لم تدخر الطالبة ملاك الحنبلي، ابنة مدينة نابلس، جهدا في تقديم ما تلقته من علوم خلال سنوات دراستها خاصة اللغة الانجليزية بعد أن حصدت معدل 95 علمي في امتحان شهادة الثانوية العامة في فلسطين، لتقدم الفائدة لأقرانها الطلبة حيث قامت بإنشاء قناة يوتيوب لتقديم معلومات وافية وشروحات كاملة عن اللغة الإنجليزية لاسيما وأنها التحقت لدراسة تخصص الإنجليزي في جامعة النجاح الوطنية لتطوع قناتها إبان الحرب والعدوان على قطاع غزة لتكون مبادرة خاصة موجهة لدعم الطلبة وتمكينهم في هذا المجال بعد أن حرموا الدراسة.
وفي إطار تسليط الضوء على المبادرات المميزة حاورت “أنتِ لها” الطالبة ملاك الحنبلي للتعرف أكثر عن قناتها والدور الذي تقدمه.
قد تكون صورة ‏‏٦‏ أشخاص‏
أنتِ لها: من هي الطالبة ملاك الحنبلي؟ 
ملاك الحنبلي : ملاك حنبلي من نابلس عمري 19 وحصلت على معدل 95.1 في الفرع العلمي في امتحان الثانوية العامة، وتخصصت بدراسة اللغة الإنجليزية وآدابها فرعي ترجمة  في جامعة النجاح الوطنية.
أنتِ لها: ما هي مبادرتك ومن أين كانت الفكرة وكيف تبلورت؟
ملاك الحنبلي:  الفكرة تمحورت خلال دراستي في الثانوية العام حيث كنت طالبة في التوجيهي وكنت أتمنى رؤية قناة تقدم شرحا للغة الانجليزية بشكل مبسط وسهل. وقد ساعدني على تبلور الفكرة الظروف التي نعيشها في فلسطين من حيث الظروف السياسية الصعبة وكذلك الظروف الاقتصادية،  فكان تبلور الفكرة لخدمة وطننا بطريقتي ومقدرتي الخاصة.

 أنتِ لها: ومن ساعدك فيها وكيف كانت الإنطلاقة؟

ملاك الحنبلي:  ساعدني فيها عائلتي الصغيرة حيث أحضر لي والدي المعدات اللازمة أهمها اللوح التفاعلي الذكي والإضاءات ويساعدني في التنسيق للإتصالات مع الشخصيات التي أقوم باستضافتها في القناة، كما تقدم لي والدتي المساعدة أيضا بالإعداد والتقديم  وشقيقاتي يقدمن لي المساعدة في عملية التصوير والمونتاج، وقد كانت الإنطلاقة عن طريق جهازي الحاسوب وتطورت للوح تفاعلي ذكي.

 

 أنتِ لها: هل من صعوبات وكيف تم التغلب عليها. 

ملاك الحنبلي:  الصعوبات تمثلت بإعداد الفيديو من ناحية المونتاج والإضاءة لكن بالتدريب خطوة بخطوة بالمونتاج صار الموضوع أسهل ووقد استعنت بفنيين لمعالجة مشكلة الإضاءة.

أنتِ لها: ماذا عن الانطباعات كيف كانت وماذا عن التشجيع والاستمرارية؟

ملاك الحنبلي:  تلقيت العديد من الردود الإيجابية وإقبال كبير من الطلبة وتصلني رسائل باستمرار وأقوم بالرد المباشر عليها. كما حظيت المبادرة باهتمام إعلامي مميز.

قد تكون صورة ‏‏‏٤‏ أشخاص‏ و‏تحتوي على النص '‏ن GMUSALEV ERUSALEM فاس ESTABL 199 19‏'‏‏

 

أنتِ لها:  هل من رسالة تودين توجيهها للطلبة عموما ولطلبة غزة على وجه الخصوص؟

 ملاك الحنبلي:  رسالتي للطلبة أن يتحلوا بالأمل والتفاؤل وإن شاء الله تنتهي الحرب وتستقر الأمور وتعود المدارس والجامعات للدوام بانتظام.

