أظهرت إحصائية صادرة عن وسائل إعلام عبرية أن أكثر من 14 ألف عامل وعاملة في مجال الدعارة بدولة الاحتلال.

وأشارت الاحصائية التي كشفت عنها القناة العبرية العاشرة أن ما يزيد عن 3000 آلاف طفل يتم استغلالهم للعمل بالدعارة في “إسرائيل”.

وبينت القناة العبرية أن من بين العاملين في هذا المجال 95% من الإناث و5% من الذكور، 62% من الإناث أمهات، 67 إمرأة لقى حتفهن خلال السنوات الثمانية الماضية.

وأوضحت أن 87% من العاملين تعرضوا للإذلال خلال السنوات الماضية، ويتضح من الإحصائيات أن متوسط وفاة أعمار العاملين في هذا المجال 46 عاماً.

المصدر: القدس الإخبارية

بقلم :صباح الأنباري/ استراليا

ثلاث مفردات متجاورة شكَّلن هيكل عنونة المجموعة القصصية للأديبة د. سناء شعلان (حدث ذات جدار) ثلاث مفردات هنَّ العتبة الأولى، أو البوابة الأولى للولوج إلى عالم المجموعة كلّها. الأولى (حدث) وهي فعلية بهيئة الماضي أشارت إلى زمن وقوع الفعل، والثانية ظرفية (ذات) وهي نائبة عن المكان الذي أضيفت إليه. أما الثالثة (الجدار) فقد أشارت إلى ظرفية وقوع الحدث الذي عَوّلت عليه المجموعة كبنية أولية باعتباره المكان الحاضن للفعل أو مجموعة الأفعال التي حدثت في عوالم قصص مجموعة سناء شعلان، وباعتباره الدال السيميائي لكل مدلول مجاور.

انقسمت المجموعة بشكل عام على قسمين: الأول فيه سرد لما وقع (قريباً من الجدار) والثاني لما وقع (بعيداً عن الجدار) الأول تضمن (إضاءة على ظلام) أرادت القاصة منها تسليط كشافاتها على الجدار باعتباره مركز الحدث، ومحوره، ونقطة الانطلاق إلى مجاوراته المختلفة، وقدمت تعريفاً واقعياً له، وتوضيحاً لأثره نفسياً واجتماعياً كمعلومة سيحملها القارئ دليلاً له في طوافه داخل جغرافية النصوص. وهو إيذان باعتماد الواقعية أسلوب بوح للمضمر والمعلن من معاناة شخوص المجموعة ومكابدتهم الدائمة وعزلهم عن بعضهم قسراً وظلماً. تضمَّن القسم الأول على أحد عشر قصة اشتغلت القاصة فيها على تقنية الراوي العارف بكل شيء والذي يروي الأحداث نيابة، بينما اشتغلت في القسم الثاني المتضمّن على قصتين: (البوصلة والأظافر وأفول المطر) و (خرافية أبو عرب) على تقنية الراوي الذي يروي الأحداث أصالة أو تداخلاً بين الأصالة والنيابة.

في مقدمة القسم الأول تطالعنا جملة إشارية مقتضبة من القاصة أرادت منها تهيئة القارئ ليتقبّل هيئة الجدار كأداة صلدة صماء جامدة ولكن بسلوك بشري وإحساس إنساني، أحيانا، ليعرف ما يتوجب عليه الاعتراف به خارج طبيعته الإسمنتية الجامدة:

“من واجب الجدار الفاصل أن يخجل من نفسه، وان يبكي – ولو سراً – احتجاجا على طغيانه واشمئزازاً من وجوده”

وسنكتشف من خلال عنونة القصة الأولى (وبكى الجدار) أنها سعت إلى جعله شخصا له ما لأي كائن حيّ من مشاعر الخجل والحزن والقدرة على البكاء.

في هذه القصة تحكي لنا القاصة في مستهلّها عن الولادة والموت، عن الرحيل والبقاء، عن النهاية والبداية وهي وإن لم تسرفْ في التعريف بمن ولد ومن مات في ذلك اليوم (زمن القصة) إلا أنها وضعت أمامنا حقيقة أن النورَ لا يخلّف إلا نورا. هنا تلعب القاصة على الاسم ومعنى الاسم فالعم الذي شُيّع في بداية قصتها هو العم (نور) والطفلان اللذان ولدا لحظة رحيله هما نور أيضا، وهما البنيتان المركزيتان اللتان استندت القصة عليهما. عاشا حياة مشتركة، لم يفارقْ أحدهما الآخر.

