الجمعة, مايو 9, 2025
24 °c
Jerusalem
22 ° Tue
21 ° Wed
23 ° Thu
26 ° Fri
26 ° Sat
أنتِ لها
Advertisement Banner
  • ميديا

    وزيرة شؤون المرأة تلتقي وفد برنامج “نون التغيير YWCA” وتؤكد أهمية الشراكة لحماية النساء

    وزيرة شؤون المرأة تلتقي وفد برنامج “نون التغيير YWCA” وتؤكد أهمية الشراكة لحماية النساء

    وزيرة شؤون المرأة تؤكد على أهمية الدور المصري والعربي في حماية المرأة الفلسطينية

    وزيرة شؤون المرأة تؤكد على أهمية الدور المصري والعربي في حماية المرأة الفلسطينية

    التمثيل السياسي وتوفير فرص العمل أولويات للشباب

    التمثيل السياسي وتوفير فرص العمل أولويات للشباب

    لجنة المهندسات في نقابة المهندسين – فرع نابلس تختتم بازار “روح الروح” السابع للأشغال اليدوية

    لجنة المهندسات في نقابة المهندسين – فرع نابلس تختتم بازار “روح الروح” السابع للأشغال اليدوية

    الدكتورة منى ضميدي ضمن قائمة “100 سيدة مبدعة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

    الدكتورة منى ضميدي ضمن قائمة “100 سيدة مبدعة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

    Trending Tags

    • رياديات
      التطور الاجتماعي للوعي الانثوي وتأثيره على عالم الريادة الانثوية

      التطور الاجتماعي للوعي الانثوي وتأثيره على عالم الريادة الانثوية

      مي ناصر: الشهادة والمال لا يقرران ماذا نريد أن نعمل

      مي ناصر: الشهادة والمال لا يقرران ماذا نريد أن نعمل

      ريشة ولون.. قصة مشروع خزف نسوي صغير يصارع من أجل البقاء

      ريشة ولون.. قصة مشروع خزف نسوي صغير يصارع من أجل البقاء

      شيرين دلال تضيف لمسة نجاح جديدة لمركزها بافتتاح مركز شيرين للتجميل

      شيرين دلال تضيف لمسة نجاح جديدة لمركزها بافتتاح مركز شيرين للتجميل

      المسوقة العقارية كرمل أسعد: السر وراء النجاح هو القيام بأمور مختلفة عما يفعله معظم الناس

      المسوقة العقارية كرمل أسعد: السر وراء النجاح هو القيام بأمور مختلفة عما يفعله معظم الناس

      الصيدلانية ماما غالية: لاترضِ بالقليل فأنت ملكة وتستحقين الأفضل

      الصيدلانية ماما غالية: لاترضِ بالقليل فأنت ملكة وتستحقين الأفضل

      الريادية هبة المصري: “إبدئي بنفسك أولا وكوني أنت من يصنع التغير فالتغيير بحاجة إلى الإصرار والإرادة”

      الريادية هبة المصري: “إبدئي بنفسك أولا وكوني أنت من يصنع التغير فالتغيير بحاجة إلى الإصرار والإرادة”

