عاشت المواجهات، والإصابة بالرصاص المطاطي، والاختناق بقنابل الغاز، وشهدت اعتقال والديها، واستشهاد خالها وعمتها، واعتادت أن تكون في طليعة صفوف المظاهرات.

بمسيرة نضال قصيرة سطرت الشابة الفلسطينية عهد التميمي قصة تلخص معاناة الفلسطينيين. أسيرة فلسطينية صفعت جنود الاحتلال منذ صغر سنها، بدلًا من أن تعيش طفولتها كأقرانها، حملت رسالة القضية الفلسطينية للعالم أجمع وأصبحت رمزاً في مواجهة إسرائيل.

شقراء المقاومة الفلسطينية وفي حديث خاص لـ«الرأي» الأردنية، قالت «وجود العدو المحتل في أرض فلسطين يستفزني، لا استطيع السكوت عن اعتدائهم علينا وعلى أرضنا وبيوتنا، اتصرف بشكل تلقائي وطبيعي».

وأضافت التميمي «أصعب فترة في حياتي كانت السجن وخاصة فترة التحقيق، منعوني من النوم والطعام، وكانت جميع تحركاتي تحت المراقبة، سُجنت بغرفة صغيرة تملؤها الأوساخ، وكانوا يتعمدون إلى تفزيعي وقت نومي وتهديدي بالأهل واعتقالهم، وكان فريق التحقيق من الذكور وهذا مناف للقوانين الدولية كافة».

وزادت بالقول «فترة الاعتقال كنت قاصراً ولم يكن معي أحد من أهلي أو محامٍ، واجهت تعذيبهم وضغوطهم بالصمت الذي تعلمته من قصة والدي ونضاله وما تعرض له من تعذيب، وخلال 16 يوماً فترة التحقيق لم انطق بأي كلمة والتزمت الصمت مما استفزهم واخذوا بالضغط علي بشتى الوسائل، كما تم اعتقال عدد كبير من أفراد أسرتي منهم شقيقي ما أثر على نفسيتي، كما أن استشهاد عز الدين التميمي وقع كالصاعقة علي وانهرت».

ووفق التميمي، فإن السجن الحقيقي هو «فقداني لحريتي التي لا يساويها ذل وضرب داخل المعتقل حيث كنت مقيدة بغرفة صغيرة توشحت جدرانها بالرطوبة»، وقالت «لا اعتبر نفسي ضحية بل مقاتلة من أجل الحرية، والعالم شريك معنا من أجل نضال الشعب الفلسطيني».

وذكرت «أكملت التوجيهي في السجن مع معاناة كبيرة أنا وعدد من الأسيرات، والآن سوف أتوجه إلى بريطانيا لدراسة اللغة الانجليزية لمدة 3 شهور كي أستطيع إيصال رسالة من القلب للقلب للعالم أجمع».

وحول الشابة عهد التي أصبحت مشهورة، قالت «الشهرة مسؤولية كبيرة، شهرتي ليست كأي شهرة بل شهرة تحمل قضية كبيرة، القضية الفلسطينية ليست أمراً سهلاً وأمثل شعباً كاملاً فيجب ان أكون حذرة وأن انتبه لكل تصرفاتي، كما اني أصبحت مستهدفة أكثر داخل فلسطين من قبل الاحتلال والمستوطنين، أما خارج فلسطين فألقى تفاعلاً كبيراً معي كفلسطينية مشتبكة ثقافةً مع المحتل، وهذه رسالة توعية احملها للشباب العربي».

ونوهت بالاهتمام الملكي بالشباب الأردني وقالت «إن اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني بالشباب، اهتمام ملكي غير مسبوق»، داعية الشباب الأردني إلى اغتنام الفرصة والمشاركة في جميع مناحي الحياة.

ونوهت بأنها «تتمتع بعدد من الصديقات في الأردن توتابع نشاطاتهم التفاعلية»، متمنيةً أن يكون لهم دور في حمل رسالة القضية الفلسطينية إلى الجامعات والمدارس، ونشر الوعي لدى الشباب الأصغر ومقاطعة اسرائيل».

ودعت الشباب أن يتمتعوا بالوعي لأن اسرائيل تشوه قصص نضال الشباب الفلسطيني وتتعمد اسقاط كل من يتحدث بالقضية الفلسطينية وتعمل على تشويه سمعته لكن الشباب الفلسطيني واع، ويحمل قضيته بشتى الوسائل.

ووجهت التميمي رسالة للشباب الأردني والعربي «قضية فلسطين هي قضية إنسانية تتطلب اهتماماً من الجميع لأن مشروع اسرائيل يهدف للسيطرة على الوطن العربي بقوة أميركية والتي لا تريد وحدة عربية بل تقسيم الوطن العربي، ويجب أن نكون يداً واحدة ونواجه المحتل، ونعمل على إيقاف اقتحامات المسجد الاقصى وزيادة الحفر تحته، ونقف بوجه إغلاق المحلات بالقدس وطرد الفلسطينيين من بيوتهم، وزيادة الحصار».

وتزور التميمي الأردن بدعوة من اللجنة الثقافية في النادي الأرثودكسي، للحديث عن تجربتها في سجون الاحتلال.