كانا ملازمين بعضهما كتوأمين، كحبيبين، كظلّين ملتصقين، ثم تأتي الصدمة الكبرى حين تمرض الفتاة فتأخذها جدتها إلى المستشفى وفي فترة مكوثها هناك بنى الإسرائيليون جداراً عازلاً فاصلاً فرض على نور الفتاة استحالة العودة لفتاها نور لتبدأ مأساة فراقهما، ويبدأ الجدار بحرمانهما وإسقاط ظله الداكن على حياتهما الشفافة. كبر نور على انتظار ابنة عمه نور وصار يتردد على ذلك الجدار أملاً في أن يسمع صوتها من ورائه واملأ منها في سماعه أيضا، وفي ليلة باردة ممطرة هوجاء كانا ممددين قرب الجدار كجثتين هامدتين جعلتا الجدار يبكي عليهما كمداً وحزناً. لقد استرسلت القاصة في تفاصيل معاناتهما، وقسوة الجدار عليهما، وتعلق روحيهما التي لم يستطعْ الجدار فصلهما فكانت النهاية. نهاية الأنوار التي حركت الحجر وجعلت الجدار يلعن نفسه بنفسه فانتفض:

“خالعاً كل ما عليه من غرف ومكامن ومراقب وجنود وبوابات، مستسلما للدك والتّهاوي تكفيراً عن ذنبه الأسود، ومنداحاً في دموعه الإسمنتية وفي أحزانه وندمه على قتل الصغيرين العاشقين”

الهيمنة التي فرضتها لعنات الجدار على هؤلاء كبيرة جداً وواسعة أيضا ولا يمكن استيعاب حجمها بسهولة. وعلى الرغم من واقعيتها وتشكل لبناتها من أرض الواقع إلا أنها ظلّت صعبة قدر تعلق الأمر بالكتابة عنها. لقد وضِعت القاصة بين أمرين قد لا يلتقيان: السرد التقريري البحت، والسرد القصصي العابر للواقعية والتسجيلية. وبدافع الحرص الشديد على نقل الواقع بمحتوياته وتشعباته آلت القاصة د. سناء شعلان على نفسها الوقوف إلى جانب الصدق التام في التعبير عن حقيقة تلك الهيمنة التي شغلتها منذ أقيم جدار العزل وحتى ساعة صدور مجموعتها القصصية فهل دفعت ثمن هذه الوقفة؟ بصريح القول أزعم أنها دفعت ثمن ذلك من تحجيم قدرتها على الخيال والابتكار لصالح الواقع المعيش والحقيقة الماثلة.

ففي قصة (المقبرة) تسرد لنا حكاية (الحاجة رشدية) أو كما أسمتها (أم الشهداء) بطريقة استبعدت دور مخيالها القصصي وما يمكن أن يقدم لنا من الشغف الذي يفوق العملية الصحفية وتقريريتها. وفي قصة (حالة أمومة) حاولت إنقاذ نفسها من هذا المطب الصعب بجعل الأم الفلسطينية تقفل عائدة إلى وليدها لترضعه متحدية في ذلك جدار الفصل ودورياته المرابطة فتسقط صريعة برصاص العدو وتثبت أن قوة الأمومة تفوق قوة الموت والفناء. وفي قصة (الصديق السري) تأخذنا في سرد شيّق نحو حياة طفلية مُوشَّاة بالبراءة بين طفلين لا يعنيهما خلاف الكبار ولا عدائهم القاتل، وكل ما يسعيان إليه هو صداقة تربطهما مع بعضٍ بصدق وعاطفة لا حدود لبراءتها. إلا انهما وبسبب الجدار الذي كان الطفل الفلسطيني يتسلل منه للقاء صديقه اليهودي قد أدى إلى مقتل الأول والى فشل الثاني بإيقاف إطلاق النار قبل جنودهم فيرمي نفسه عليه ليموت هو الآخر. وليظلَّ الجدار مداناً بجريمة قتل طفلين وإن اختلفت هويتهما إلا انهما ارتبطا برابط البراءة.