وقد حظيت الطالبة ملاك الحنبلي باهتمام رسمي ومؤسساتي واسع حيث لاقت مبادرتها قبول واستحسان العديد من الجهات وقامت باستضافة العديد من المسؤولين والمحافظين.

قد تكون صورة ‏‏‏٦‏ أشخاص‏ و‏نص‏‏

قد تكون صورة ‏‏‏شخصين‏، و‏مِنبر‏‏ و‏نص‏‏

كتبت ميس حسون

اليوم امريكا تحارب مواطنيها الذين اوهمتهم لعقود انها صوت للحرية وانهم حريتها ، لكن على ما يبدو ان امريكا تُفصل الديمقراطية على مقاس مصالحها السياسية .
فها هي ام الديمقراطية كما تدعي تقمع اليوم الالاف الطلاب المحتجين على سياساتها تجاه الحرب التي تقودها حليفتها اسرائيل على غزة .
تتوالى مشاهد القمع الصادمة التي اتخذتها الحكومة الامريكية ضد المحتجين من طلاب واكاديميين في الجامعات من اعتقالات وضرب وسحل في سبيل اسكات صوت الانسانية الغالب.
لم تعلم الانظمة الحاكمة على مدار عقود ان الانسان هو المحرك الاول غير الثابت والذي يتطور ويتغير ويتبدل واليوم ها نحن نرى جيلا امريكيا منفتحا ومدركا لكل السياسات ومهما حاولت الانظمة اسكات الصوت الانساني الا انها ستفشل امام جيل ثائر ينتفض للحق والانسانية التي تُباد في غزة على مرآى العالم .
ان تصريحات المسؤولين الامريكيين منذ بداية الحرب على غزة ووقوف امريكا بكل وضوح الى جانب اسرائيل وتقذيم الدعم المادي والمعنوي لها على مدار ما يزيد عن نصف عام لم يحقق اي نتيجة تُذكر لكل الاوهام السياسية والعسكرية التي روجت لها امريكا واسرائيل سوا مزيداً من قتل المدنيين الابرياء وتدمير كل مرافق الحياة في غزة.
اليوم وبعد اشهر كثيرة على حمام الدم السائل والحرب غير الانسانية التي تمارسها اسرائيل بحماية امريكية على الفلسطينيين في غزة، ينتفض قلب امريكا الشاب في جسدها الخائر وتتعالى اصوات الحناجر الرافضة لما يحدث ظناً منهم ان الديمقراطية تتيح لهم حرية التعبير السلمي ولكن فشلت امريكا اليوم في الحفاظ على صورة وجهها الديمقراطي وكشفت عن انيابها الديكتاتورية لقمع صوت الانسانية في قلب اهم الصروح العلمية .
وعلى امتداد اكثر من عشرة ايام على الاحتجاجات الطلابية الامريكية المؤيدة للفلسطينيين والتي لازالت تمتد وتنتشر الى باقي الجامعات ، يبقى المشهد الانساني الرافض للظلم وويلات الحروب واثارها على الانسان في قائمة الصدارة ربما ما يحدث اليوم هو ثورة جديدة في قضايا الانسانية مهما اختلفت الجنسيات والاديان والمعتقدات الا ان الانسانية هي واحدة ، ربما اليوم على امريكا واسرائيل الادراك جيدا ان السلاح قد يقتل الجسد ولكنه بالمقابل يصنع فكرة اعظم هي فكرة الحرية التي لا تموت .

بلا مساجد وبطعم الفقد والنزوح رمضان حزين يطل على قطاع غزة..[spacing size=””]

كتبت ميس حسون

يصادف يوم غد الاثنين الحادي عشر من أذار اول ايام شهر رمضان المبارك, وفي الوقت الذي يحتفل فيه كل العالم بقدوم الشهر الفضيل بالزينة والطقوس الدينية والاجتماعية ,هناك في الشق الاخر من العالم غزة التي تباد منذ اكثر من 5 اشهر , ويُمارس بحق اهلها كل انواع القتل والدمار والفقد والنزوح.
دمر الاحتلال الاسرائيلي كافة المرافق والمباني والمؤسسات والمنازل والمساجد وكل ما له علاقة في تدعيم صمود المواطن واستمرار حياته .