      المخرجة الشابة رزان خضر تشق طريقها بأعمال مميزة

      المخرجة الشابة رزان خضر تشق طريقها بأعمال مميزة

      الريادية علا عسل تحول شغفها في الكيمياء لمنتجات طبية في العناية بالبشرة

      الريادية علا عسل تحول شغفها في الكيمياء لمنتجات طبية في العناية بالبشرة

      ملاك الحنبلي طالبة جامعية تسخر قناتها عبر اليوتيوب لتعليم طلبة التوجيهي في غزة

      ملاك الحنبلي طالبة جامعية تسخر قناتها عبر اليوتيوب لتعليم طلبة التوجيهي في غزة

      Trending Tags

      • تجربتي

        طالبة الهندسة ديما إسماعيل: تعلم التعامل مع العقبات فالرحلة مليئة بالتحديات

        طالبة الهندسة ديما إسماعيل: تعلم التعامل مع العقبات فالرحلة مليئة بالتحديات

        الأخصائية النفسية والاجتماعية لمعة معاني: لا حدود للطموح

        الأخصائية النفسية والاجتماعية لمعة معاني: لا حدود للطموح

        الطالبة آية أبو عرة: الطموح والإصرار هما سر النجاح

        الطالبة آية أبو عرة: الطموح والإصرار هما سر النجاح

        الطالبة سجى كنعان بداية حافلة للتخصص في مجال الإذاعة والتلفزيون

        الطالبة سجى كنعان بداية حافلة للتخصص في مجال الإذاعة والتلفزيون

        الطالبة نارمين قبها عين على القانون والعلاقات الدولية وأخرى لإصدار كتابها الأول

        الطالبة نارمين قبها عين على القانون والعلاقات الدولية وأخرى لإصدار كتابها الأول

      • صحتكِ
        فوائد تمارين الاطالة

        فوائد تمارين الاطالة

        علاج نزلات البرد بالأعشاب: ما حقيقة ذلك؟

        علاج نزلات البرد بالأعشاب: ما حقيقة ذلك؟

        فيتامين د للحامل: أهميته، وأضرار النقص والعلاج

        فيتامين د للحامل: أهميته، وأضرار النقص والعلاج

        تعرف على تأثير أشعة الشمس سلبًا وإيجابًا

        تعرف على تأثير أشعة الشمس سلبًا وإيجابًا

        كيف تعتنين بالشعر التالف: أهم 6 نصائح

        السكر المضاف يجعل الأطعمة لذيذة لكن خطيرة

        السكر المضاف يجعل الأطعمة لذيذة لكن خطيرة

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        لماذا البروتين هو سر القوة والصحة لجسمك؟

        لماذا البروتين هو سر القوة والصحة لجسمك؟

        تغذية المستقبل: التغذية الصحية للمرأة الحامل

        تغذية المستقبل: التغذية الصحية للمرأة الحامل

      • مطبخكِ
        الكعك الأصفر الفلسطيني: مذاق الطعام بنكهة تراث الأجداد

        الكعك الأصفر الفلسطيني: مذاق الطعام بنكهة تراث الأجداد

        تكمن فكرة مطبخ حرف G في توفير مساحة للدخول والخروج

        أحدث تصاميم ديكورات المطابخ

        فتة اللبن: مزيج الطراوة والنكهة الشرقية الأصيلة! 🥣✨

        فتة اللبن: مزيج الطراوة والنكهة الشرقية الأصيلة! 🥣✨

        فتة العدس البني: دفء الشتاء في طبق! 🍲❄️

        فتة العدس البني: دفء الشتاء في طبق! 🍲❄️

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        سلطات بالسبانخ طبق لذيذ قدميه بالشتاء

        سلطات بالسبانخ طبق لذيذ قدميه بالشتاء

        المسفن الفلسطيني: معجنات تراثية عريقة

        المسفن الفلسطيني: معجنات تراثية عريقة

        الخبيزة.. أكلة شعبية توارثها الفلسطينيون

        الخبيزة.. أكلة شعبية توارثها الفلسطينيون

        لو لسه مبتدئة في المطبخ.. خطوات بسيطة تخليكي شيف محترفة 👩‍🍳✨

        لو لسه مبتدئة في المطبخ.. خطوات بسيطة تخليكي شيف محترفة 👩‍🍳✨

      • إطلالتكِ
        الأبيض في الشتاء.. كيف ترتديه وتبدو أنيقًا؟

        الأبيض في الشتاء.. كيف ترتديه وتبدو أنيقًا؟

        شتاء 2025 إطلالات وأناقة تخطف الأنظار

        شتاء 2025 إطلالات وأناقة تخطف الأنظار

        نصائح لبشرة صافية

        نصائح لبشرة صافية

        4 إشارات فى لغة الجسد تعبر عن ثقتك بنفسك.. أبرزها الهدوء والتواصل البصرى

        4 إشارات فى لغة الجسد تعبر عن ثقتك بنفسك.. أبرزها الهدوء والتواصل البصرى

        كيف تعتنين بالشعر التالف: أهم 6 نصائح

        5 ألوان موضة شتاء 2025.. أبرزها البينك والأصفر المشمس

        5 ألوان موضة شتاء 2025.. أبرزها البينك والأصفر المشمس

        أساسيات تنسيق الملابس الشتوية للسيدات

        أساسيات تنسيق الملابس الشتوية للسيدات

        لماذا يظهر السيلوليت عند النساء أكثر من الرجال ؟

        لماذا يظهر السيلوليت عند النساء أكثر من الرجال ؟

        المصممة ”هند المغربية”  تكشف عن تشكيلة جديدة من القفطان المغربي

        المصممة ”هند المغربية”  تكشف عن تشكيلة جديدة من القفطان المغربي

        Trending Tags

        • منوعات
          مدرسة الأمهات تعقد تدريباً لوحدات الحماية حول إدارة الأزمات في شمال الضفة