ومما تمتاز به قصص سناء شعلان في هذه المجموعة اهتمامها بانتقاء الشخوص وتقديمهم بطريقة تبدو وكأن القاصة قد أوغلت بدراسة أبعادهم وسلوكهم وحياتهم الداخلية حتى تكاد الشخصية تفصح عما يختلج أو يمور في أعماقها القصية. ففي القصة الموسومة (شمس ومطر على جدار واحد) تقدم لنا شخصيتين جمعهما الجدار تحت بوابته: الأولى شخصية الشاب الأسمر الفلسطيني الذي يعبر يومياً من بوابة الجدار نحو الجهة الأخرى ليشقى بكسب عيشه المضني، والثانية هي المجندة الإسرائيلية ذات الأصول الهنغارية التي تقوم بتفتيشه يومياً قبل عبور البوابة. وتجاوزاً لتكرار التفاصيل عن كلّ منهما اختصر الحال بعلاقة خفية ربطت بين الشخصيتين، علاقة حب مكتوم لم تفصح عنه أي من الشخصيتين. حب أزاح الحقد الدفين، والكراهية البغيضة، وعدم تقبل الآخر ليسمو فوقها جميعاً حتى صارت المجندة تنتظر بلهفة صباحَ اليوم القادم ليتسنى لها أن تكحل عينيها بمرأى فتى أحلامها الشرقي الجميل والمشرق. وذات صباح بينما هي تتقدم نحو الجدار رأت حبيبها المنتظر ملقى على الأرض مع عدد من العمال الذين قتلوا على يد جنود الجدار بدم بارد:
“وكانت العودة إلى هنغاريا دون رجعة إلى هذا المكان هي الفكرة الوحيدة التي تملك عليها ذاتها، وتلحُّ عليها قبل أن يقتلها الجدار كما قتل الرجل الذي عشقته”

وفي القصة الموسومة (من أطفأ الشمعة الأخيرة) تقدم لنا القاصة شخصية نذرت نفسها للاطمئنان على أبنائها الأسرى حتى أنها حفظت رسائلهم الشفهية عن ظهر قلب لتنقلها إلى أمهاتهم بطيبةِ وحنانِ أم رؤوم. كان حلم حياتها أن تزور بيت الله، وعندما حانت الزيارة استثمرت وقتها في إيصال رسائل الأسرى الشفوية لأمهاتهم اللائي عزلهن الجدار عن أبنائهن في معتقلات العدو ولم يبق لها إلا أن تطفئ شمعتها الأخيرة قريبا من الجدار.

لقد انتقت سناء شعلان شخوصها بدقة كبيرة من أولئك الذين فرض عليهم العيش على جانبي الجدار، ومن الأطفال والشباب والشيوخ والثواكل اللائي صبت الحرب على قلوبهن نارها الموقدة. فبالعودة إلى القصة الأولى نجد أن القاصة اختارت الطفلين (الذكر والأنثى) نور لتخبرنا كيف فرَّق الجدار بينهما حد الموت، وفي القصة الثانية والثالثة اختارت شخصية الأم لتسرد لنا في كلتيهما قصة المعاناة الرهيبة لكلّ منهما جراء الجدار. وفي الرابعة اختارت صبيين من جانبي الجدار أقاما علاقة صداقة كان مصيرها الموت برصاص العدو الذي لا يفرق بين طفل فلسطيني وآخر يهودي عندما يتعلق الأمر بالجدار، وفي الخامسة حدثتنا عن شاب وشابة ارتبطا بعلاقة حب ولد ومات قرب الجدار أيضا, وفي السادسة اختارت شخصية الأم ثانية وهي المرأة التي ضحت بزيارتها لبيت الله لتوصل رسائل الأسرى الشفهية لأمهاتهم ثم لتموت قرب الجدار.