شهر رمضان هذا العام مختلف ايضا على قطاع غزة ففي مقاطع كثيرة موثقة يتسائل الناس في غزة بمختلف اعمارهم واجناسهم كيف سيحل الشهر الكريم على الناس وحال القطاع يرثى له في ظل الدمارالهائل الذي يحيط به , فلا مساجد ولا محال تجارية ولا اسواق تعج بالناس ولا حتى ايضا مواد تموينية وصحية متوفرة , فالقطاع يعاني من مجاعة ممنهجة يمارسها جيش الاحتلال الاسرائيلي على 2.4 مليون مواطن في قطاع غزة.

شبح المجاعة يُرعب اهالي غزة في رمضان ..

في ظل حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي على اهالي قطاع غزة وخاصة في مناطق الشمال المحاصر الذي يعاني ما يقرب من 800 الف نسمة فيه من الجوع المُدقع الذي دق ناقوس الخطر وتجاوز حدود المعقول في ظل صمت عالمي.
وبناء على تصريح من وزارة الصحة في غزة اكدت فيه ارتفاع حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف الى 25 شهيد في قطاع غزة حتى تاريخ هذا اليوم .
وفي مقاطع عدة موثقة يتسائل الغزيين وخاصة في المناطق الاكثر جوعا كيف سيستقبلون شهر رمضان في ظل تفاقم هذه الازمة وعدم توافر المواد الغذائية اللازمة , داعيين العالم الى التحرك الفوري والعاجل لادخال المساعدات وفك الحصار وضمان وصولها الى كافة مناطق القطاع عبر الممرات البرية منتقدين عمليات الانزال الجوي التي تسببت مؤخرا بمقتل 5 مواطنين نتيجة خلل في مظلات صناديق المساعدات.

فرحة وطقوس دينية مبتورة…

منذ السابع من اكتوبر من العام الماضي تستمر الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة والتي طالت ألاتها كل ما من شأنه المساعدة في استمرار وتدعيم الحياة, اغتالت الصواريخ والة الحرب دور العبادة في قطاع غزة ولم يتبقى الا القليل منها يمكن للناس الصلاة فيه واقامة طقوسهم الدينية خلال شهر رمضان المبارك.
اعلنت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في غزة في بيان لها ان الجيش الاسرائيلي دمر الف مسجد واغتال اكثر من 100 داعية وخطيب في القطاع .

An aerial view shows Iraqi worshippers taking part in the Eid Al-Fitr prayer in the Old City of Mosul, in the courtyard of the damaged Umayad mosque, early on May 13, 2021, to mark the end of the Muslim holy month of Ramadan. (Photo by Zaid AL-OBEIDI / AFP)

واشارت الوزارة في بيانها الى ان الاحتلال الاسرائيلي دمر كلياً او جزئياً الف مسجد من اصل 1200 بما في ذلك المساجد الاثرية التي كانت تحمل عبق التاريخ وتجسد عراقة الهوية الفلسطينية , ولم تسلم الكنائس ايضا حيث دمر الاحتلال كنيسة الروم الارثوذكس وعدة مرافق ادارية ولجان زكاة ومدارس تعليم القران ومقر البنك الوقفي.
وخلال مقاطع موثقة عديدة ظهرت والغزيين يؤدوون الصلاة في الطرقات وعلى انقاض دور العبادة المدمرة , وعبر البعض منهم عن الحزن الذي يعتريهم بسبب فقدان المساجد وافتقادهم لصوت الاذان الغائب في ظل الحرب المستمرة على القطاع .
وعبر الغزيين خلال المقاطع الموثقة عن فرحتهم المنقوصة بقدوم الشهر الفضيل الذي يحل عليهم في حالة من الفقد المؤلم لافراد عائلاتهم , وغياب ادائهم للطقوس الدينية والاجتماعية.

