العضو التناسليّ في جسم المرأة، وله شكل يشبهُ حبّة الكمثرى المجوّفة، وفيه يتمّ نموّ الجنين. ويعدّ سرطان الرّحم من أكثر السّرطانات انتشاراً في الآونة الأخيرة بين النّساء في جميع أنحاء العالم، باستثناء الولايات المتحدة، والتي تعتمد فيها النّساء بشكل كبير على الفحص الدوريّ لتجنّب هذا المرض.
ويعدّ سرطان الرّحم من الأمراض السّرطانيّة التي لا يصاحبها أيّ شعورٍ بالألم، وتتمّ السّيطرة عليه عن طريق القيام بعملياتٍ جراحيّة، يتمّ فيها العمل على القضاء على هذه الأورام، وذلك من خلال نزعها من رحم المرأة، وفي حال لم يتمّ الشّفاء الكامل، فإنّ الطبيب يقوم باستئصال الرّحم بأكمّله.
أمّا سرطان عنق الرّحم فيحدث عندما تظهر خلايا غير طبيعيّة على عنق الرّحم، وتبدأ في النموّ بشكل غير طبيعيّ، وعنق الرّحم هو الجزء السّفلي من الرّحم، والذي يوصل إلى المهبل، ويمكن أن يعالج بنجاح إذا ما تمّ اكتشافه مبكّراً، وغالباً ما يتمّ الكشف عنه عبر مسحة عنق الرّحم.
أعراض سرطان الرحم تؤدّي التغيّرات في خلايا عنق الرّحم إلى ظهور بعض الأعراض في حالات نادرة، ولكن في حال تفاقمت هذه الأعراض فإنّها تتطور لتصبح سرطاناً للرحم. أعراض و اشرات تحذيرية:
1. نزيف غير طبيعيّ من المهبل، مثل النّزيف بين فترات الطمث، أو بعد ممارسة الجنس، أو بعد بلوغ سنّ اليأس.
2. الآم في أسفل البطن أو الحوض، حيث إنّ الكثير من النساء يعانين من الآمٍ في البطن من فترة لأخرى، ولكنّ الألم الذي يكون سببه سرطان الرّحم يكون مختلفاً، حيث إنّه يكون من أسفل البطن أو من الحوض وما يحيط به.
3. الشّعور بآلامٍ أثناء العلاقة الجنسيّة، أو أثناء استخدام الواقي الذكريّ.
4. ويقوم الطبيب باختبار عنق الرّحم، وأخذ عيّنة من الأنسجة إذا ما ظهر نزيف بعد ممارسة الجنّس عند المريضة. 5. فرازات غير طبيعيّة ملطّخة بالدّماء، وتختلف عن دماء فترةِ الطمث، حيث تكون متفرقةً وورديّة اللون.
ولفتت المناصير لـ”أنت لها” الى أن مجموعة من الأسباب تؤدي لمرض سرطان الرحم، فإنّ السّبب الرّئيسي لسرطان الرّحم بشكل عام، وعنق الرّحم خاصّةً، هو فيروس يسمّى فيروس الورم الحليميّ، والمنتشر بعدّة أنواعٍ، ولا تعتبر جميعها مسببّةً لسرطان الرّحم؛ فبعضها يسبب التآليل التناسليّة، وبعضها لا تظهر له أيّ أعراض، وتنتقل العدوى عند ممارسة علاقة جنسيّة مع شخص حامل لهذا الفيروس.
كما ويوجد الكثير من النّساء اللواتي يحملن فيروس الورم الحليميّ مدّة سنوات كثيرة دون أن يعلمن بذلك، ويمكن لهذا الفيروس أن يبقى في الجسم لكثير من السّنوات، وذلك دون أن يسبّب أعراضاً ظاهرةً؛ ممّا قد يسبّب الإصابة بسرطان عنق الرّحم مع مرور السّنوات، ولذلك يجب على المرأة أن تقوم بعمل فحص دوريّ قبل أن يتحوّل هذا الفيروس إلى سرطان في الرّحم؛ إذ إنّّ باستطاعة هذا الفحص أن يكشف عن أيّ تغييرات في خلايا عنق الرّحم، قبل أن تنشأ أيّ خلايا سرطانيّة في عنق الرّحم كما يوجد مطعوم خاص لهذا الفايرس والوقاية منه..