ومن مطالعتنا لبقية قصص المجموعة اتضحت لنا دلالة الجدار القائمة على التأثير المباشر على حياة الشخوص الداخلية والخارجية، وخلخلة نظام حياتهم، وتراكم مشاعر الضيق والحزن ولوعة الفراق. الشخصيات عموماً تختزن طاقة درامية حققت مقبولية تلقيها بكلّ ما لها وما عليها، وارتبطت بجدار الفصل (مكانياً) ارتباط السبب بالنتيجة مانحة إياه دلالة فريدة ارتبطت بمصائرها الفاجعة كـ (مدلول) فتحول – على الرغم من قسوته المفرطة – إلى مصدر إلهام فعّال جعل مداد القاصة يسيح على الورق بهيئة حروف وكلمات أجادت تركيبها في لغة قصصية لها ثراؤها وأثرها وفعلها وكينونتها كمجموعة كاملة.

بعد أيام ينتظر أطفالك العودة الى المدارس ولكن ماذا عن الوجبات الغذائية الصحية والسليمة وصولا لصحة طفلك بما يحقق نتائج أفضل على صعيد التركيز في الفصل الدراسي والحصول على نتائج أفضل.

وتقول القاعدة العامة إنه على الأم أن تدرك نوعية وجبات طفلها والحفاظ على نمط غذائي صحي له.

وجبات تضمن تغذية أفضل للطفل

أخصائية التغذية نشوة قبج تنصحك بضرورة احتواء وجبة طفلهن وهو في المدرسة على 5 مكونات من المجموعات والعناصر الغذائية لضمان نموّه بالشكل السليم، أوردتها في السطور التالية:

النشويات

وهي المكون الرئيس ومصدر الطاقة والنشاط اللذين يحتاجهما الطفل خلال فترة المدرسة، وغالباً ما يكون الخبز الاختيار الأول من هذه المجموعة، والأفضل أن يتعوّد الطفل على تناول خبز القمح والحبوب الكاملة؛ لحاجته لتناول الألياف، لذا، يفضل تقديم أنواع مختلفة من الخبز وعدم الإبقاء على نوع واحد فقط.

مجموعة البروتينات

يحتاج الأطفال لنموّهم أغذية غنية بالبروتين مثل: اللبنة أو الجبنة أو الحمص، لهذا، على الأم أن تنوّع دائماً في اختياراتها حتى لا يملّ طفلها ويرفض أكل وجبته على الإطلاق.

مجموعة الخضار والفواكه

لا شك أن الخضار والفواكه من أهم الأغذية التي ينبغي التركيز عليها لغناها بالفيتامينات والمعادن والألياف القليلة السعرات الحرارية، خاصة إذا كان الطفل يعاني من السُّمنة، وتستطيع الأم استبدال الفواكه بالعصير الطبيعي من دون إضافة السكر.

المشروبات

يُعدّ الماء من أهم العناصر الغذائية الواجب تقديمها للطفل، ويُفضّل أن يحلّ محل العصائر، خصوصاً المحلية منها، لاحتوائها على نسبة سكر وسعرات حرارية عالية، وخلوّها من العناصر الغذائية المفيدة، والتركيز على تقديم الحليب الغني بالكالسيوم والبروتين لنمو عظامه وأسنانه.

الحلويات

وهي الجزء المفضل عند الطفل، رغم أهمية أن يكون الجزء الأصغر والأخير في وجبة المدرسة، على أن يتم إعطاؤه كمية قليلة من الحلويات المحضَّرة في المنزل، كالحلويات التي تحتوي على الفاكهة أو الفاكهة المجففة أو المكسرات، ولا تحتوي على كمية سكر أو دهون عالية، بدلاً من شرائها من المدرسة، واستبدال الشيبس الغني بالسعرات والدهون بالبوشار الغني بالألياف، أما الشوكولاتة فيُفضل أن تخلو من الدهون والسكريات، لتناسب صحة الطفل وتُفيده.

نعم الأمومة هدف كل امرأة، ولكن الكثير من الأمهات يعانين من مشكلات نفسية بعد الولادة، وقد تدوم هذه الحالة طويلاً. ورغم خطورتها، إلا أنها لا تؤخذ على محمل الجد، حسب مقال لشارلوت ناغتون منسقة مجموعة «Mothers  Uncovered» نشرته في صحيفة The Guardian البريطانية.

تقول شارلوت إن الحرمان من النوم والذعر ونوبات الهلع وتقلب المزاج والعزلة الاجتماعية والكآبة والقلق والضرر العصبي، تعتبر من بين الأمور المثيرة للقلق.