نقلا عن صحيفة الرأي الأردنية

كشفت الأسيرة المحررة عهد التميمي أنها طلبت من الرئيس محمود عباس أن يلتقي بها ثانية وذلك لوضعه في صورة أعمق لحالة الأسيرات في سجون الاحتلال.

وقالت عهد في تصريح مقتضب لـ” أنت لها” على هامش المؤتمر الصحفي الذي نظمته فور الإفراج عنها وعن والدتها إنها تنوي دراسة القانون بعد أن تمكنت من النجاح في امتحان الثانوية العامة “الإنجاز” وهي في السجن.

وعن أوضاع الأسيرات في السجون شددت التميمي أنهن قويات ويعشن معنويات عالية مؤكدة على ضرورة تنظيم حملات اعلامية كتلك التي نظمت لأجلها بما يساهم في دعم الأسيرات والاسرى وصولا الى إطلاق سراحهن.

وأفرج  الاحتلال عن التميمي ووالدتها “ناريمان” على مدخل بلدتهما النبي صالح غربي رام الله صباح أمس الأحد.

وهاتف الرئيس التركي طيب رجب أردوغان عهد وهنأها على شجاعتها وصمودها في سجون الاحتلال.

وقالت مصادر في الرئاسة التركية إن أردوغان اتصل بالتميمي إثر الإفراج عنها من سجون الاحتلال اليوم، وأكد لها أن إطلاق سراحها يبعث على السعادة، مشددا على أن تركيا ستواصل دعمها لنضال الفلسطينيين المشروع.

وأوردت وكالة الأناضول أن الفتاة التميمي شكرت الرئيس أردوغان والشعب التركي، وقالت إنه وقف دوما مع “شعبنا الفلسطيني”.

وقضت محكمة عسكرية، مارس/ آذار الماضي بسجن “التميمي”، 8 شهور، بتهمة “إعاقة عمل جندي إسرائيلي ومهاجمته”، بموجب تفاهم توصلت إليه النيابة العسكرية في إسرائيل مع فريق الدفاع عنها.

وكانت التميمي اعتقلت في 19 كانون الأول 2017، بعد انتشار مقطع فيديو تظهر فيه مع ابنة عمها نور التميمي، تقتربان من جنديين إسرائيليين يستندان إلى جدار في باحة ببلدة النبي صالح شمال غرب محافظة رام الله والبيرة، وتطلب الفتاتان من الجنديين مغادرة المكان، وتقومان بركلهما، وصفعهما.

وهذه أبرز المعلومات عنها:

  • ولدت في 31 يناير/كانون ثاني عام 2001 في الضفة الغربية
  • كانت التميمي في الحادية عشر من العمر عندما استحوذت على الاهتمام الشعبي والإعلامي بعد أن ظهرت لأول مرة في مقطع فيديو تهدد جنديا إسرائيليا باللكم.
  • وهي في الرابعة عشر من عمرها انتشر مقطع فيديو لها وهي تعض يد جندي إسرائيلي كان قد احتجز شقيقها لاشتباهه بأنه كان يلقي الحجارة على الجنود الإسرائيليين.
  • في أواخر العام الماضي انتشر مقطع فيديو يظهرها وهي تصفع جنديا للاحتلال.
  • أصبحت عهد التميمي أيقونة وطنية بالنسبة للفلسطينيين، الذين رأوا في وقوفها في وجه جندي إسرائيلي مدجج بالسلاح شجاعة كبيرة. وأصبح وجه عهد في كل مكان وفي كل شارع وانتشرت اللوحات الجدارية لصورتها كما بدأ الفلسطينيون يحملون صورها في المظاهرات.
  • يعدها الكثير من الإسرائيليين شخصية عنيفة ومثيرة للشغب تسعى للشهرة كما يقولون إن عائلة التميمي استغلت لوقت طويل ابنتها، كما يتهمون العائلة باستخدام الفتاة في محاولة لإثارة جنود إسرائيليين ومن ثم تصويرهم.

وطن للأنباء: قامت مؤسسةDocp و MovementX بوضع لافتات رمزية باسم الطفلة الاسيرة عهد التميمي مشابهة لاسماء الشوارع لعديد من الشوارع في 13 مدينة هولندية، حيث تم وضع لافتات امام ساحة البرلمان الهولندي في مدينة لاهاي و مدينتي امستردام و روتردام وامام مدخل السفارة الاسرائيلية .

ويأتي هذا النشاط احتجاجاً على الحكم الجائر الذي صدر بحق الاسيرة عهد التميمي التى ستمضي ثمان اشهر خلف القضبان وهي لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها.

أفادت مؤسسة الضمير الفلسطينية أن الأسيرة عهد التميمي تستعد لتقديم امتحان الثانوية العامة من داخل سجون الاحتلال.
وبحسب الضمير فإن عشرة أسيرات سيخضعن لاختبار شهادة الثانوية العامة وهن:
➿ منار شويكي.
➿ وهدية عريمات.
➿ ولمى البكري.
➿ وراما جعابيص.
➿ وملك سليمان.
➿ وإسراء جابر.
➿ وشاتيلا أبو عيادة.
➿ وناريمان وتحرير أبو سرية.
➿ وياسمين أبو سرور.
➿ وعهد التميمي .