صمود وتحدي…

ورغم كل المأسي والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها اهالي قطاع غزة ,الا ان الغزيين يواجهون كل ذلك بصمودهم, هذا ما اظهرته مقاطع الفيديو الموثقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ,حيث ظهرت مقاطع لغزيين في شمال القطاع يزينون حاراتهم المدمرة كلياً او جزئياً لاستقبال شهر رمضان في صورة تجسد صمود الغزي وتحديه لكل هذا الدمار وهذه الحرب التي لازالت تفتك باهالي القطاع عامة .
وفي مقاطع اخرى انتشرت ظهر فيها اهالي رفح والنازحيين في الخيام وهم يقومون بتزيين الخيام التي يسكنوها بزينة رمضان في خطوة لاسعاد الاطفال والتخفيف من معاناتهم .

القدس /وكالة وفا- قالت منظمة آكشن إيد الدولية، إن النساء والفتيات في غزة يعانين من مستويات غير مسبوقة من العنف خلال التصعيد العسكري الإسرئيلي على قطاع غزة، ما يجعل هذه البقعة المحاصرة واحدة من أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للمرأة في الوقت الحالي.

وأضافت المنظمة الدولية في بيان صدر عنها، اليوم الأحد، أنه بينما يختتم العالم حملة الـ16 يوما من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، تتعرض النساء والفتيات في غزة للقتل والإصابة بمعدلات مروعة، مع حرمانهن من التمتع بحقوقهن الأساسية في الغذاء والماء والرعاية الصحية يوميا، ويتعرضن لضغط نفسي هائل وصدمات بعد شهرين من العيش في رعب.

وأوضحت أن الأرقام ترسم صورة صارخة ومروعة، في الوقت الذي يتم فيه قتل اثنتين من الأمهات كل ساعة في غزة وسبع نساء كل ساعتين، حيث تم قتل حوالي 5000 امرأة منذ 7 تشرين الأول الماضي، في حين أن النساء والأطفال يشكلون حوالي 70% من إجمالي عدد الضحايا، كما فقدت تقريبا كل امرأة وفتاة شخصا ما سواء كان طفلها أم زوجها أم والديها أم شقيقها أم قريبها أم جارها أم إحدى صديقاتها.

نساء غزة.. احتياجات يومية تضاعف معاناتهن | مرأة | الجزيرة نت

بدورها، قالت الطبيبة في مستشفى العودة هناء، شريك منظمة أكشن إيد الدولية، في شمال غزة: “لقد واجهنا العديد من القصص المروعة خلال الاعتداءات على القطاع، نساء عانين من العنف الجسدي والنفسي، وإحدى القصص التي ظلت عالقة في ذهني، كانت قصة لامرأة كان من المقرر أن تلد بشكل طبيعي، لكن منزلها تعرض للقصف، وأدى القصف إلى حاجتها إلى عملية قيصرية طارئة، فقدت مولودها بسبب الضغط الذي واجهته، ومن المحزن أن زوجها وبقية أطفالها استشهدوا أيضا، كان لدى هذه المرأة حلم بسيط بتكوين أسرة  ومكان آمن لولادتها، كانت تحلم بتربية أطفالها مع زوجها، تأثرت صحتها النفسية بسبب فقدان مولودها الجديد وعائلتها”.

الإمارات تعلن عن حملة لجمع وتعبئة الإغاثة للفلسطينيين في غزة التي مزقتها  الحرب | رياض هيرالد

هناك حوالي 50,000 امرأة حامل في غزة، تتعرض حياة 180 امرأة منهن كل يوم للخطر أثناء الولادة دون رعاية طبية كافية، ويشمل ذلك الخضوع للعمليات القيصرية والعمليات الطارئة دون تعقيم أو تخدير أو مسكنات.

واستعرضت نعمة وهي قابلة في مستشفى العودة: “خلال الغارات الإسرائيلية، شهدنا عددا من حالات النساء الناجيات من العنف الناجم عن تلك الغارات، كانت هناك امرأة تعرض منزلها للقصف وتم إنقاذها من تحت الأنقاض، وصلت المستشفى مصابة بعدة كسور في جميع أنحاء جسدها، وكانت أيضا في مرحلة المخاض الشديد، لذا تم نقلها بسرعة إلى غرفة العمليات.