ولكن ماذا لو كانت تلك نتيجة لأول ولادة؟ يتعامل البعض بعدم اهتمام مع الأم حديثة الوضع باعتبار أن هذه المشكلات التي تتعرض لها أعراض طبيعية للولادة، ولكن هذا الاستخفاف أمر غير صحيح وقد يكون خطيراً.

تقول شارلوت وهي تخاطب النساء، ربما سبق لكن أن خُضتنَّ تجربة الأمومة، وتعتقدن أنه يمكن للنساء الاستعداد لها،  وفي بعض الأحيان، لا يمكن للنساء اللاتي لم ينجبن أطفالاً معرفة خلفية هذا الجدل.

وبالنسبة للنساء اللاتي لديهن أطفال، ولم يواجهن العديد من هذه المشكلات، فيعتقدن أن هؤلاء المتذمرات يجب عليهن فقط الكف عن التذمر. فكلنا لدينا أمهات، وما مدى صعوبة ذلك بالنسبة لهن؟

الأمر له آثار سلبية ليس على الأم فقط بل على الطفل أيضاً

عدم الاعتناء بالأم ومَن حولها يمكن أن يكون له تأثير اجتماعي سلبي، خاصة على رضيعها ، فبالنسبة لمعظم الأمهات، فإن الاعتناء بالطفل مهمة صعبة، لكن عند الولادة ورعاية الرضع، تبدأ الأم باختبار الحقائق لوجودها لأنها بذلك تقترب من ذاتها البدائية حين تلمس الطفل لأول مرة وهذه التجربة ربما تكون لها آثارها السلبية على الأم لأنها ليست معتادة عليها.

وقد تؤثر على علاقتها بالزوج أيضاً

بين الشعور بالرغبة في البكاء والارتباك، والاكتئاب الشديد، هناك مجموعة من المشكلات النفسية التي تستحق الاهتمام، على غرار القلق واضطرابات الأكل واضطراب ما بعد الصدمة، هذا بعد الوضع، لكن حتى قبل الولادة فإن المجتمع يتعامل مع المرأة بنوع من السلبية تقول إيمان أكرم (23 عاماً) لعربي بوست:

منذ علمي بأنني حامل في شهوري الأولى تعرضت لنوع من الضغط المعنوي الكبير والذي تمثل في رسائل سلبية تلقيتها من صديقاتي وأقاربي للأسف، رسائل من نوعية «يمكنك النوم الآن لأنك لن تستطيعي النوم الفترة المقبلة»، إن التعب والألم لم يأتيا بعد، وإن كل النساء وضعن أطفالاً ولا أقوم بمعجزة فلماذا الشكوى.

هذه الرسائل تكاد تكون قتلت فرحتي بانتظار طفلي وجعلتني في الوقت ذاته أشعر أنني مقبلة على مرحلة تعيسة في حياتي مليئة بالإرهاق والتعب أكثر مما كنت أعانيه بالأساس

بسخرية تقول إيمان «المرأة الحامل تعرف بالطبع أنها كرة على وشك الانفجار فلا داعي لتذكيرها بذلك»، وتضيف «من أكثر التعليقات التي كانت تؤلمني نفسياً التعليق على التغيرات التي طرأت على مظهري، أنفك لماذا ازاد حجمه، مقاس قدمك لماذا زاد إلى مقاس أكبر، حتى أن بعض صديقاتي كن يمازحنني بأنهن لم يتعرفن علّي حين تقابلنا وأنا على وشك الولادة لأن شكلي تغير، بالطبع لم أكن في حاجة لأن أسمع كل هذه التعليقات السلبية لأنني أعرف أن شكلي تغير لكن المجتمع لا يقدر الحالة النفسية والضغط الذي تتعرض له الأم الحامل وحديثة الولادة».

لا تؤثر هذه المشكلات على المرأة فقط، بل على دورها كأم أيضاً، وتكون لها انعكاسات على قدرتها في الارتباط والتعامل مع أطفالها، والحفاظ على علاقتها المستقبلية بهم، وقد تتأثر علاقتها بشريكها أيضاً.