          مدرسة الأمهات تعقد تدريباً لوحدات الحماية حول إدارة الأزمات في شمال الضفة

          الدكتور نعيم سلامة عضواً في الشبكة الإقليمية لصانعي القرار لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة

          الدكتور نعيم سلامة عضواً في الشبكة الإقليمية لصانعي القرار لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة

          أيهما أختار : البورسلان أم السيراميك ؟

          أيهما أختار : البورسلان أم السيراميك ؟

           Jabra تطلق سماعتي الأذن الأكثر تطورا لتثبت ريادتها في ميدان الاتصالات اللاسلكية

           Jabra تطلق سماعتي الأذن الأكثر تطورا لتثبت ريادتها في ميدان الاتصالات اللاسلكية

           مجموعة Aleph تُطلق برنامج شهادة مجاني بمجال التسويق الرقمي في منطقة الشرق الأوسط  وشمال أفريقيا

           مجموعة Aleph تُطلق برنامج شهادة مجاني بمجال التسويق الرقمي في منطقة الشرق الأوسط  وشمال أفريقيا

          بالفيديو – “شكلك مش سهل” جديد الفنانة إلهام روحانا

          بالفيديو – “شكلك مش سهل” جديد الفنانة إلهام روحانا

          دراسة بحثية في العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية وتقدير الذات

          دراسة بحثية في العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية وتقدير الذات

          كيف نستخدم الإنترنت بأمان؟

          كيف نستخدم الإنترنت بأمان؟

          العالمة القديسة الإماراتية غزالة المطوع تفتح ملف البرمجة الروحية

          العالمة القديسة الإماراتية غزالة المطوع تفتح ملف البرمجة الروحية

        • فرصتكِ
          مطلوب كاتبة وصانعة محتوى إبداعية!

          مطلوب كاتبة وصانعة محتوى إبداعية!

          برنامج تدريبي لتمكين وتعزيز مهارات المرأة “She Creates”

          برنامج تدريبي لتمكين وتعزيز مهارات المرأة “She Creates”

          إطلاق مشروع “بناء الصمود”

          إطلاق مشروع “بناء الصمود”

          هل تبحثين عن طريقة لتعزيز علاقتك مع أطفالك وخلق بيئة أسرية دافئة وداعمة؟

          هل تبحثين عن طريقة لتعزيز علاقتك مع أطفالك وخلق بيئة أسرية دافئة وداعمة؟

          بتدوري على وظيفة في قطاع الآي تي والتكنولوجيا و مش عارفة كيف تلاقيها؟

          بتدوري على وظيفة في قطاع الآي تي والتكنولوجيا و مش عارفة كيف تلاقيها؟

          كوني قوية في مسيرتك، وتأكدي أن مشرقة دائمًا هنا من أجلك!

          كوني قوية في مسيرتك، وتأكدي أن مشرقة دائمًا هنا من أجلك!

          فرصة لبرنامج الدبلوم المهني المتخصص “إدارة المكاتب”

          فرصة لبرنامج الدبلوم المهني المتخصص “إدارة المكاتب”

        • حياتي شوب
        لا يوجد نتائج
        عرض كل النتائج
        أنتِ لها
        لا يوجد نتائج
        عرض كل النتائج

        الدورة الشهرية: العالم يتغير، فلماذا لا نزال داخل فقاعتنا؟

        الدورة الشهرية: العالم يتغير، فلماذا لا نزال داخل فقاعتنا؟

        «الآن أعلم من دون أي شك أن مصدر كل الشرور في العالم هو دم الحيض». عمار عبد الحميد، رواية «الحيض».

        ماذا سيحصل لو بطريقة سحرية باتت الدورة الشهرية تصيب الرجال؟ تجيب الناشطة النسوية الأمريكية الشهيرة «غلوريا شتاينم»، في وقت سابق في العام 1978: «سيصبح الحيض فعلًا بيولوجيًّا يُحسَد عليه الرجال، وسيجاهرون ويتباهون بغزارة دمائهم ومدة استمرار الدورة الشهرية».

