اريج أبو دية و حنين شقيقتان انطلقن من وسط الحصار وضيق فرص العمل، ليؤسسن أول مشروعي نوعي عبر الشبكة العنكبوتية، ” اون لاين” ليقتحمن سوق العمل بقوة ويحققن ربحاً وافرا خلال فترة وجيرة من الزمن عبر مشروعهن المعنون ” كرزة وخرزة” للمشغولات اليدوية، هو مشروع الكتروني ذاع صيته عبر الشاشة الزرقاء.
أريج تحدثت عن المشروع بنبرة ثقة وتحدى عبرت عنهما محياها وسريرتها المنبسطة خلال الحديث معها بالقول” الفكرة كانت عبارة عن مزحة وجاءت صدفة، وتحولت إلى واقع بعد ان صممت وشقيقتي ان أبدأ في ذات اللحظة، ابتعت الخامات اللازمة للعمل، ومن ثم بدأنا العمل في المجال المشغولات على اختلافها، باستغلال الخامات البيئة المتوفرة، وانشأت صفحة خاصة، ضمت كل قطعة يتم انجازها”.
تضيف تم ربط الصفحة الشخصية للفكرة بالمجموعات عبر الفيس، وهذا ما حقق النجاح والانتشار وبدأت تنهال علينا العروض للطلبيات، بدأت بالأصدقاء ومن ثم انطلقت للآخرين من مؤسسات وأفراد.
اريج وحنين وزوجة اخيهم هذه الجامعيات الثلاث لم ينتظرن الوظيفة، سارعن لإقامة مشروع خاص بهن، ساهم في تحقيق نوع من الرفاهية الاجتماعية لهن بشكل خاص، وعلى اسرهن بشكل عام.
الشقيقتان تنقلان هذه التجربة النوعية، للمترددات على مركز صحة المرأة جباليا ضمن المساحة الامنة، حيث نقلن هذه التجربة على مدار شهرين كاملين من التدريب، الذي استهدف عشرة نساء، اصبحن قادرات على امتلاك مشروع خاص بهن في حالة توفر التمويل لذلك.
لم يقتصر عملهن على مشروعهن الخاص بل كانت لهن مساهمات مجتمعية اخرى حيث قمن بتدريب مريضات الفشل الكلوي ونحجن في نقل هذه التجربة الابداعية، كما كانت لهن مساهمات أخرى مع مؤسسات استهدفت الرجال والنساء.
أريج ترسل رسالة لزميلاتها بعدم انتظار الوظيفة، والبحث عن مشاريع خاصة بهن، وتنمية المواهب، ففيها عدة فوائد منها استغلال الوقت بشكل جيد، التفريع النفسي، التسلية، تحقيق الذات وغيرها.
النقش على الزجاج والتحف الفنية والتطريز، واستغلال الخامات البيئية عبر التدوير وغيرها هي مواهب امتلكتها الجامعيات الثلاث، ويسعين الان لإقامة مشروع خاص بهن على أرض الواقع في قلب مدينة غزة لتحقيق المزيد من النجاح والتوسع الانتشار والتميز.
مريم شقورة مديرة مركز صحة المرأة جباليا أشارت أن المركز استطاع عبر المساحة الامنة أن يساهم في تحسين أوضاع النساء من خلال توفير الخدمات التأهيلية والتدريب، في مجالات متعددة، حيث تمكن عدد من النساء من اقامة مشاريع خاصة لهن ساهمت في تحسين ظروفهن الاقتصادية والمعيشية.
أوضحت أن المركز يسعى الى تمكين النساء اقتصادياً من خلال خلق مساحة لهن للتدريب والترويح والتعلم، والتي انعكست على اوضاعهن النفسية، وحدت من مستوى العنف التي كنّ في السابق يتعرضن له في الحيز الخاص والعام.
تأمل شقورة أن يستطيع المركز أن يوسع رقعة خدماته المقدمة للنساء المهمشات والناجيات من العنف في محافظة الشمال في جميع المجالات، ليكون لهن دور فاعل في التغيير المجتمعي.