ولحسن الحظ، نجت هي وطفلها وهما الآن في صحة جيدة، لكن فقدت هذه المرأة حقها في الحصول على مكان آمن للولادة فيه، كما فقدت حقها في الحصول على احتياجاتها واحتياجات طفلها الأساسية”.

بطولة المرأة في غزة مستمرة لليوم الأربعين: أم وممرضة و معالجة نفسية وقت  الحرب مقاتلة

يشار إلى أنه منذ بداية الحرب، تم تهجير 800 ألف امرأة من منازلهن لعدة مرات في كثير من الأحيان، ويعيش العديد من النساء والفتيات الآن في مرافق مكتظة للغاية، حيث لا يوجد في بعض الأماكن سوى مكان واحد للاستحمام لكل 700 شخص، ومرحاض واحد لكل 150 شخصا. لا يتوفر لهن سوى القليل من الماء للاغتسال به، ولا يوجد أي شيء على الإطلاق، ولا توجد خصوصية، ولا يوجد صابون ليحافظن على نظافتهن، ولا توجد المستلزمات الخاصة بالمرأة.

وقالت منظمة آكشن إيد الدولية إن الأضرار النفسية التي تسببها الأزمة للنساء والفتيات في غزة خطيرة، وحتى قبل الحرب الحالية، تعرض العديد منهن لانتهاكات متكررة لحقوق الإنسان بسبب الحصار الإسرائيلي والاعتداءات السابقة، ما ترك النساء في مواجهة ضائقة نفسية شديدة.

كيف تعاني النساء الحوامل في غزة من الحرب؟| عربي بوست

وأوضحت مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة آكشن إيد فلسطين رهام جعفري، أن غزة هي أخطر مكان في العالم بالنسبة للفتيات والنساء في الوقت الحالي، حيث يزداد عدد النساء والفتيات اللواتي يتم قتلهن بلا سبب خلال هذا العنف كل ساعة. وفي الوقت نفسه، يمثل كل يوم معاناة شديدة للنساء لتلبية احتياجاتهن الأساسية.

قالت وزارة الاقتصاد الوطني، إن الطاقة الإنتاجية للمشاريع النسوية شهدت تراجعا حادا وتوقف العديد منها عن الإنتاج بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الناتج عن تداعيات العدوان الإسرائيلي على فلسطين منذ السابع من تشرين الأول 2023.
وبينت الوزارة أن المشاريع النسوية تأثرت بشكل كبير بتداعيات العدوان واعتداءات المستوطنين والاغلاقات والاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال على المدن والبلدات في الضفة الغربية، ما تسبب بإغلاق 29% من المنشآت الاقتصادية بين جزئي وكلي.
وأشارت إلى أن العديد من النساء لم يستطعن البيع بسبب اغلاق المحلات التجارية والمناطق وقلة ومحدودية الطلب على منتجاتهن بحيث أصبح التركيز الشرائي على السلع الأساسية فقط.


وأشارت بعض النساء أن هناك تراجعا حادا في الطلب الخارجي على المشغولات والمنتجات النسائية، تسبب بتوقف تصدير أغلب المنتجات التقليدية سواء الحرافية او الغذائية.
وأفادت سيدات إلى أن الطلب أصبح شبه معدوم خاصة على المنتجات التي تعتمد على المناسبات فألغيت نتيجة إلغاء معظم المناسبات تحديدا الافراح واعياد الميلاد، إضافة الى طلبيات المدارس التي توقفت بسبب الاغلاقات والدوام الإلكتروني.
وأوضحت الوزارة أن العديد من النساء تضررن نتيجة عدم القدرة على توصيل المنتجات خارج المحافظات بسبب الاغلاقات والحواجز وتقييد حرية التنقل واعتداءات المستوطنين، خاصة ان شركات التوصيل قل عملها ولا تستطيع الوصول الى بعض المناطق احيانا .


