لعل من أسوأ الصفات الإنسانية بعد الخيانة صفة الكذب، خصوصاً إذا كانت في العلاقة الزوجية، حيث يبدأ الشك والريبة وعدم الاقتناع بقول الآخر، وقد نجد ذلك الأمر بصورة أكبر لدى الرجال، الذين يكذبون باستمرار على زوجاتهم، وقد يظنون أنهم أذكياء، ولكن المرأة تعرف دائماً عندما يبدأ زوجها في افتعال الأكاذيب، وقد يكون الكذب مبرراً إذا حدث مرة أو مرتين، ولكن هناك بعض الرجال يكذبون دائماً، وهؤلاء الذين سوف يدور حديثنا عنهم.
الرجل كالطفل إذا خاف كذب، وإذا شعر بخطر كذب، وقد يستسهل الكذب إذا ترك الحبل له دون رابط، لذلك تقول عائدة القثمي “الأخصائية الاجتماعية والنفسية”: يجب على الزوجة مواجهة زوجها فور علمها بكذبته الأولى؛ كي لا يكررها ثانية.
اتخذي الخطوة الأولى: تقول بعض الزوجات: أعلم بأن زوجي يكذب، ولكنني أخشى أن أصارحه، فيجعلني أنا المخطئة، وهناك عدة طرق لكي تعبري له عن كشف كذبته، كأن تروي له قصة وهمية تشابه كذبته، أو أن تقولي: “سوف أصدقك هذه المرة، ولكنني لست غبية إلى هذا الحد”، ولا تناقشيه، ويجب أن تضعي له دليل كذبه أمام عينيه دون أن تتحدثي، بتلك الطرق سوف تحدين من تفكيره في الكذب مرة أخرى.
الخوف يدعوه إلى ذلك: غالباً نجد أن الشخص، الذي يعاني من الخوف وضعف الشخصية والمصارحة بالحقيقة، يلجأ إلى الكذب؛ لكي يبني جداراً يقيه من الآخرين، فإذا كانت تلك الصفات تنطبق على زوجك، عليك معاملته بثقة، ولا تلوميه على أخطائه حتى يكتسب ثقته، فكلما دعمته كلما قلت تلك الخصلة داخله.
الكذب المرضي: الكذب هنا ليس مجرد كذبة عابرة، بل هو حياة، فقد ينسج قصصاً وهمية لم تحدث، ويقوم بإدخال من حوله في حلقة لا تنتهي من الأكاذيب، والتي قد يصدقها هو مستقبلاً، فقط من أجل لفت الانتباه إليه، وهنا يجب اللجوء إلى الطبيب النفسي لكي يستطيع تقديم العلاج المناسب لتلك الحالة.
هناك بعض الأعراض التي تكشف لك الكذب، ويلجأ إليها الكاذب في كثير من الأوقات، مثل: التوتر الشديد، والأحداث الغير مترابطة، والتعرق، والارتباك الجسدي، وتكرار الجمل والكلمات، وتركيز نظره عليك بشدة لخوفه من أن تكشف كذبته، فإذا لاحظتِ أحد تلك الأعراض، فقد يكون من تحدثينه يقوم بالكذب بالفعل، فكوني حذرة.