لم يبحث المواطن أسعد عامر (62 عاما) عن ملجأ ليضع والدته حليمة المسنة (94 عاما) فيه، ولم تلهيه ظروف أسرته ومسؤولياته عن والدته، بل كانت لها النصيب الأكبر من حياته هو وأخوته.
ذهبت لزيارتهم في قرية مسحة غرب سلفيت بعد ان وصلتها صورة تتجلى فيها ابهى صور البر بالوالدين، في صورة تجسد الرحمة والوفاء لوالدته في أبهى صورها، وان كانت الوسيلة غير مناسبة، ولكن ان ترى السعادة على وجه من تحب تنسيك كل شيء، وفي منزله المتواضع يرعى أسعد والدته، والتي يتخذ لها مكانا في غرفة ضيافة منزله.
بإبتسامته رضا تخبىء خلفها فرحة ربما بالمستحيل الذي يقدمها من أجل رسم الإبتسامه على وجه والدته يتحدث قائلا : “من واجبي أن أقوم بوالدتي، وأقدم لها احتياجاتها، فالأم لها منزلة عظيمة في الدين وحق لا يساويه حق مخلوق، ولذلك قدم بر الأم على الأب ثلاث مرات لعظم حقها”.
وأضاف بنبرة صوته الفرحة ونظراته تتوزع على والدته الممدة على فراشها، “أمي أنجبت 9 اولاد وبنت واحدة، تعبت علينا، وشقيت بالحياة مع والدي الى أن قاما بتربيتنا ورعايتنا وتوفير احتياجتنا، الى ان كبرنا وأصبحت لنا عائلاتنا، لم تترك عملا بالفلاحة الا وقامت به، من زراعة وتربية الدواب والدجاج علاوة على ذلك العمل في المنزل، فكيف لي عند كبرها تركها، فحق الأم عظيم وبرها من أوجب الواجبات”.
توقف عن الحديث وأخذ يحتضنها ويقبلها ويدللها وكأنها طفلته، ليعود لمواصلة حديثه: “سعادتي عندما ارى ملامح السعادة عليها، وعندما ألبي لها كل ما تطلبه مني، فكل يوم تطلب مني أن أقوم بإخراجها من المنزل من أجلإاما الذهاب لزيارة اخوتي، أو الترفيه بالشوارع ورؤية الناس، على حد قولها، لذلك أستخدم عربة سوبرماركت وسيلة للتنقل، لأنه لا أملك سيارة، ووضعي المادي ليس بجيد، يوم أعمل وعشرة لا، وذلك حسب ما ييسره الله لي، ووضع أخوتي ليست بجيده وعليهم مسروليات، ولا أفضل أن أطلب من أبنائي المال لأن الجميع لديه مسؤولياته الخاصة به، ولم أخجل بيوم من الأيام بهذه الوسيلة لترفيه والدتي، ولا يهمني كلام الناس، المهم الهدف وليست الوسيلة، وهدفي رسم الإبتسامة على وجهها وراحتها كما تريد، وأتمنى من الله أن يتيسر لها كرسي، كي تشعر بالراحة أكثر”.
نقلا عن وكالة معا