وتأثرت العديد من النساء اللواتي يعشن بالقرب من المستعمرات او تلك التي تتعرض لاقتحامات متكررة، وبينت السيدات أنهن يعشن في حالة من الرعب والخوف والفزع، على أنفسهن وعائلاتهن، ما جعلهن يفكرن في أمانهن بدل التفكير في مشاريعهن.
ولفتت السيدات إلى صعوبة الوصول الى المواد الخام التي تستخدم في إنتاج المنتجات الحرفية والغذائية مثل القشيات والفريكة ومنتجات زيت الزيتون، إضافة الى تعطل السياحة بشكل عام بفعل تداعيات العدوان المستمرة، ما تسبب في توقف إنتاج المنتجات الحرافية في مختلف انواعها.

كتبت: هداية صالح شمعون (*)

البيوت المبقورة الأحشاء، الأعمدة المتناثرة، الأسطح المنكسرة، الجدران المتصدعة، كيف يمكنني أن أشاهد بيوتا مقتولة وأخرى تتكئ على قلبها، كيف يمكنني أن أجدد تكرار الرواية وقتل الأطفال واغتيال أحلامهم.

مشهد عايشته مرات ومرات ولا زلت..! طفولتي نشأت يوما بيوم أرى وأعيش هذه المشاهد، أشعر بها، أشم رائحة البارود والتراب وبقايا الصواريخ الصهيونية المتفجرة، كل عام من الأعوام التي أذكرها هي أعوام ذقنا فيها ويلات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ذقنا القهر والعتمة والترويع والفزع والقلق، عشنا مع كل نفس أنه سيكون الأخير، ونحن جميعا آمنين في بيوتنا..!!

نعم شهدت عدوان العام 2008-2009 وعدوان العام 2012 وعدوان العام 2014 وعدوان العام 2019 وعدوان العام 2020 وعدوان العام 2021 2022 وعدوان مايو هذا العام، أما الآن في أكتوبر فقد شاءت الأقدار أن أكون تحت سوط القلق والاغتراب..! وكيف يمكنني أن أتجاهل أنني لم أعد أحتمل فوهة الجحيم التي أرقد عليها.!!

إنها الحرب تسحق عظام الأحبة، تأكلهم دفعة واحدة، تمضغهم مرة على مهل تبتلع يدا، وتهشم رأسا، وتتركهم مرة ينزفون، تروقها مشهد الدم المتناثر على الحيطان..!

الغراب والليل..أجى الليل

يأتي الغراب/الصاروخ زاحفا بصوت أفعى يضرب الأرض بقوة تتزلزل أعمدة البيت يئن/يترنح من المفاجأة.. تنكسر قدماه يجد نفسه معلقا في الهواء.. ثوان معدودة يهوى من سماء الأرض يتهاوى وصوت حفيف يكبر ورعد يزمجر.. يهوى على ساكنيه يحتضنهم فينصهر اللحم بأنفاسه، ويغدو ترابه عاصفة رملية تعوي.. وغبار كثيف تنمسح العيون ويسقط بيت آخر/ برج آخر/ قلب آخر

الليل كالكابوس في حياة الغزي فما يحمله غير موت ودمار وصوت انفجارات تزلزل جدرانه الآمنة. وما هو إلا صرخات أطفال لا يقوون على الكلام. وما هو إلا سواد حالك كنفق مظلم يدمي أجسامهم ويغطي وجههم بدم الجيران وربما يغرقهم في دماء أحبتهم. فما هو الليل إلا اضغاث أشلاء تقتحم صدرهم وقد تلتصق اليد بالوجه أو القدم لشخص آخر، فما هو الليل إلا ويل وفاجعة تلتهم الصغار والكبار وتمضغهم على مهل. فما الليل إلا رحيل وفقدان وأسراب طائرات غادرة تحتل سماء عيونهم..!وما ليلك يا غزة كأي ليل لمدينة تحمل كفنها وتمضي

