ديمة الريماوي
تعيش المرأة العربية واقعا يحتاج تحليلا عميقا لمفهوم وعالم الأنثوية، أتذكر خلال مسيرة نموي وتطوير كنت أبحث شخصيا عن مفهوم وتعريف أقدمه لنفسي عن هويتي هذه !
تقلبت في زاويا كثيرة من الأمومة الزوجة الأسرة العمل ، المجتمع وعاداته، الرجل وكل مفاهيمه وأحكامه المنفصلة عن عمق وعالم الأنوثة، فكانت نتيجة ذلك البحث أن هوية المرأة العربية ليست موجودة أو معروفة بالمعنى المختصر لا يوجد لها حاضنة أو معالم لترى نفسها من خلالها، لأنه ولصدق الحال لا يسمح لها أن ترى تفسها بعيده عن أن تكون تابعة أو مشتقة من شيء !
بداية من رحمها الذي ينسب لغيرها، وتنتقل لتكون في مساحة أهلها ويأتي الرجل ليتم انتسابه لها تحت مسميات عديدة بعيدة عن حقيقة الرجل الذي خلقة الله يحمي ويرعى المرأة لأنها العرش والمساحة التي نسي أنه خلقها داخلها.
فتعيش الأنثى هوية غير واضحة مبعثرة تبحث عن معنى الأنثى التي طمست ملامحها من تشوهات العالم الذي قد يصدم البعض أنه مشوه بسبب تشوه رحم ووعي المرأة ، لأنه سواء أدركنا أو لم فإن الأنثى هي من تربي وتبرمج المجتمع فما بالكم أيها المجتمع تنسون حقيقة المرأة.
وهذا المفهوم الذي وصلت له أنعكس على تجربتي في الحياة فما ديمة إلا إمرأة عربية تبحث عن هويتها ، وبعد مروري في تجارب تتعرض لها أي سيدة في هذا المجتمع وبعد موت أمي العزيزة الذي جاء بتجربة قوية تعكس وفاء البنت لأمها ، جاء الوعي الأنثوي ليستيقظ داخلي ليقول حقيقتي.
هنا بدأت رحلتي في مجال تمكين المرأة وريادة الأعمال بعد خبرة 9 سنوات كمهندسة طبية، وخبرة قوية وجميلة تتصف بالإبداع، لأسس عملي في مجال تمكين المرأة ورسالتي لتقديم المرأة كمشروع حضاري ومفهوم حقيقتها أنها رحم الحياة والكون .
وأسست منهاجي الخاص في تقديم حلول عملية للمرأة بعيد عن أي تمكين غير هادف أو عشوائي، تمكين هادف يبدأ من هويتها بعيدة عن أي قضية أخرى، لأن أغلب مشاكل تمكين المرأة أنها تبحث عن قوتها لتثبت قضية معينة، أمام الرجل أو حقها في الميراث أو مواجهة العادات والتقاليد وغيرها من الصراعات والتشبب البعيد عن التمكين الهادف.
ومن أهم هذه المجالات هي ريادة الأعمال، فهو مجال قوي وفية إشكاليات كثيرة للمرأة، بداية من مفهوم الأعمال وارتباطه بمفهوم ذكوري، مرورا بمفاهيم كثيرة تعيشها المرأة .
فكانت فكرتي في تقديم مفهومي الريادة الأنثوية، كحل لسيدات وطريقة للأعمال من مفهوم الأنثوية وقدراتها، فالريادة الأنثوية تقدم هوية للمرأة وحاضنة لمشاكلها وعلاج وإبراز لقوة المرأة النابعة من رحمها وإبداعها، والأجمل تقديم حل لكل المعاناة التي تمر بها وتحويلها لقوة تنطلق منها السيدة نحو ذاتها لتزهر بريادة قوية من التفويض واليسر والقوة الناعمة .
وقد قدمت مشروعي حضارة النور لتمكين المرأة في ريادة الأعمال من مفهوم أنثوي خلال مشاركتي في مسابقة أقامتها مجلة مال وأعمال الأردنية الإماراتية، كل قطاع ريادة الأعمال من خلال موقعها، عن جائزة المرأة المثالية وتصويت عالمي ب 12000 صوت، يؤكد على قيمة الريادة الأنثوية ودعم المجتمع لها وتم تكريمي من رئيس الوزراء الحالي السيد عبد الرؤوف الروابدة .
تجربتي في الريادة الأنثوية هي ناتجة من قدرتي على تطوير نفسي وحفاظي على قيمة المرأة في العمل والبيت بجانب الرجل وتأكيد على قيم مجتمعنا الحميدة في الأسرة والرحم ، لأن الأنثى هي رحم هذه الحياة.