تشخيص سرطان الرحم يجب أن يكون فحص أو مسح عنق الرّحم روتينيّاً، والغاية منهُ هو الكشف عن التغييرات غير الطبيعيّة في خلايا عنق الرّحم، ويعتبر الفحص الروتينيّ إجراءً سهلاً، إضافةً لكونه الوسيلة المتوفّرة الوحيدة للكشف عن التغييرات الطارئة في خلايا عنق الرّحم، ومعالجتها، وذلك قبل تحوّلها إلى سرطان في عنق الرّحم. ولكي يتأكّد الطبيب من عدم وجود سرطان في عنق الرّحم عند المرأة؛ يقوم بطرح أسئلة للمريضة حول التّاريخ الطبيّ للعائلة لهذا المرض، ثمّ إجراء فحص يشمل فحص مسح العنق، وفحص الحوض، وقد يحتاج الطبيب لإجراء العديد من الفحوصات الأخرى، لكي يتمكّن من تقييم الحالة بشكل دقيق، وتحديد العلاج المناسب لها.
وبالإضافة لوجد فحوصات ضروريّة لتأكيد تشخيص الإصابة بسرطان عنق الرّحم يحددها الأخصائي بحسب خصوصية كل حالة و ما تستدعيه. . لذلك يجب أن يكون الفحص لمسحة عنق الرّحم فحصاً دوريّاً.
. علاج سرطان الرحم عندما يُكشف عن سرطان عنق الرّحم في المراحل المبكرة، تكون احتمالية الشّفاء منهُ أكبر، حيث يمكن للمريضة أن تكون قادرةً على الحمل والإنجاب بعد إتمام العلاج.
ويعتمد العلاج في المراحل المتقدّمة على استئصال الخلايا المتسرطنة، ممّا يؤدّي لعدم القدرة على الإنجاب فيما بعد، وتحدّد كميّة العلاج اللازم وفقاً لكميّة الخلايا المتسرطنة التي نم، ويوجد إمكانية للدمج بين الكثير من الطرق العلاجيّة. كما أنّ هناك طرقاً عديدةً للعلاج، منها:-
1- المعالجة الإشعاعيّة: وتكون المعالجة الإشعاعيّة طريقةً نموذجيّةً في مراحلٍ معيّنة من المرض بسرطان عنق الرّحم. وغالباً ما يُدمج بين المعالجة الجراحيّة والمعالجة الإشعاعيّة. ويتمّ استخدام المعالجة الإشعاعيّة عن طريق موجات ذات أشعة عالية، وذلك للقضاء على الخلايا المتسرطنة وتقليل الأورام.
2- المعالجة الكيميائيّة: وتتمّ من خلال تناول أدويّة تعمل على قتل الخلايا السّرطانية، حيث تُحقن هذه الأدوية عبر الوريد عادةً. وتدخل المادّة الدّوائية للدم وتصل لأيّ مكان يحتوي على خلايا سرطانيّة في الجسم. وتستخدم المعالجة الهرمونيّة للنساء في مراحل متقدّمة من إصابتهنّ بسرطانِ الرّحم.
3-استئصال الرّحم: ويتمّ ذلك في المراحل المتقدّمة للمرض، إذا لم تجدي المعالجة الإشعاعيّة أو الكيميائيّة، ويمكن أن يضطر الطبيب إلى استئصال كلا المبيضين، وقناتي فالوب، والغدد اللمفاويّة في منطقة الحوض؛ وذلك للتأكد من إزالة الورم المتسرطن بأكمله. ويضمن الفحص الدوريّ اكتشاف هذه التغيّرات قبل أن تتحوّل إلى ورمٍ سرطانيّ، ولذلك يجب الخضوع لإشراف طبيّ مستمرّ، وتلقي العلاج المناسب بعد أيّ فحص يدلّ على وجود خلايا غير طبيعيّة. ولأنّ الممارسة الجنسيّة سبب من أسباب الإصابة بسرطان عنق الرّحم؛ فإنّ الطريقة المثلى للوقاية من سرطان عنق الرّحم هي أخذ الاحتياطات اللازمة، مثل الحرص على النّظافة العامّة، وأن تكون العلاقة آمنةً عبر استعمال الواقي الذكريّ.