        تبدو الإجابة صالحة في منتصف 2018. مشكلة الدورة الشهرية الأساسية أنها تصيب أجساد النساء: دماء تخرج من أجساد يُفتَرَض أنها أساسًا عورة، أو لنقل عار يجب مداراته.

        لكن لِنعد إلى البدايات، بدء الخليقة ربما. البديهي جدًّا أن كل امرأة منذ بداية الكون أصابتها الدورة الشهرية، بغض النظر عن تقييمها الأخلاقي، أهميتها في التاريخ، مكانتها الاجتماعية: ملكات، وقديسات، وفنانات وعاملات جنس، وربات بيوت، ومشرَّدات. هو القاسم المشترك شبه الوحيد بينهن جميعًا.

        رغم أن الحيض موجود من القدم، فإن الحديث عنه في المجتمعات الغربية والعربية (وإن بشكل متفاوت) لا يزال غامضًا وفضفاضًا وشبه محرَّم. لا بد من استخدام أسماء غريبة لوصف أيام الدورة الشهرية، تمامًا كما يحصل عند الحديث عن الأمراض، مثل السرطان.

        أما في إعلانات الفوط الصحية، فيختفي لون الدماء الأحمر واللزج، ونرى سائلًا أزرق ينهمر على الفوطة البيضاء التي تمتصه، بينما تقفز الفتيات مرتديات سراويل بيضاء على أَسرَّتهن، يتفاذفن وسادات محشوة ريشًا.

        إليكم الحقيقة المُرَّة: هذه ليست الدورة الشهرية. لا سائل أزرق، ولا سراويل بيضاء، والأكيد أنه لا وجود للوسادات المحشوة بالريش، بل دم كثير، وأوجاع في البطن والظهر والرجلين والرأس، وفائض من الهرمونات يؤدي إلى تقلُّبات مزاجية مرهقة.

        رغم هذا الحضور الطاغي للدورة وأعراضها، فإنها تبقى خفية، لا نكاد نراها، ولا نسمع عنها. وإن خرجت إلى النور قليلًا يسرع المجتمع، ومعه قوى الرقابة الأخلاقية بتعدد أجنحتها، إلى طمسها.

        التعامل المريب مع الدورة الشهرية مرتبط بشكل بديهي بالتعامل المريب مع أجساد النساء في أغلب المجتمعات. هذه الأجساد الأنثوية التي تشكِّل عبئًا على العائلات والأديان والمجتمعات الصناعية المنتجة بدأت تبحث عن حلول لما قيل إنه عجزها الشهري.

        أول فوطة صحية لشركة «كوتكس» في عشرينيات القرن العشرين لم تحل الأزمة بسبب الحساسية التي سببتها لمهابل النساء.

        تتالت الابتكارات، من الفوطة الصحية اللاصقة (1969) إلى السدادات القطنية، ثم كؤوس الحيض. وفي محاولة لمداراة هذا العبء ظهر الابتكار الذي بدا فتَّاكًا عام 1975: شركة «بروكتر آند جامبل» الشهيرة وضعت في الأسواق سدادة قطنية صغيرة بعنوان «ريلي»، كان شعارها أنها «تمتص كل شيء حتى الهموم». حلَّت هذه السدادات مشكلات نساء كثيرات، واحتلت ربع السوق الأمريكية، و.. قتلت عشرات النساء. السدادة نفسها تَبيَّن أنها تحتوي على نوع من أنواع البوليستر الذي ينتج بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية.

        ليس مبالغة إذًا القول إن نساءً قُتِلن في أثناء محوالتهن مداراة حيضهن.

        حيض: بداية التغيير

        في 2015 قفزت الدماء إلى شاشات مستخدمي تطبيق إنستغرام عندما نشرت «روبي كور» صورة تُظهِر ملابسها مع بقعة دم نتيجة الدورة الشهرية. حذف التطبيق الصورة مرتين، لأن الرقابة الرافضة لخدش نظر المستخدِم بدت مستفزَّة. وتوالت الأحداث التي حاولت خرق «حرمة» هذا الحدث الشهري.