12 عاما على عدوان 2008 في قطاع غزة | فلسطين الآن

الغربة والحرب تستعر في القلب

عن أي غربة أتحدث الحرب تغلي في الروح والجسد، تسمع كل صوت انفجار صاروخ فتفزع، تلهث خلف الأخبار والشاشة المضيئة التي لا تنطفئ، الحرب في قلبك والنزف يتصاعد حتى أقوى المهدئات لا تفلح في غربتك، أنت غريب في بلد غريب لكن قلبك مضرج بالأوجاع قديمها وحديثها، تعرف جيدا ما معنى الخبر العاجل، تعرف جيدا ما معنى الاهتزاز ما بعد الانفجارات الصاروخية..! تعرف جيدا صوت الصمت القاتل بعد الانفجار الدامي وصمم الأذن الذي يرافقك..!! تعرف جيدا أن هذا الصوت العنيف وسماعه هو الإشارة أنك لازالت على قيد الحياة، فالشهداء لا يسمعون الصوت لأنهم يطيرون يتبخرون عاجلا..!! تعرف جيدا ما معنى الفزع ما بعد الصمت القاتل، والصرخة التي تخرج من فمك لا إراديا، تجري وتركض بكل اتجاه يكون طفلك بين يديك، وتركض لتبحث عنه، تعرف جيدا ما بعد دقيقة من القصف العنيف والانفجارات القريبة..! تسمع أصوات كأنها أصوت يوم الحشر، مئات الأصوات والجميع يصرخ صوت الأقدام التي تركض ناحية البيت المقتول، والصرخات تتصاعد وين؟ بيت مين؟ الحقوا الناس..! مليان البيت..! في نازحين والبيت كله أطفال، تعرف جيدا تلك الأصوات والصرخات المفجوعة، وصوت الإسعاف يأتي من بعيد، يقترب وأنت تلهج بالدعاء، تلملم أشلاءك وتركض لماذا تركض وأنت فزع؟ لا تعرف، لا تعرف إن كان عاريا أم حافيا أم في حالة هذيان وذهول؟ من هم؟! أي عائلة؟! تقف الأسئلة كحشرجة النفس الأخير ما قبل الموت يطق قلبك في الطريق للمعرفة؟ من وبيت مين؟؟ تفاصيلك تضيق وتمر حياتك كأنها لم تكن أمام عينيك، لا يمكنك تذكر كيف كنت ذات يوم تبتسم؟ من أنت وماذا تفعل على هذه الأرض؟؟ من هي عائلتك هذا حال من يحملونه ناجيا على حمالة الإسعاف؟ مذهول ينظر يمينا ويسارا لم يفهم بعد فهو لم يسمع الصوت المتفجر..! يشير بيده خلفه وقد فقد القدرة على الكلام.؟!

تعرف جيدا أنه الفزع الأكبر والنظرات المشدوهة، والأنفاس اللاهثة وضربات القلب التي تكبر لتغطي على صوت أنفاسك، ثم فجأة تدرك أنها عائلة الجار الحبيب والجارة الطيبة، والأطفال الصغار الذين كان أطفالهم يتقافزون صباحا تلمحهم من شباك بيتك؟! تعرف جيدا ماذا بعد القصف والانفجارات تعرف أن بعضهم قد ينجو وبعضهم قد التحم مع جدران بيته المحطم، تعرف أن هنالك أيدي وأقدام تهب لمصافحتك دون أجساد أصحابها، تعرف أن أقدام ستبقى ملقاة على الأرض دون أن يتعرف عليها أحد ..! تعرف أن الصورة التذكارية لأهل البيت قد قتلت أيضا معهم، وعش الحمام الصغير قد ذاب في زحام الردم والأحجار المهشمة، تعرف جيدا أن الغبار والأدخنة ستعشعش في صدرك لوقت طويل، ويصبح وجهك شاحبا كشحوب الموت لكنك تبقى على قيد الحياة وإلا لما شعرت بكل ذلك.!

اسرائيل وحماس تلتزمان هدنة لمدة 72 ساعة في غزة - تايمز أوف إسرائيل

أمنيات مضرجة بالدماء

تعرف جيدا لما يتمنى أهل غزة الشهادة وهم قطعة واحدة..!! أمنيات الموت تتنوع لكنها تجتمع بجسد واحد وكفن يستر أجسادنا..!! هذه الأمنية ليست إلا في غزة، وسقطت باقي الأمنيات.. لا جنازة ولا قبلة وداع أخيرة ولا حزن ولا بكاء ولا خيمة عزاء واحدة رغم أنه قبر مفتوح.. فقط صمت وذهول وترقب..!!