أنا حامل.. لست مريضة

في أول الحمل قررت أن أتغاضى عن كل الرسائل السلبية التي كنت أتلقاها، وألا أسمع إلا طبيبتي التي أتابع معها حالة طفلي، انطلقت في رحلات في أكثر من مكان للتغلب على حالة الخوف التي تنتاب الأم في حملها الأول وزوجي ساعدني في ذلك وبالفعل قدم لي الدعم المناسب،

كنت متحمسة للتجربة وحماسي طغى على الخوف فقررت أن أقوم بجلسة تصوير مع مستلزمات الطفل التي اشتريتها قبل الولادة وقررت أن أخوض التجربة وأستمتع، أنا حامل لست مريضة.

كلمة السر.. المشاركة

مع أولى لحظات الوضع كانت التجربة صعبة  تقول إسراء، التي أضافت «وحتى الآن أحاول عمل روتين لنوم ابني لأن نومه متقطع بطبيعة حال الأطفال في أول الولادة ورفضت الذهاب لوالدتي لأن زوجي لابد أن يشاركني كل لحظاتي الصعبة ويعيش معي تفاصيل اعتنائي بابننا وأعتقد أن ذلك أثر بشكل كبير على تفهمه للأمر وتعامله معي لأنه أدرك عن قرب التعب الذي أعيشه كل يوم وبدأ مشاركتي فيه؛ مشاركتي في التعامل مع الطفل  وفي محاولات إسكاته وقت بكائه والاعتتناء به».

كلمة السر في المشاركة، أنا لم أكن أريد في هذه الفترة إلا الدعم المعنوي والاعتناء والتغاضي عن كل العبارات التي تسمعها أي أم على مشارف الوضع أو في أيام حملها الأولى والتي تتلخص في أننا على وشك الدخول إلى نقطة مظلمة

.وكأننا على مشارف معركة وعلينا الاستعداد لها

تحدث عالم النفس سيمون بارون كوهين عن مصدر القوة الداخلي، الذي يساعدنا على شقّ طريقنا في هذه الحياة، والذي نحصل عليه عادة من أحد الوالدين خلال مرحلة الطفولة.

ويوفر الاستقرار خلال السنوات القليلة الأولى من الطفولة هذا المورد الداخلي، الذي يمكن للأطفال فيما بعد الاعتماد عليه.

وإذا اعترفنا بأن السنوات الأولى من حياة الطفل هي الأكثر أهمية، فإننا نحتاج إلى البدء في توعية الأمهات بأهمية التوقف عن زرع أزمة الصحة العقلية في صغارهن.

تبدو عدوانية وتعاني من افتقار للدعم الأمر الذي قد ينتهي بها إلى العزلة

تقول إحدى الأمهات، إنها كانت «خلال السنة الأولى من الولادة، عصبية وكثيرة الطلبات ومزاجية وعدوانية

ولا يقتصر هذا على قلة من النساء، إذ تعاني نصف الأمهات من مشكلات صحية وعاطفية أو عقلية يمكن أن تكون لها آثار طويلة الأمد.

كما أن الافتقار إلى هياكل الدعم الاجتماعي يعني أن النساء غالباً ما ينتهي بهن المطاف في حالة عزلة.

هرعت للحمام وأخذت في البكاء

قد تكون فترة الأمومة قصيرة ولكن عواقبها يمكن أن تدوم طويلاً. وحسب ما ذُكر في موقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، فإن حالة الكآبة النفسية أو ما يعرف «بكآبة الأطفال» لا تدوم أكثر من أسبوعين بالنسبة لبعض النساء.

وفي كتاب الحياة السرية للأمهات، تحدثت الأمهات عن مجموعة من المشكلات التي تظهر ببساطة في الأسابيع القليلة الأولى من الولادة. وتقول إحداهن «من المعروف أن الأمهات يعانين من الاكتئاب، لكنهن يتحدثن عن ذلك مباشرة بعد إنجاب الطفل. وما يلبث أن ينتهي ذلك العام حتى يتجاوزن بأنفسهن تلك الحالة النفسية».

وإن اختلفت الإحصائيات، فإن بين 50 و90% من الأمهات يعانين من «كآبة الأطفال»، وتعاني امرأة من بين 10 نساء من اكتئاب ما بعد الولادة. تقول إحداهن «كنت أسلم ابنتي الرضيعة إلى زوجي، ثم أذهب مسرعة إلى الحمام وأجلس هناك لأبكي».