        في إبريل 2015 قررت الموسيقية الأمريكية الهندية «كيران غاندي» المشاركة في ماراثون لندن خلال دورتها الشهرية، ودون أن ترتدي فوطة صحية. ركضت طيلة السباق والدماء واضحة على ملابسها.

        وفي أغسطس من العام نفسه قال المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية (وقتها) دونالد ترامب، مهاجمًا الإعلامية «ميغين كيلي» التي سألته عن تاريخه في إهانة النساء: «كان يُمكن مشاهدة الدم يخرج من عينيها، والدماء تخرج من.. أي مكان»، مُلمِّحًا إلى أن الدورة الشهرية سبب بحث كيلي في تاريخه المسيء للنساء. انطلقت بعدها حملة على مواقع التواصل تهاجم ترامب تحت هاشتاغ «PeriodsAreNotAnInsult#» (الدورة الشهرية ليست إهانة).

        بدا كأن الدورة الشهرية تحقق انتصارها الشعبي في تلك اللحظة، تدخل دخلتها الكبرى إلى عالم الأضواء. استمر كسر التابو، ففي يناير 2016 أعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أنه لم يكن يعرف أن السدادات القطنية (Tampons) تخضع للضرائب في عدد من الولايات باعتبارها «ترفًا». بعده بثمانية أشهر لم تتردد السبَّاحة الصينية «فو يوانهوي» في القول إن أداءها في الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو كان سيئًا بسبب دورتها الشهرية.

        1 من كل 5 فتيات في الريف الهندي تُجبَر على ترك المدرسة بعد بلوغها، و12% فقط من 355 مليون سيدة بالغة يستخدمن الفوط الصحية.

        الحيض إذًا أمر حقيقي، يتحدث عنه رئيس الجمهورية، ويعيق رياضية من الفوز بميدالية لبلدها. ماذا أيضًا؟

        شهرة هذه الدماء سرعان ما انسحبت من الساحات العامة لصالح نقاشات نسوية أخرى متزامنة مع صعود اليمين في أمريكا وأوروبا: حق الإجهاض، الحق في قوانين تنصف النساء من العنف الأسري في أغلب الولايات الأمريكية، ثم قضايا أخرى لا تقل أهمية، مثل تراخيص الأسلحة الفردية وحقوق الأمريكيين ذوي البشرة السوداء.

        تحت ثقل كل هذه الملفات بات الحديث عن الدورة الشهرية ترفًا فعلًا. لكنه ليس كذلك، ولم يكن يومًا كذلك. فتأثير هذه الدماء الخفية مباشر في حياة نصف سكان الكوكب (وغير مباشر في النصف الآخر)، تأثير لا يقتصر على الأوجاع والهرمونات، خصوصًا في الدول النامية التي يعد بلوغ الفتاة فيها بداية جحيم حقيقي.

        الهند وحدها تعيش فيها النساء مآسي يومية نتيجة الدورة الشهرية: واحدة من كل خمس فتيات في الريف الهندي تُجبَر على ترك المدرسة بعد بلوغها، وفق تقرير لمنظمة «بلان إنديا». ومن أصل 355 مليون سيدة بالغة، 12% فقط يستخدمن الفوط الصحية. مثال الهند يمكن أن ينسحب على القسم الكبير من الدول النامية والعربية، وعلى النساء المهمشات في كل أنحاء العالم، كالسجينات أو المشرَّدات أو عاملات الجنس.

        طيب، كل ما سبق جيد. بداية مهزوزة وصغيرة، لكنها بداية كسر التابو الذي لا يوجد تفسير اجتماعي واضح لتحوله من فعل بيولوجي طبيعي إلى سلسلة أساطير وشائعات ومعتقدات غامضة وساذجة ومتوحشة في راديكاليتها في كثير من المجتمعات.

        دورة شهرية؟ هيا ندفن رؤوسنا في الرمال

        ماذا عن العالم العربي؟ فراغ. فراغ كبير لا تملؤه أرقام ولا دراسات ولا إحصاءات، ولا حتى أصوات نسوية على مواقع التواصل تخبرنا بأن «الدورة الشهرية ليست إهانة».

