كتبت: حنين عودة.
الكثير من النساء يمتلكن موهبة صنع الطعام، وخاصة فيما يتعلق بالحلويات والأغلب يفضلن اقتصار هذه الموهبة لأهل بيتها واسرتها.
وهناك من امتلكت الشجاعة والإرادة لإستغلال هوايتها لتفتتح المشروع الخاص بها وتطور من نفسها، ليكون لها صدى واسع في المجتمع، وتصبح نموذج تحتذى به لباقي النساء في المجتمع.
مي نجيب ناصر ٣٣ عامًا من بلدة بيتا جنوب نابلس، أم لأربع أطفال، تحول هوايتها في إعداد الطعام لمشروع مطبخ منزلي للتواصي يلقى التشجيع والحُب مِن مَن حولها.
تتقن مي صنع الحلويات والموالح بكافة أنواعها، ولكنها تبدع بشكل خاص في قسم الجاتوهات والكيك.
تقول مي لحنين: بدأت مشروعي على نطاق صغير جدًا، إعداد الطعام للبيت وفي التجمعات العائلية والأقرباء، كنت أتقن كل ما أصنعه وأشعر بسعادة ومتعة أثناء العمل، ولم أكن أمتلك أي تصور عن فكرة فتح مشروع خاص بي يتعلق ببيع الطعام، لأنني وقتها كنت أكمل دراستي الجامعية.
أكملت مي: بعد تخرجي من الجامعة نلت شهادة المحاسبة بمعدل جيد جدًا، لم أتجه لمجال العمل لأن زوجي لم يكن يريد أن أعمل خارج المنزل.
وبعر فترة من تخرجي وجلوسي في المنزل تفرغت لإعداد الطعام والحلويات، وبدأت أتلقى الكثير من تعليقات الأهل والأصدقاء حول مدى روعة الطعام الذي أعده، فقالوا لي: ”لازم عندك محل، هاد الأكل كثير مرتب، وشغل بالبيت“.
وعند ذلك تشجعت وفتحت صفحة شخصية على موقع الفيس بوك، وبدأت في تنزيل صور ما أصنعه من طعام وحلويات، وهالت علي التعليقات: ”هل موجود للبيع؟ هل تبعين؟“
أضافت مي: وشجعتني أختي وقالت لي: “شو رأيك نبلش بالمعمول أول اشي؟”
فكان المعمول والكعك هو أول إنطلاقة لي في مشروعي، وأطلقنا اسم (كعكة ومعمولة) على المطبخ، وبفضل الله كان المعمول الذي أصنعه يتميز بالطراوة والهشاشة اللذيذة والإتقان، فكانوا الزبائن يقولون لي: ”هاي أول مرة بوكل معمول طري وزاكي هيك”.
بعد فترة قالت أختي: ”هذا الشغل متعب مابدي أكمل في“، فأكملت المشروع لوحدي وبدأت أي طبق طعام أو صنف حلويات أعده أنزل صورته على الصفحة والناس تطلبه مني.
وقالت مي: في بداية المشروع لم أواجه تحديات صعبة الحمدلله، بل كان زوجي داعمي الأول وأكبر مشجع لي، وأهلي الذين غمروني في تعليقاتهم الإيجابية دائمًا وتشجيعي بكل خطوة, ولكن تعرضت لإنتقادات إجتماعية، حيث كان وضعنا المالي جيد وامتلاكي لشهادتي الجامعية جعل فئة من الناس يقولون: ”ليش إخترتي تشتغلي الشغل هاد وانتِ معك مصاري وشهادة“.
ولكنني تمسكت بمشروعي والعمل به، لأنني أحبه وأمتلك الشغف فيه، وأريد تغير فكرة المجتمع عن هذا العمل أنه فقط للمحتاج الذي يريد المال، فليست الشهادة والمال من يحدد ماذا يريد المرء أن يعمل.
الأن عمر مطبخ (كعكة ومعمولة) سبع وأركز حاليًا على صنع الجاتوهات لأنني أتميز بها وأتقنها مئة بالمئة، وبالمستقبل أنوي أن أفتتح محلي الخاص وأبدء بإعطاء دورات في فن الطهي والحلويات.
واختتمت مي حديثها: وبعد هذه التجربة والخبرة التي مررت بها اقدم نصيحة لكل امرأة تمتلك موهبة وشغف أن تبدء مشروعها الخاص، فعندما تدرسه جيدًا وتأسسه بشكل صحيح فإنها ستنجح بكل تأكيد.