ولهذه الأسباب تُفضل الأمهات عدم الإفصاح عن هذه المشاعر

وفقاً للصندوق الوطني للولادة، نصف مشكلات الصحة العقلية لدى الأمهات الجديدات تمر دون أن يتم اكتشافها

ما يقرب من ثلثي الأمهات (60%) يقلن إن الفحوصات التي خضعن لها طيلة الأسابيع الستة الأولى في هيئة الخدمات الصحية الوطنية تركز بشكل رئيسي على الطفل.

ولم تشعر نصف النساء اللاتي يعانين من مشكلة صحية عاطفية أو عقلية بأنهن مستعدات للتحدث عنها.

كما صرَّحت الكثيرات منهن بأن أخصائيي الرعاية الصحية لا يبدون أي اهتمام بهذا الموضوع.

وغالباً ما تخاف النساء من إظهار انهزامهن، أو يتم إبعاد أبنائهن بعيداً عنهن. لذلك، يشعرن بأن عليهن التأقلم مع ما يعانين منه من مشكلات ومواكبة الصورة النمطية، لأنهن يشعرن بأنهن غير مؤهلات لتربية الطفل ومذنبات إذا أظهرن معاناتهن.

 هناك حل لهذه المشكلات

نعم، هناك العديد من الطرق لمعالجة هذه الأعراض، والتقليل من الشعور بالقلق إزاء عدم التأقلم.

لا بد من مراجعة بعض المصطلحات المستخدمة فيما يتعلق بالأمومة، مثل «كآبة الأطفال»، التي تقلل من وطأة معاناة العديد من الأمهات اللاتي خضن هذه التجربة. ويمكن أن نتوقف عن نداء النساء بكلمة «ماما» بمجرد أن يلدن، لأن هذا يلغي أسماءهن وهويتهن وشعورهن بالأهمية.

ويمكننا أيضاً أن نتواصل مع الأمهات الجديدات من حولنا، ونتقبل حقيقة أن شعور الأم بالمعاناة بشكل مؤقت أو دائم ليس أقل قيمة من معاناة بقية الأمهات إذا كانت تحب رضيعها وقد خططت لقدومه.

ويجب أن تُعطى المرأة الحق في التفكير

الخدمات المتخصصة مثل الدعم الذي يقدمه الأقران فعالة بشكل كبير، حسبما ذكر صندوق الولادة الوطني ببريطانيا.

ويمكن أن يؤدي الفرق إلى امرأة تتأقلم بشكل جيد وأخرى «على وشك الدخول في حالة صحية عقلية خطيرة».

إن إعطاء المرأة الحق في التفكير في نفسها، كما تفعل في منظمة Mothers Uncovered، يمكن أن يكون في بعض الأحيان كافياً لمعالجة المشكلة.

إجراء فحص الصحة العقلية للأمهات الجديدات، وهذا يعكس درجة نمو الوعي بهذا الموضوع.

هذه الممارسات جعلت المجتمعات الأوروبية تغير نظرتها للأمهات الجديدات وباتوا يقدرون حجم المشكلات النفسية والعاطفية التي تعاني منها الأم حديثة الوضع أكثر من أي وقت مضى، أصبحوا يقدرون أنه بدون دعم معنوي كاف سيكون من الصعب تخطي هذه المرحلة.

وعن هذه الحالة، تقول إحدى الأمهات: «أتذكر أنني ذهبت منذ سنوات لرؤية صديقة لي، وكان لديها وَلَدان غاية في الجمال، وزوج رائع، ومنزل جميل، ولكنها كانت مكتئبة.  وأتذكر حينها أنني كنت أفكر في سبب اكتئابها، لأنه بالنسبة لي كان لديها كل شيء. ولكنني أصبحت أدرك عندما وضعت سبب معاناتها الآن».