        لماذا تبدو دماء الحيض ممنوعة من التداول رغم كل الدماء التي تملأ الشاشات والصحف والإنترنت، وتغطي شوارع عربية كاملة؟

        عند البحث عن تاريخ التعامل مع الدورة الشهرية في المجتمعات العربية لا نجد شيئًا تقريبًا، وحتى في الكتاب الشهير «اللعنة: التاريخ الثقافي للدورة الشهرية» (1976)، الذي كتبته «جانيس ديلاني» و«ماري جاين لوبتن» و«إميلي توث»، لا نجد أي إشارة إلى ذلك باستثناء جملة وحيدة فقيرة: «استخدمت القبائل العربية الرئيسية في الشرق الأوسط بلوغ الفتيات فرصةً لختانهن أو خياطة فروجهن، لخفض متعتهن الجنسية وحصر حاجتهن في رجل واحد». انتهى. هذا هو التاريخ الثقافي العربي في التعامل مع الحيض، وهو في جزء منه حقيقي وواقعي.

        لكن النساء والفتيات العربيات يعلمن أن هناك أكثر من ذلك بكثير ليُقال: الأسماء التي تُستخدم لوصف الحيض، الأكياس السوداء التي توضع فيها الفوط الصحية عند شرائها، محاولات شرح أسباب التعب في أثناء دوام العمل، اتساخ الملابس ببقع الدماء فجأة في المدرسة أو الجامعة أو المكتب، العبارات النمطية التي يسمعنها، محاولات تخبئة الفوطة الصحية بين طيات الملابس خلال الذهاب إلى الحمام. هذا في اليوميات، أما في الإطار الأوسع، فالقوانين الاجتماعية تحكم أيضًا حياتهن في تلك الفترة: من الدين إلى العائلة.

        في المنطقة العربية الغارقة في الدماء منذ 70 عامًا، تُصَوَّر النساء دائمًا خائفات من العنف والدماء، العنصر الأضعف عند كل جريمة ومجزرة، وهو ما يبدو مضحكًا أكثر منه غريبًا. بين النساء والدماء علاقة حميمة ودورية خلال أكثر من نصف حياتهن تقريبًا، فلماذا تبدو دماء الحيض ممنوعة من التداول بين كل الدماء الأخرى التي تملأ الشاشات والصحف ومواقع التواصل، وتغطي شوارع عربية كاملة؟

        الجواب الأقرب إلى العقل أن مشكلة دماء الدورة الشهرية أنها تخرج من المهبل، وتنحصر بين فخذي النساء. تلك الرقعة الجسدية المضطربة في ذهن الشعوب العربية، إذ لم تحدد التقاليد بعد، ومن خلفها الموروث الاجتماعي والديني، إن كانت ملكًا للفتاة أم لعائلتها وعشيرتها.

        حتى في الأدب العربي، لم تقارب الروائيات/الروائيون الموضوع بشكل مباشر. ربما باستثناء رواية السوري عمار عبد الحميد «الحيض» (دار الساقي، 2001). رواية كتبها رجل، وبطلها أيضًا شاب سوري، يستطيع شمَّ رائحة حيض النساء. وكُتِبَت الرواية أساسًا باللغة الإنجليزية وليس العربية. بدا كأن مقاربة الموضوع بلغة أجنبية أسهل من استخدام كلمات عربية لخرق التفاصيل الحميمة، حول تبلور الهويات الجنسية، وتعامل الذكور مع أجساد الفتيات، ومع التبدلات الهرمونية الشهرية.

        في أعمال أدبية أخرى يُذكَر الحيض عَرَضًا في إطار قصص أكبر. في ورايتها «الفتاة ذات الحجاب البرتقالي» (2006) تروي الروائية السورية الأمريكية مهجة كهف يوميات فتاة من المهاجرين السوريين إلى أمريكا، وتذكر عرَضًا كيف تعاملت معها عائلتها عند بلوغها.

        في محاولة لخرق هذا الفراغ قدمت لبابة حلواني، من جامعة هارفارد، أطروحة ماجستير عام 2016 بعنوان «إعادة تأطير جحيم الدم: طقوس الحيض وممارساته بين العرب والعرب الأمريكيين».

        تؤكد حلواني ما تعرفه كل الفتيات العربيات: في المجتمعات العربية لا تعرف الفتاة بوجود الدورة الشهرية إلا عند بلوغها. في تلك اللحظة، تُلقَّن الأساسيات: لقد أصبحتِ امرأة الآن، ولا يجب الحديث عن الحيض أمام الرجال.