تعرف جيدا من عشرات العدوانات التي عشتها مسبقا أن الدقيقة في غزة تعني حياة أو موت، بيت صامد أم متهاوي، دقيقة واحدة، ستون ثانية يعدها الغزيون ثانية ثانية نفس بنفس، يطق الشعر شيبا في هذه الثواني فكيف بستة عشر يوما من الحرب..!!

هل كنت ذات يوم في غزة وشهدت الحياة تحت القصف هنالك الكثير لأحدثكم عنه، الحياة تحت القصف تجعلك طائرا سريع الاشتعال، بالغضب وبالحياة معا..!! لتبقى على قيد العقل هناك عليك أن تعتبر كل دقيقة من الحياة هي هبة من الله، وأن ساعة استشهادك هي فقط مسألة وقت، وسؤال بدون إجابة يظل يطن في رأسك من أي جهة سيأتي الصاروخ؟! هل سأشعر بوهج الصاروخ المنفجر أم ستطبق جدران بيتي الجميل على صدري دون شفقة لأني صاحبها؟! هل تحتضن الجدران أصحابها وتخاف عليهم من القصف العنيف لذلك تحتضنهم كي لا يصابوا بالأذى، كمن قتلهم حبا..!! هل البيوت شهيدة وتدخل الجنة كما الشهداء.!! هل تبكي أمها وأبيها أم أنها بلا أم وأب؟!! هل بيتي الجميل الذي كان حلما حتى تحقق يحتضنني إلى حد الموت؟!! لماذا لا يعيش أهل غزة في العراء تحت المطر والشمس وتحت القصف كي لا تحتضنهم البيوت..!! لماذا على الغزي أن يعيش كل هذا الفيض من الألم وعلى مدار سنوات حياته وأبنائه؟!! لماذا ينجب الغزيون أطفالا تأكلهم الحرب وتلوك أشلاءهم أمام العالم؟؟ فوق الطاولة التي استترت كثيرا بالمؤامرات على صاحب الحق.!! والله لم تخبرني أمي حين هجروهم من البلاد أنني سأشهد ما شهدت وعاشت؟؟! لم تخبرني أمي أنهم يأكلون الأطفال ودمهم طازج، يختارونهم جماعات ينتقون الصغار الرضع والأجنة والملائكة الصغيرة التي لم تعرف بعد وحشية الاحتلال الإسرائيلي؟؟!

هل كنت يوما في غزة وسمعت وعشت ما عاشه أهلها إن لم تعيش يوما واحدا تحت القصف فأنت إنسان محظوظ وقد نجوت من الجنون المهذب..! فلا قلب يمكنه احتمال ما يحتمله من يعيش تحت القصف والهلع ولن يكون قادرا على توصيف ساعات يومه لأنه لو فعل سيفقد صوابه من الإبادة الجماعية التي يعيشها الآن.. يلهج الغزي بالدعاء عله يطفئ الجحيم المشتعل في قلبه.. وسؤال يكبر برأسه هل يرى العالم ذبحنا ويعلم أننا نذبح كل دقيقة ويقبل بهذا الذبح؟؟! هل الأوراق باتت مكشوفة لحد استباحة الدم من دول تشدقت بحقوق الانسان سنوات أعمارنا؟!!

نعم الحرب في الغربة كطعم العلقم لكنها لا تشبه أبدا أن تكون تحت القصف طيلة يومك وأنفاسك تخفت وتعلو مع صوت الانفجارات الفاجرة التي لم تترك أي رحمة لغفوة مبتورة أو راحة تذكر، فقط حياة مقهورة معلقة..!!

عام على الحرب الإسرائيلية ضد غزة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) كاتبة وإعلامية فلسطينية من غزة

ملاحظة بخصوص الصور تمت مشاركتها مما هو متوفر على جوجل لعدة وكالات ومواقع