كارمن سليمان و«زين»
نجمة «آراب أيدول» كارمن سليمان رزقت مطلع هذا العام بابنها الأول زين من زوجها الملحن الشاب مصطفى جاد، ولقّنته فور ولادته وصيّة من بابا وماما قالت فيها: «إلى طفلي عايزينك تعرف إنك هدية من الله وأنت أول طفل غالي وعزيز علينا، وأول كل حاجة وعايزينك تعرف إننا بنحبك جدًا، وهنفضل نحبك إحنا عارفين إن العالم مش شيء سهل، لكن مفيش داعي للخوف، إحنا دايمًا هنفضل معاك وجنبك بنصلي لربنا علشان تكبر وتبقى رجل قوي وعطوف، ربنا يحميك دايمًا، أهلًا بيك يازين في عالمنا».

هبة مجدي وهدية «دهب»
المطربة والممثلة هبة مجدي رزقت بطفلتها الأولى «دهب» من زوجها المطرب محمد محسن، بعد شهر بالتمام من عيد الأم الماضي، وهذا العام سيكون أول احتفال لها بيوم الأم، ومن المرجّح أن يكون الاحتفال خاصاً جداً في مدينة لها ذكرى دائمة بوجدان هبة، فحسب تصريحات زوجها محمد محسن، تمّ اختيار اسم «دهب» للصغيرة، بعد رحلة سياحية قصيرة لمنتجع شهير في سيناء يحمل نفس الاسم، وعندما علمت هبة باسم مدينة دهب أعجبت بها واقترحت تسمية ابنتهما نفس الاسم ووافق محمد بالفعل خاصة وأن آخر حرف من اسمه «د» وأول حرفين من اسم هبة «هـ» «ب» وبذلك يتكوّن اسم دهب.

«غزل» دنيا بطمة
قبل أن ترى النور، عرفت الطفلة غزل عالم الشهرة والأضواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخصّصت لها والدتها المطربة المغربية دنيا بطمة حساباً خاصاً على «إنستقرام» قبل ولادتها، والمؤكّد أن يشهد هذا الحساب احتفال غزل ووالدها محمد الترك بأول يوم أم لنجمة «آراب أيدول» دنيا بطمة.

أمل بوشوشة و«ليا»
الفنانة الجزائرية أمل بوشوشة، استقبلت مولودتها الأولى «ليا» من زوجها رجل الأعمال اللبناني وليد عواضة، في أحد المستشفيات في بيروت، شهر أبريل (نيسان) الماضي ومن يومها وهي تمرّ بتجربة جميلة جداً، عبّرت عنها سابقاً عندما نشرت صورة من المستشفى، وأرفقتها بكلمات لخّصت التجربة التي مرّت بها. وقالت: «لو كانت الحياة تقاس بلحظة… لقلت أنّك أجمل وأصدق وأحلى لحظة في حياتي… ولو كنت أعرف أنّ هذا الإحساس موجود من قبل… لكنت أنجبت من قبلك قبيلة… يا رب لا تحرم أحداً من هذه النعمة»، والمؤكد أنها ستحتفل هذا العام بأول يوم الأم، ولكن السؤال هو أين سيتم الاحتفال، في منزلها ببيروت، أم مقر إقامتها المؤقتة في القاهرة حيث تشارك في بطولة مسلسل «أبو عمر المصري» مع النجم أحمد عز.

ساندي و«راين»
المطربة المصرية المقيمة في الإمارات ساندي كشفت فجأة عن ولادة طفلها الأول «راين» من زوجها المخرج حازم كتانة بعد سبعة أشهر من الزواج، وعلّقت على صورته الأولى قائلة: «اللهم احفظه لي واجعله سندًا لي في الدنيا»، وأطلقت هاشتاغ «راين حياتي»، وكما اعتادت ساندي أن تشارك جمهورها كل لحظات حياتها عبر منصّاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، فمن المرجّح أن تشاركهم تفاصيل احتفالها بأول يوم أم.

ساندي و«آفا»
الممثلة التونسية ساندي وضعت طفلتها الأولى من زوجها رجل الأعمال المصري علي أبو طرية، في أحد مستشفيات الولايات المتحدة الأميركية في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، وأطلقت على مولودتها اسم Ava آفا، وحاولت قدر الإمكان إبعاد ابنتها عن أضواء الشهرة، فهل تحتفل بأول يوم أم بنفس الحرص على الخصوصية، أم تشارك جمهورها فرحتها وتكشف للمرّة الأولى عن وجه ابنتها؟