        ثم تستعرض تجارب نساء أمريكيات من أصول عربية يروين تجاربهن مع أول دورة شهرية، من الأردن إلى سوريا ولبنان ومصر وفلسطين وتونس. تبدو التجارب العربية متشابهة: مُداراة، وغموض، ووصفات سحرية للتخلص من الأوجاع المرافقة للحيض. تُجمع كل هؤلاء النساء على أن المعتقدات الراسخة تؤكدأن الدورة الشهرية أمر «مقرف»، لذلك يجب تفادي الحديث عنه بشكل علني.

        لم تصل لبابة في أطروحتها إلى خلاصات علمية. استعرضت الحالات مكتشفةً أن الموضوع قد لا يكون محرَّمًا تمامًا ما دام الحديث نفسه عن الحيض يحصل بين نساء العائلة أو بين الصديقات. لكن لبابة تفتح الباب أمام أسئلة كثيرة، وتتركها معلَّقة، فهي تعترف بأن غالبية الفتيات المشمولات في الأطروحة يربطن بين هويتهن الدينية المسلمة وطريقة تعاملهن مع أجسادهن، وأن تربيتهن المحافظة كانت عاملًا أساسيًّا في المداراة خلال الحديث عن الحيض.

        لكن لنطرح نحن الأسئلة التي لم تجد طريقها إلى دراسة لبابة حلواني أو دراسات علمية أخرى: ما الذي يمكن أن يستفز رجلًا إذا رأى فتاة تسير إلى الحمام وفي يدها فوطة صحية؟ ما الذي قد يزعج متصفحًا لموقع إنستغرام إذا رأى بقعة دم على ملابس فتاة؟ مَن يصنف الدماء المستفزة النجسة مِن «الدماء الزكية الطاهرة»؟

        البداية تكون من هنا، من أجوبة علمية مقنعة عن أسئلة مرتبطة بالبشرية وتكاثرها، وبالرغبة الجنسية، والإنجاب، والطبيعة البشرية.

        ما الحيض؟ دماء تنزل من مهبل المرأة لأيام معدودة كل شهر، ولمدة 40 عامًا تقريبًا. هذه هي الدورة الشهرية، فأين العار والنجاسة؟

        (ليال حداد – منشور)

        وسوم: أخبار أنتِالمرأةصحةصحة جنسيةعنايةنصائح
        شارك12غردأرسل

        ذات صلةمواضيع

        ميديا

        7 مايو، 2025

        في إطار دعم الرياديات وتعزيز الشراكة المجتمعية: السيدة لينا زاهي التميمي-سعد الدين تزور مركز شيرين للتدريب المهني برفقة نخبة من...

        ميديا

        20 أبريل، 2025

        من يكون نصفك الآخر؟ رحلة البحث عن شريك الحياة بقلم حنين دويكات بإشراف الدكتورة فلسطين نزال اختيار شريك الحياة يُعد...

        ميديا

        19 أبريل، 2025

        في يوم الأسير الفلسطيني، وزارة شؤون المرأة تطلق تقريراً يوثق العنف الممنهج ضد الأسيرات الفلسطينيات في مناسبة يوم الأسير الفلسطيني،...

        الموضوع التالي
        لون بشرتكِ غير مُوحّد؟ إليكِ الأسباب والحلول

        لون بشرتكِ غير مُوحّد؟ إليكِ الأسباب والحلول

        أنتِ لها

        جميع الحقوق محفوظة | أنتِ لها © 2020

        تعرفي على انتِ لها

        • نبذة عن أنتِ لها
        • من نحن
        • فريق أنتِ لها
        • الهيئة الاستشارية العليا
        • لمشاركاتكم
        • اتصل بنا

        تابعينا

        لا يوجد نتائج
        عرض كل النتائج
        • ميديا
        • رياديات
        • تجربتي
        • صحتكِ
        • مطبخكِ
        • إطلالتكِ
        • منوعات
        • فرصتكِ
        • حياتي شوب

        جميع الحقوق محفوظة | أنتِ لها © 2020

        Login to your account below

        Forgotten Password?

        Fill the forms bellow to register

        All fields are required. Log In

        Retrieve your password

        Please enter your username or email address to reset your password.

        Log In

        Add New Playlist