة العالمية الكبرى للتايكواندو. هذه الإنجازات أهلتها للمشاركة في أولمبياد باريس 2024، حيث أضافت ميدالية برونزية جديدة إلى سجلها، مؤكدة مكانتها كأحد أبرز الوجوه الرياضية الصاعدة في العالم.
التفوق الأكاديمي إلى جانب الرياضي
لم تقتصر إنجازات سارة شعاري على الرياضة فقط، بل امتدت إلى المجال الأكاديمي أيضًا. تتابع دراستها في مجال الطب بجامعة بروكسيل الحرة، وقد أكملت عامها الأول بنجاح. برغم الجدول المزدحم بالتدريبات والمباريات، نجحت شعاري في تحقيق توازن مثالي بين الدراسة والرياضة. في عام 2022، حلت في المرتبة الأولى بين المرشحين لاجتياز امتحان القبول في كلية الطب، مما يظهر التفاني والجدية التي تتحلى بها في مختلف جوانب حياتها.
تحدي التوازن بين الدراسة والرياضة
عن كيفية الموازنة بين الدراسة والتدريبات، تشير شعاري إلى أنها تتدرب في المساء بعد قضاء يومها في الدراسة. هذا الالتزام الصارم بالجدول اليومي يعكس أخلاقياتها العالية وتصميمها على النجاح في كلا المجالين.
رؤية مستقبلة
في عمر 19 عامًا فقط، لا تزال سارة شعاري في بداية مشوارها، ولكن إنجازاتها المبكرة تعد بإمكانات مستقبلية واعدة. وهي قدوة للشباب، ليس فقط بقدراتها الرياضية، ولكن أيضًا بالتزامها بالتعليم وتوازنها بين حياتها الأكاديمية والرياضية.
التكريم والإشادة
أشادت اللجنة الأولمبية البلجيكية بالروح الرياضية العالية التي تتمتع بها شعاري، وأخلاقياتها المهنية التي تجعلها رمزًا للشباب المسلم والمحجبات في أوروبا. لقد أثبتت سارة شعاري أن الحجاب ليس عائقًا أمام تحقيق الأحلام، بل يمكن أن يكون رمزًا للإصرار والقوة.
سارة شعاري هي نموذج يحتذى به للشباب في جميع أنحاء العالم، وهي تواصل كسر الحواجز وتقديم صورة مشرقة عن المرأة المسلمة في الساحات الرياضية والدراسية على حد سواء.